دمعة طِفلة يتيمة
روحي تحبك
اعشق أبي

مُتابعتُكنّ شرفٌ ليِ .. و حروفكم تُلهِمُنيِ ..!
وفقكنّ المولى بحقِ ابي الأحرار عليهِ السلام


ظلت عيونه مركزّهـ على باب غرفة هاجر .. لازم يكلمها .. قام وتوجه لغرفتهاا ..
ظل يناظره محتار .. متردد .. قرّب يده علشان يطقه .. وانفتح ..
اختبصت أول ماشافته .. وعلى طول سكرته .. أما هو فدار وجهه وعطاهاا ظهره ..
ظلت ورى الباب .. قلبها شوي ويطيح .. تحاول تستوعب الي شافته قبل شوي ..
هاجر ببالها : ياربي فشله شافني
انطق الباب ..
هاجر : ياعلي , منهوو ؟
ميلاد بتردد واضح حتى بنبرة صوته : أنا يااخت هاجر , ودي اكلمك بموضوع
هاجر خافت وش يبي منهااا .. وش هالموضوع الي يبيهاا فيه .. ليكون خدعه علشان يسوي فيهااا شي .. شهقت هاجر لما فكرت بهالشي ..
ميلاد : اخت هاجر ؟
هاجر بخوف : وش هالموضوع ؟
ميلاد : بنتكلم من ورى الباب !!
هاجر بتصميم : أي وش فيهااا ؟!
ميلاد مستغرب : مافيها شي , الي يريحك
تسند عالباب .. وهي تسندت عليه وظلت تنتظره يتكلم .. ميلاد كان متردد كيف يفاتحها فيه وكيف يوصل لها الي يبيه .. سمى بالرحمن وابتدا يتكلم ..
ميلاد : أنا يا اخت هاجر من عرفت أنك شيعية وأنا ودي اجي افاتحك بهالموضوع بس كنت متردد وخايف تفهميني غلط .. أنا صار لي فترة أفكر بالشيعة ومعتقداتهم والفرق بينهم وبين السُنة .. وحديث الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم إلي يقول فيه أن كل الفرق بالنار ماعدا فرقة واحده شغلني , مين هالفرقة ؟! .. بحثت كثير عند الطائفتين .. وكل طائفة تقول إنها الي على حق .. عرفت اشياء كثير عن الشيعة .. كنت أسمع عنهم اشياء يسوونهاا .. ماتدخل العقل .. ومعتقداتهم بعضهاا يؤدي الى الشرك والعياذُ بالله .. بس كانوا متمسكين فيهاا ومؤمنين وبشده .. تعجبت .. وقلت لازم ابحث وافهم .. وش سر هالايمان والتمسك ..
هاجر كانت تسمعه وهي خايفة بالبداية .. بس سرعان ما اندمجت وراح الخوف .. خصوصاً أنها تلمست صدقه من نبرة صوته وطريقة كلامه الي تدل على شخص حيرآن وتايه .. وده أي أحد يجي ويدلهـ على الدرب الصحيح ..
ميلاد : صدقيني يااخت هاجر كل الي اطلبه منك تساعديني .. وتناقشيني .. يمكن الله سبحانه يجعل هدايتي على يدك .. أو العكس ..
هاجر بإندفاع : أنا ولله الحمد مؤمنه بما أنا عليه
ميلاد : وعلشان إيمانك هذا .. ابيك تساعديني ..
هاجر : خلاص أساعدك بس لازم تعرف شي بالاول .. أن علمي قليل ومايخولني أناقشك بكل شي واتعمق .. لذلك افضّل تستعين بكتب وأبحاث تقرأها قبل لا نتناقش ..
ميلاد : وش هالكتب هذي ؟
هاجر : تعتمد على حسب طبيعة الشي الي تبغى تعرفه .. وعلشان لا تضيع وتتوه حاول تقسّم المعتقدات الي تشوفها غلط والشيعة تؤمن فيهااا وودك تفهم سرها .. وابحث في كل معتقد على حدهـ .. وأنا بكون بالخدمة ..
ميلاد : فكرة حلوه .. خلاص بإذن الله ببتدي من الليله
هاجر : على خير
ميلاد وكأنه تذكر شي : صح يا اخت هاجر .. مافيه داعي تطبخين بكرى , بإذن الله عندنا طلعه من الصباح
هاجر : وساره بتكون وياكم ؟
ميلاد : سارة وانتي يااخت هاجر ( قالها ومشى )
أما هاجر لازالت متسنده عالباب .. تفكر بكل كلامه ..
هاجر ببالها : يالله ساعدني ..
..................
بالليل ..
سكينة حنت لهآجر .. ودهآ تسمع شي عن أخبارهااا .. أخذت التلفون ودقت على بيتهم .. بتكلم مريم .. يمكن دقوا عليهآ وكلموهآ ..
محمد كآن بالجلس يشآهد .. رن التلفون .. ورفعهـ ..
محمد : هلا
سكينة اختبصت : السلام عليكم
محمد عرفها : وعليكم السلام
سكينة : موجوده مريم ؟
محمد : مريم طآلعه مع أمي .. تبغي اوصل لهآ شي ؟
سكينة : اهآ .. لا خلاص أني بعدين ادق عليهآ , مع السلامة
محمد : مع السلامة
( سكينة تكن لمحمد حُب من الطفولهـ .. ومحمد يدري ويبادلهآ ونآوي يتوّج حبهم بالزوآج .. بس ينتظر تتحسّن الظروف الي ماساءت الا بسبب طمعه وأنانيته )
سرحت سكينة شوي وهي مآسكة سماعة التلفون .. أنفتح الباب بقوه ودخلت مرت أبوهآ .. شهقت سكينة ورمت السمآعة من الخلعه ..
مرت أبوهآ : وش قاعده تسوي ؟
سكينة برجفة من الخلعه : ما اسوي شي
مرت ابوهآ : عجل ليش يوم شفتيني سكرتي التلفون هاا ؟
سكينة : ماسكرته بس خلعتيني
مرت ابوهآ : لكن والله لا اعلم أبوج عليج ياقليلة الحياء
سكينة : هي أي قلة حياء الي تتكلمي عنهاا , حدج عآد
مرت أبوهآ : لا قليلة حياء وتتزمخي بعد .. ( وقامت تعيط ) أبو جااااااااسم
( وطلعت وهي بعدها تعيط على أبو جآسم ( أبو سكينة ) .. سكينة ترجف من الخوف .. تدري هالظالمة مابتخلي ولا بتبقي ومابتعدي الليله على خير )
دقايق بس وكآن أبو جآسم وآقف قدآم سكينة .. وجهه يشتعل نآر .. وده يحرق هالعيون الي تناظره خوف ورجاء
ابو جآسم بصرآخ : زياده على أذاج وهياتج بتنزلي راسي بالارض .. لكن أناا أربيج يابنت الكلب ..
وقآم يضرب في المسكينة مره بعقاله ومره بأيده .. وهي تتألم وتصرخ ..
ومرت أبوهآ من ورى الباب تسمع وتتشمت ..
....
هآجر كآنت جآلسة بغرفتهآ .. تفكر بكلآم ميلاد وكيف بتقدر تساعده .. حست بوخزة بقلبهااا ..
هآجر وايدهآ على قلبهآ : ياعلي .. ماتجيني هالوخزة الا اذا فيه شي .. يارب استر
.....
بالصآله ..
سارة : ونآسه بكرى طآلعين مزرعه .. اقول وش رآيكم اعزم خلود تجي معنا ؟
سلطان : حياهاا
ميلاد : لا
سارة مستغربة : ليش بس ؟
ميلاد : افضّل تكون الطلعة خاصة .. يعني مانبي أحد من برى ..
سلطان : خآصة حتى الشغآله بتجيبها معآنا ؟!!
ميلاد استفزته كلمة سلطآن : إسمهآ وفيهآ عايشة معآنا بالبيت , عن إذنكم طآلع أنام تصبحون على خير
سلطآن مستغرب من عصبية ميلاد : وانت من اهله
سارة : ضروري تنرفزه يعني ؟
سلطآن : يااختي هذا ما ادري وش فيه .. طآيح لنا مثآليآت هالايام .. اتركيه عنك بس
بنص الليل .. جالسه بغرفتهآ .. ظلام يقطعه صوت ونينهاا وانينهاا .. ماقصّر بضربهآ .. لو ما لطف ربي ذِبحها .. مظلومه ..
انفتح البآب بشويش .. رفعت رآسهآ .. حآولت تنآظر بعيونهآ المليآنة دموع .. والي اختلطت بدم جرح بجبينهآ وينزف ..
طل وجه صغير .. حبآت اللؤلؤ تزينه .. أخوهآ من أبوهآ جآسم ..
تقدم لهآ .. ويده على شي .. يخفيه بثيابه ..
نآظرهآ .. طلّع الشي ..
جآسم بدموع مد يده : أنتي ماتعشيتي .. جبت لج خبزه
سكينة انكسر قلبها أكثر .. سحبته وضمته بقوه وبكت وهو يبكي معاهاا .. ببالهآ تتحسر وتقول : كل الي أنا فيه من ضيم وقهر وظلم بسبة أمك ياجآسم .. خلى قلبهآ من الرحمة .. قلبت ابوي علي شيطآن همه بليل ونهآر يعذبني .. آه ياجآسم ..
.....
بيوم ثآني .. صحت هآجر بدري .. علشآن تجهّز الاوازم .. كآنت تشوف وتسمع بين فترة وفترة ميلاد وهو يرتب للطلعه.. وكل ماشافته او سمعته فز قلبهآ .. ولا تدري وش السبب ..
سآره : يلا يلا هآجر بنطلع
هآجر : دقيقة وبآجي
سآره : بنتظرك عند البآب اوكي
هآجر : زين
بسرعه لبست عبآتها ورآحت لسآره وطلعوا ..
ميلاد هو الي كآن يسوق .. ركبت هآجر وسكرّت الباب .. طاحت فردة نِعالها بدون لا تنتبه من الربكة ..
هآجر : نعآلي نعآآلي
ميلاد أستغرب ..
سارة : وش فيك ؟
هآجر : نعالي طآح
سارة : ميلاد نِعآل هآجر طآح ( وضحكت )
هآجر : اضحكي وش عليش
سلطآن بصوت خفيف : هذا الي نآقص نتوقف علشآن جزمة شغآله
ميلاد ناظره بنظرة حآره وقآل : إكرمناا بسكوتك
ناظره سلطآن وضحك ضحكة سخرية ..
توقف ميلاد ونزل يجيب نِعال هآجر ..
هآجر مآتت من الفشلة خصوصاً أنه هو الي نزل وهي كآنت مجهزّة نفسهاا هي الي بتنزل .. احرجهآ بأدبه ..
جآبهاا وفتح بآب هآجر واعطآها ويآها ..
ركب وكملوا طريقهمـ ..

ترّقبوني