صعدت سارة بسرعة .. تشوف خلود .. حاطة يدها على قلبها ..
دخلت و شافت خلود جالسة .. و الدموع تسولف على خدّها ..
سارة مُحرجة : خلود ..
خلود قاطعتها : ما يحتاج تقولين شيء يا سارة .. قلتيها و صدقتي .. ميلاد لا يُمكن يناظرني .. و الظاهر الأفضل اشيله من بالي ..
سارة جلست جنبها : شيليه يا خلود .. و الله يرزقكْ بالأحسنْ .. زوج يحبك و يناظرك و يبيك ..
خلود أكتفت بإبتسامة ألم ..!
..,,..
بمنتصف الليل ..
أنتظر يعمّ الهدوء بالبيت .. و نزل .. كالعادة ..
و معاه شخص ينتظر .. سُلطان .. الي اصرّ يعرف
سالفة ميلاد معَ هاجر ..!
أنتظر ميلاد يروح لغرفة هاجر .. و طل ..
لقى ميلاد قاعد جنب غرفتها و يتكلم .. هِنا صار وجهه علامة تعجّب ..!
سُلطان بباله : جالس جنب غُرفتها و يكلّم نفسه ؟!!! وش الي قاعد يصير ..
ما قدر يسمع شيء مِنْ كلام ميلاد .. ولا يقدر يتقرّب أكثر علشان يسمع .. ممكن يحس فيه ميلاد ..
ففضّل ينسحب بهدَوء .. مع علامات تعجبّه ..
...,,,...
اليوم التآلي ..
الظهَر
عالغداء ببيت أم محمَّد ..
محمَّد بإبتسامة : أبشرّكم هاجر بتجي على الإسبوع الجاي
مريم بفرحة : صحيح ؟!!
ام محمَّد بنبرة شوق : الله يبشرّك بالخير ياولدي .. هي الي قالت لك ؟ّ!
محمَّد : إيه ..
داعبت جِفن أم محمَّد دمعة .. راحت تسولف الشوق ..
أم محمَّد بدموع ما قدرت تمنعها و صارت تمسحها بمشمرها :
وحشتني بنيتي ..
محمَّد بنبرة حانية : كِلنا أشتقنا ليها .. إن شاء الله بترجع بالسلامة .. ولا بتفقديها مرّه فانية ..
أم محمَّد بإستغراب : إيلاويش .. بتسكن في الديرة يعني ؟!
محمَّد بإبتسامة : إذا جت بتعرفوا .. ( و رجع يتغدا )
و مريم و أم محمَّد يتبادلوا النظرات .. مستغربين ..
...,,...
ببيت أبو سكينة
أم جاسم تتكلّم في التلفون ..
أم جاسم : رجال و النعم فيه .. لا لا باكلم أبوها اليوم و بارد عليش .. زين , الله يحفظش غناتي مع السلامة ..
أبوسكينة و هو يشرب معسله : بويشو بتكلميني ؟!
أم جاسم بإبتسامة شيطانية واسعة : سكينة جاها خاطب ..
أبوسكينة ترك المعسّل من إيده : منهو ؟!
أم جاسم بحماس : حمي أختي أم سليمان .. أبو شاكر ..
أبوسكينة: بس هذا كبير و معرّس ..
أم جاسم : و بتك كبيرة .. و نسوانه الثنتين طلّقهم ..
( أم جاسم خافت أبو سكينة يرفض .. و قامت تبث سمومها )
أم جاسم بنبرة شيطانية : أبو شاكر رجال الله منعم عليه .. و مريض و عقيم .. يعني بعد عُمرٍ طويل .. لو مات كِل خيره بيروح لـبتك سكنوه .. و غير كِده بتك احس اذا ما عرّسناها بتخلي راسنا بالأرض .. كفاية سوالفها الي راحت ..
أم جاسم دّقت على الوتر الحسّاس لأبو سكينة .. خصوصاً إنه على قد حاله .. و هالخاطب بمثابة كنز طاح من السماء ..
ابو سكينة : خلاص قومي كلمي سكنوه
أم جاسم : معَ إنها بتآخذه غصباً عنها بس باقوم اكلمها ..
( و قامت )
..,,..
بُغرفتها .. ويا الألم و الذكرى ..
ذِكرى هاجر .. هذا الي بقى ليها ..
تعتب بداخلها عليها ..
سكينة ببالها : نسيتيني يا هاجر .. من سافرتي ما سئلتي عني .. ما سئلتي عن صديقتج و أختج سكينة .. ما سئلتي كم جرح بغيابج صابها .. ما تدري إني احتاجج جنبي ..
قطع عليها حبل العتاب .. دخلة مرت أبوها أم جاسم ..
غصباً عنها رجفت أوصالها .. تحس من تدخل عليها .. يعني إنّ فيه مُصيبة ثانية .. بتنضاف لرصيد المصايب الي صابتها من وراهـا ..
ام جاسم : اسمعي ترى اليوم جاينش خاطب ..
سكينة بصدمة : خاطب !!
أم جاسم : ايه .. يحق لج تنصدمي و الا من يبغى وحدة زيج ..
سكينة بقهر ممزوج بخوف : منهو الخاطب ؟!
أم جاسم : أبو شاكر .. حمي اختي ..
سكينة : أبو شاكر !! متزوج ؟!!
أم جاسم :مطلّق مرتين .. ما عنده أولاد .. بس غني و بيعيّش عيشة تحلمي فيها .. بيطلعنا من هالفقر .. عالعموم أني ماني جاية آخذ رايج .. بس علشان يصير عِندج خبر
سكينة بقهر : و من قالج إني بوافق !!
أم جاسم : نعم ما سمعت عيدي .. بتآخذيه غصباً عليج مو بكفيج .. و إن عندّتي .. باخلي ابوج يتفاهم وياج عدل .. ( تقصد بالعقال )
سكينة : قلت لج ما بآخذه .. و إذا مرّه مُصرّة خذيه أنتين ..
أم جاسم : ياليت بس مالت على حظي الي طيحني بأبوج .. جهزي عُمرج .. بكرى جاي الرجال ..
سكينة بصرخة : قِلت لج ماني ماخذتنه تفهمي ..
أم جاسم عصّبت : اراويج ..
( و قامت تعيّط على أبو سكينة .. الي ترك معسله و جاء يركض من سمع صوت أم جاسم تناديه )
غمرها الخوف .. و أستيقنت بـ الموت ..
أبو سكينة بنظرات حادة : وش صاير ؟!
أم جاسم : شوف بتك .. تقول ما تبغى ابو شاكر .. الظاهر ما شبعت من سوالفها .. تبغى تفضحنا بخياسها ..
سكينة : كذابة ..
أم جاسم بشهقة : اني كذابة ؟! , إيه لأني كاشفتنج ..
ابو سكينة بصرخة هزّت جِدران البيت : سكنوه ..
تقرّب مِنها .. و مسكها من شعرهـا ..
سكينة : آآآه شعري ..
أبو سكينة بعصبية : لا ترفعي صوتج على خالتج مره فانية .. و أبو شاكر بتآخذيه غصباً عنج .. سااامعة
سكينة ملّت روحها الذّل و الظلم .. و حسّت الدم بعروقها يثور ..
و ثارت ..
سكينة : مااااااني ماخذتنه .. اضربني .. اذبحني .. ما يهمني .. ما بآخذه ..
أبو سكينة وصل حدّه .. رماها بقوة .. و تناول العصا من إيد أم جاسم إلي كانت مجهزّتنها ..
أنهال عليها بالضرب و الشتم .. و سكينة تتأوه ..
أم جاسم تتشمت كالعادةَ ..
سمع الصِراخ جاسم الصغير .. و هرع لغرفة خيته الحنونة سكينة ..
فجعه منظر ابوه و هو ينهآل بالضرب على إخته .. و أمه واقفة بدون حراك ..
جاسم و هو يمسك مشمر أمه : أماه .. وقفي ابويي لا تخليه يضرب سكينة
أم جاسم : ماما , سكينة سوّت غلط و البابا يضربها علشان لا تعيده ..
قهر براءته وقفة أمه .. و ركض لأبوه .. يحاول بجسمه النحيل يوقفه ..
أبو سكينة بصراخ : جاسم تبااااعد
جاسم : مـانا .. لا تضربها ..
أبو سكينة بصرخة أقوى و هو يدز جاسم بعيد عن مكان أخته : قِلت لك تباااعد
عوّرته الدزة ..
أم جاسم : جاسم تعال ..
سكينة من بين الضرب .. تسمع توّسلات جاسم لأبوه .. و تتقطّع بداخلها .. مِثل ما العصا تقطّع جسمها ..
جاسم مُصرّ إلاّ يخلي ابوه يتوقف عن ضرب سكينة ..
و أبوه يضرب سكينة .. بالعصا .. ضربات تفتت الصخر ..
وقف قدامه .. و بلا وعي من أبوه جت الضربة على راسه ..
أم جاسم منفجعة : لااااااااااا ولدي ..
( و ركضت ليه )
أما أبو جاسم فوقف مدهوش .. يحاول يستوعب الي صار .. هذا ولده جاسم على الأرض .. و جنبه دمّه ..
أما سكينة من بين الألم صرخت صرخة .. و تقرّبت لجاسم و أحتضنته ..
شافت الألم لحالها بعيونه ..
أم جاسم بدموع و صراخ تكلم ابو سكينة : وش فيك واقف روووح جيب الأسعاااف .. ويلي وووووولدي
ركض أبو سكينة لبرى ..
سكينة بدموع ممزوجة بدم : جاسم .. حبيبي جاسم
أم جاسم تحاول توّقف سيل الدم بمشمرها .. و هي تولول ..
سكينة تمسح عن وجهه الدم .. و تناديه ..
و بلحظة حسّته يجهض بقايا روحه بحضنها .. إيده بإيدها .. و كأنه يقول
( وفيت بالوعد يا خيّة )
و صرخت صرخة ..
سكينة : لااااااااااااااااااا
..,,..
بالشمَال ..
خلّصت غسال مواعين الغداء .. و قعدت .. ترتاح ليها شوي ..
حسّت بنخزة في قلبُها .. و أنشغل بالها .. و هي ترّدد
" خير اللهم إجعله خير "
هاجر ببالها : ودّي اكلم أهلي .. اسئل عن أحوالهم .. بس صُعبة اني اروح ادق .. و سارة ركبت فوق .. ياربَّ إحفظ المؤمنين و المؤمنات و أهلي و حبايبي ياربَّ ..
..,,..
وصلت سيارة الإسعاف .. ضجة الحِزن و الألم .. ممزوجة
بضجة الناس ..
الكِل يتسائل .. الكِل يستفهم ..
و الجثة الي طلّعوها .. أخرستهم ..!
..,,..
ببيت أم محمَّد
سمعوا صوت سيارة الإسعاف ..
أم محمَّد و هي تهرع للباب : ياعلي .. ويش صاير ..
مريم مختلعة و تِلحق أمها ..
طلع محمَّد من غرفته .. و هو يتسائل ..
أم محمَّد : سيارة إسعاف واقفة قِدام بيت ابو سكينة .. ياعلي ..
محمَّد أختلع و طلع يشوف وش صاير ..
مريم بخوف : ليكون سكينة ابوها سوى فيها شي ..
أم محمَّد : ياعلي .. الله يلطف بحالها ..
...,,...
سكينة ما عاد فيها قوةَ .. طاحت بزاوية تنتحب ..
جنبها أم جاسم الي تصرخ بجَنون على ولدها .. و جنبها بعض الجارات يواسوها و يهدّوها ..
أما ابو جاسم فلحق ولده .. تسبقه دموعه .. و ندمه .. و صحوة ضمير ..!
و بالمستشفى جاه الخَبر ..
" عظم الله أجرك "
رجع البيت يجرّ أذيال المُصيبة .. الي جناها بإيده ..
وقف و هو يطالع إيده .. هالإيد أنزلت ويلات و حسرات بـ بنته سكينة .. الي من وعت ما عرفت غير لغة الضرب و الإهانة .. بدون حتى ما يسمح لها تدافع عن نفسها ..
هالإيد قضت على براءة جاسم .. و ذنبه إنه حاول يصحّي ضمير .. ماااااات ..!
طاح على الأرض .. ينتحب .. و هو ماسك إيده ..
أبو سكينة بصراخ و نحيب : وش سويت أنا .. قتلت أولادي ..بلا ذنب .. بلا ذنب .. بلا ذنب .. وش اسوي فيج يا إيد .. احرقج و الا اقطعج
توّجه للمطبخ .. و تناول سكين .. و همّ بقطع إيده ..
و بقلب ما حوى غير الهم .. مسكت إيده الي فيها السكين ..
ناظرها ..
عيونها بعيونه .. همّت بالكلام .. لكنه سبقها ..
أبو سكينة بقمة الضعف و الندم : اتركيني يا بتي .. بقطعها .. بقطع هالإيد الي ذلتش بليل و نهار .. هالإيد الي قتلت جاسم .. اتركيني ..
سكينة بـألم : لا .. لو كان فيه شي يستحق القطع فهو قلبك .. مو إيدك ..!! إيدك الي تتلقى أوامرها من قلبك الحجر .. تتلقى الضرب و المهانة و الذل لي .. و القتل لـ جاسم .. ( و رجعت تنتحب )
أبو سكينة زادت دموعه ..
سكينة : أيّ دموع تغسل ألمنا .. و أي دموع الي ترّجع كرامتنا .. و أي دموع الي ترّجع شرفنا يابويي .. الدموع ما تسوي شيء .. إن كانت علامة ندم و صحوة ضمير .. فهالإثنين فات وقتهم .. و لا عاد ليهم أي قيمة ..
قالتها و طلعت .. و بقى يتجرّع غصص عذاب .. يستحقه ..!
..,,..
وصل الخبر لبيت أم محمَّد .. من محمَّد ..
ام محمَّد و إيدها على راسها : ياعلي ياعلي قتل ولده ..
مريم صاحت .. متألمة لبراءة جاسم .. و تفكّر بحال سكينة ..
محمَّد : لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم ..
..,,..
بالشِمال ..
هاجر تبغى تتصل على أهلها .. تتطمّن عليهم .. بس تحتاج سارة تساعدها .. على الأقل تجيب ليها التلفون .. لأنها ما تقدر بكل بساطة تروح تكلّم بالصالة ..
قرّرت تركب ليها غُرفتها .. و ركبت ..
وقفت مِحتارة .. أي غرفة غُرفتها .. مشكلة ..!
قعدت تعقّر .. و هي تضحك على روحها .. و جاء رقم عشرة على الباب إلي على إيدها اليمين ..
و توكلت على الله .. و طقّت الباب ..
هاجر و هي تطق : سارة ..
مرّت ثواني .. ما جاها صوت .. خافت تكون نيمة ..
من ورى الباب .. سمعها .. و هي تنادي .. و تطق .. مفتشل و مبتسم .. يدري إنها تبغى سارة .. بس غلطت بالغُرفة ..
يخاف يفتح الباب و تختلع ..
تنحنح .. بس جت نحنحته مع صوت طقة هاجر .. فما سمعته ..
و فتح الباب ..
هاجر .. أختلعت .. و لا إرادياً ركضت تحت من الخلعة ..
مسكينة تبهدلت ..
أمّا هو .. فوقف مفتشل و يضحك .. حتى ما مداه يقول ليها إن الغُرفة الثانية هي غرفة سارة ..
ظل فترة يتأمّل الدرج .. يِحس بشيء داخله لهالإنسانة .. وشو ما يدري .. شيء عجز لا يفهمه ..
هاجر ركضت لغرفتها و سكرت الباب عليها .. و هي تتنفس بقوة من الركض و قلبها يدق كأنه طبلة مِنْ الخلعة ..
هاجر تعاتب نفسها : غبية اني .. خبلة .. ليتني ما ركبت .. ياعلي تفشّلت .. ( شوي و بتصيح )
ميلاد راح لغرفة سارة .. طق الباب و طلب منها تنزل لهاجر ..
و نزلت ..
طقّت بابها ..
سارة : هاجر ..
هاجر سمعتها و فتحت الباب على طول ..
هاجر : تفضلي
سارة : يقول ميلاد إنك تبيني ..
هاجر : إيه .. بغيتش ده .. قصدي اني ابغى اكلم أهلي فبغيتش تجيبي ليي التلفون ..
سارة تضحك : طيّب وش فيك كِذا مختبصة ..
هاجر : هاا , لا ماني مختبصة و لا شي ..
سارة : طيّب تعالي معاي.. مافي أحد بالصالة ..
..,,..
عطتها التلفون .. و دّقت رقم بيتهم .. طوّل بالرنين ..
و انشغل بالها .. بالعادة هالحزة .. حتى لو أمها طلعت مريموه موجودة .. معقولة طالعة .. و الا يمكن نيمة ..
و هي بين تساؤلاتها .. رفعه .. أخوها محمَّد ..
محمَّد : آلو ..
هاجر بحنين جارف : هلا محمَّد
محمَّد بفرحة ممزوجة بخجل من اخته و الي سواه فيها : هلا هلا بخيتي هاجر ..
هاجر : وش اخبارك ياخويي ؟ و وش اخبار أمي و مريم و سوسن و أولاده ..
محمَّد : أنا بخير و لله الحمد .. و امي و مريم و كلهم بخير .. ( كمّل بألم ) انتين وش اخبارج يا خيّة ؟
هاجر بنبرة عتب : اني بخير و للهِ الحمَد .. من جيت هِنا ما دقيت سئلت عني .. ما استاهل منك سؤال ؟!!!
محمَّد : لا والله .. تستاهلي روح أخوج .. بس خجلي من الي سويته فيج منعني .. من رحتي و انا اسير الندم .. لا ليلي ليل .. و لا نهاري نهار .. من كثر همي .. بغت امي تكتشف السالفة ..
هاجر بإندفاع : لا يا محمَّد إلا أمي .. ما أبغاها تدري .. حذاري تبيّن ليها شيء .. وينها هي ؟!
محمَّد : إن شاء الله .. طلعت ويا مريم .. ترى ابو سُلطان بيرجع من السفر و بيجيبج الديرة ..
هاجر : وش درّاك ؟ كلمته ؟!
محمَّد : إيه .. الكِل مشتاق لج ..
هاجر بدموع : و اني بعد .. قبل لا اسكر بسئلك محمَّد ما تدري عن سكينة وش اخبارها ؟!
محمَّد أنعصر قلبه .. سكينة ليها الله الحين .. بس ما حب يقول لأخته بالمصيبة الي حلّت على سكينة .. يدري صديقتها الروح بالروح .. و بتتألم .. و كفاية عليها ألم غربتها و خِذلان اخوها ..
محمَّد : سكينة حسب علمي بخير .. تجي تزور امج و اختج من فترة لفترة و تسئل عنج واجد ..
هاجر : بعد ما عمري ما تقصّر .. يالله خوك باسكر .. سلم ليي على امي و خواتي ..
محمَّد : يوصل إن شاء الله ..
هاجر: يالله في امان الله
محمَّد : ربي يحفظج يالغالية ..
..,,..
بالليل ..
ببيت ابو سكينة ..
سواد خيّم .. و دموع نصبت عزاء .. لبراءة أُجهِضتْ ..
سكينة بإيدها صورة جاسم .. تتأمله .. تكلمه .. تعاتبه ..
و أم جاسم .. ماليها حال .. قاعدة .. تناظر في الفراغ .. و عيونها تجري دموع ..
و أبو سكينة .. مع صحوة ضميره .. يراجع و يحاسب نفسه .. يشهق بألم ما بين كِل ذِكرى .. لجاسم ..!
..,,..
بيوم ثاني ..
رجع أبو سُلطان من سوْريا ..
و أجتمعوا سارة و ميلاد لإستقباله...
أما سُلطان فأتجه للمطار لإستقباله ..
وصلوا البيت ..
سارة و هي تبوس راس ابوها : الحمَدلله على سلامتك يبه .. وحشتونا
ابو سُلطان : الله يسلمك يا بنيتي .. انتم اكثر يالغالية ..
ميلاد و هو يبوس راس عمه : الحمَدلله على سلامتك يا عم ..
ابو سُلطان : يسلّم عُمرك ياولدي ..
سُلطان : نوّر البيت بوجودك يبه .
ابو سُلطان : منوّر بوجود ياولدي ..
سارة : وش اخبارها جدتي .. عساها طابت ؟
ابو سُلطان : الحمدلله وضعها مُستقر ..
الكل : الحمدلله ..
..,,..
هاجر كانت تراقب من المطبخ .. و ببالها " رجع ابو حديجان "
..,,..
بالقطيف ..
أنحطّت فاتحة الطِفل جاسم .. و أتوافد الناس من الجيران و المعارف و اهل الخير لحضورها ..
..,,..
مرّ إسبوع .. على جيّة ابو سُلطان .. و حان اليوم الي توّدع فيه هاجر الغُربة لِمدة ثلاثة أيام بس .. بأمر من ابو سُلطان .. مُدّة قليلة ما تمنتّها هاجر .. بس على قولتها
"عصفور في اليد و لا عشرة على الشجرة " ..
ميلاد حسّ قلبه متألم لروحة هاجر .. الي رفض ابو سُلطان يعلمهم بسببها .. و برّرها على إنها شوية إجراءات لازم يسويها لهاجر .. و ثلاثة أيام و بيرجعوا إن شاء الله ..
سارة : بشتاق لك ..
هاجر : واني بعد .. بس يالله كِلها فلافة ايام و اني راجعة ان شاء الله .. لزقة ( تضحك )
سارة ضحكت و حضنت هاجر و باستها ..
فرحت هاجر .. و ضمتها بحرارة ..
..,,..
بنفس اليوم ..
بالقطيف ..
ببيت أم محمَّد
الكِل فرحان و مستانس .. هاجر بعد غياب شهرين و نص .. راجعة
شمعة البيت و فرحته .. راجعة ..
أم محمَّد بخرّت البيت .. و مريم ساعدت أمها في سواي الورق العنب .. تعرف هاجر تموت فيه ..
معَ إنّ باقي ساعة على ما تِوصل إلاّ أنهم وقفوا عِدال الباب ينتظروها .. يتأمّلوا طيفها و هي تدخل عليهم ..
سوسن تكلم أمها الي قاعدة جنب الباب تترّقب : أماه قومي ندخل , الحين ان شاء الله بتجي .. حرّ هِنا ..
أم محمَّد بلهفة و دموع : لا خليني قاعدة هِنا .. ابغى من تدخل آخذها بحضني .. دخلي انتين و اولادج لا يحترّوا ..
..,,..
بالطائرة ..
هاجر تِحسْ بفرح .. اخيراً بتشوف أهلها .. بتشوف سكينة .. بتشوف ديرتها .. حبيبتها ..
وصلوا بالسَلامة ..
بإنتظارهم أخوها محمَّد معَ ولد خالتها صالح ..
شافتهم من بعيد .. جرت دموعها .. ودها تركض .. تروح لأخوها .. تحضنه .. تترّجاه ما يخلي أبو سُلطان يرّجعها لـ ديرته .. كرهتها .. ملّتها .. تبغى تقعد هِنا .. بجنبهم .. بديرتها ..
محمَّد من شافهم تهلّل وجهه .. و صالح مبتسم .. بس مقهور بداخله و يحس وده يطيح على ابوسُلطان .. ينتفه تنتف ..
محمَّد و هو يسلّم على أبو سُلطان بدون نفس : الحمَدلله على السلامة
ابو سُلطان بنبرة جافة : الله يسلمك ..
أمّا صالح فأستخسر يتحمّد ليه بالسلامة .. فسكت و أكتفى بنظرات حارة وجهها له .. لاحظها ابو سُلطان بس حقره ..
توّجهوا للبيت .. هاجر و محمَّد و صالح .. اما ابو سُلطان توّجه لأحد رجال الأعمال .. من أصحابه بالدمام ..
..,,..
ببيت أم محمَّد ..
أم محمَّد لا زالت قاعدة جنب الباب .. سمعت صوت سيارة محمَّد .. و قفت على طول و فتحت الباب تشوف .. و شافتها ..
دمعّت عيونها .. و تفاسحت .. تتنظرها تدخل و تضمها ..
هاجر تمشي بخطوات بطيئة .. تتأمل كِل شيء بحنين .. حيّهم .. بيوت جيرانهم .. بيت سكينة .. بيتهم ..
دخلت ..
شافت أمها تتنظرها .. و عيونها تحكي شوقها ليها .. و ألم غيابها عنها ..
ما قدّرت تتحمّل .. صاحت و ركضت لحضن أمها ..
هاجر و هي تصيح : وحشتيني يالغالية .. وحشتيني أمااااااه ..
أم محمَّد و هي تصيح و تبوس في هاجر : اشتقت لج ياغناتي .. هان عليج تروحي و تخليني ..
طلعوا مريم و سوسن .. تسبقهم دموع الشوق ..
هاجر أنتبهت ليهم .. و ركضت تحضنهم ..
سوسن و هي تحضن هاجر : الحمَدلله على سلامتج يالغالية .. وحشتيناا
هاجر : الله يسلمج .. انتون اكثر .. ياعلي ( و زادت صياح )
مريم بدموع : تي خلاص له .. خلوني بحضنها ..
هاجر : مريموه .. ( و حضنتها )
مريم تصيح بحضن هاجر : يافيلة رحتي و خليتيني لحالي .. ضيعتيني ..
هاجر : يا فارة .. اني الي ضعت بدونج ..
محمَّد يشاهد المنظر .. و يتألم .. هو السبب ..!
..,,..
بعد فترة ..
قعدوا في المجلس ..
هاجر بحضنها إبراهيم ود ختها : يبغى ليي اروح لسكون .. مشتاقة ليها مرّه ..
الكِل ساكت و ملامحهم توحي بِحزن .. لاحظته هاجر و أستفهمت ..
هاجر : وش فيكم ؟!
ساكتين ..
هاجر : سكينة فيها شيء ؟
بعد ساكتين ..
هاجر : أكلمكم اني ..
أم محمَّد : سكينة مافيها الا العافية .. لكن اخوها جاسم ..
هاجر بخوف توّسد داخلها : وش فيه جاسم ؟!
أم محمَّد : عطاج عُمره ..
هاجر بشهقة قوية : ياعلي ..
دمعّت عيونها ..
جاسم روح سكينة .. ما يصبرّها على الضيم و القهر الا هو .. ما يسكّن جروحها بعتمة الليل الا هو .. ما يشبع جوعها من بعد طول حِرمان إلا هو .. هو الحنون عليها .. هو الأبو و الأم و الأخ .. و كل شي بحياتها ..
هاجر قامت و دموعها تسبقها .. ناوية تروح لسكينة ..
أم محمَّد : على وين يا بتي ؟
هاجر: باروح لسكينة .. ما أقدر اقعد .. لازم اشوفها ..
سوسن : زين استني للعصر روحي ..
هاجر : لا .. الحين باروح ..
و طلعت ..
أم محمَّد : خليها تروح .. ما بتسكن لين تشوفها ..
..,,..
توّجهت لبيتهم .. طقّت الباب .. طوّل ما انفتح .. زادت الطقة ..
و فتح ليها أبو سكينة .. ما عرفته .. نحل جسمه و شحب وجهه .. و الحِزن و الندم أكل قلبه .. وين ابو سكينة الي قبضته تكسر الباب .. و صوته يهزّ البيت ..
أبو سكينة بضعف : تفضلي ..
دخلت و توّجهت لغرفة سكينة ..
سكينة جالسة بغرفتها .. تأن و تون .. لغياب أخوها ..
سمعت طقة الباب .. و أستغربت ..
أم جاسم من توفى ولدها و هي غايب عقلها .. جسد بلا روح .. صارت زي الصنم .. بس تناظر بالفراغ و تصيح ..
و أبوها .. صار بسجن نفسي .. و سجّانه الندم ..
سكينة بصوت مبحوح يالله يطلع : تفضل ..
فتحت الباب و دخلت .. و من شافتها سكينة .. شهقت و ركضت ليها ..
هاجر و هي ضامة سكينة بقوة و ألم : عظم الله أجرج يالغالية .. ( زاد صياحها )
سكينة و هي تنتحب : هاجر راح جاسم .. راح و تركني .. قتله ابويي .. اني الي المفروض اموت مو هو .. آآه
طاحوا الثنتين على الأرض ..
هاجر : استهدي بالله يالغالية .. اترحمّي له ..
سكينة : ماني مصدقة إنه مات .. أحسه كابوس .. ابغى اقعد منه .. آآه يا جاسم
هاجر : إنا للهِ و إنا إليهِ راجعون
...,,...
بمنتصف الليل ..
بالشِمال ..
حس نفسه تايه .. ما يدري ليش ..
فراغ كبير .. و ضيق .. أحتّل صدره .. من راحت ..
ما يبيها تروح .. يحس نفسه ضايع ..
ما بعد أرتاحت روحه .. ما شبع من مُناقشتها .. لا زال متعطّش ينهل أكثر و أكثر من ينبوع أهل البيت عليهم السلام ..
و هي كانت الوسيلة ..
الله يصبرّه هالثلاثة أيام .. محسوبة من عُمره ..
ظل يروح و يجي بغرفته .. طرأ على باله كلامها ذاك اليوم ..
" حاول بلحظة تختلي بنفسك , غمّض عيونك .. و أستشعر حضوره سلام الله عليه .. ناجيه .. تلقاه بقلبك حاضر .. يسمعك "
فرش سجادته ..
جلس .. سمّى بالرحمن الرحيم .. أستحضر السكينة .. و أودعها قلبه ..
غمّض عيونه .. و رفع إيده .. بحالة دُعاء ..
بقلبه تكلّم .. يوّجه خِطابه لـ مولانا الإمام المهدّي عليه السلام بعد ما أستشعر وجوده و قربه مِنه .. و إنه حاضر يسمعه ..
" قالت لي إنك حيّ .. عايش بيننا .. تشوفنا و تسمعنا .. تتألم لألمنا .. و تفرح لفرحنا .. يعني تشوفني و تسمعني يا سيدي .. تحِس بحيرتي و ضياعي .. ساعدني .. نوّرني .. بحقِ جدك الحُسين عليهِ السلام .. ساعدني .. اعطيني و لو إشارة .. تخلي قلبي مُطمئن بنوركم .. لا تتركني اتخبّط .. ساعدني "
بلل وجنتيه بدموع الرجاء .. و حسّ بنفحة هواء باردة و زكيّة .. مرّت على وجهه .. فرح .. وأستيقن الإجابة .. و نام مِرتاح ..
و بعالم الرؤيا .. شاف
نفس الرجال النوراني الي يشوفه كِل مرّه ..
جالس على كُرسي يشع نور ..
ينظر له و يبتسم .. لفت إنتباه ميلاد .. جرح بجبين الرجال ينزف ..
حاول ينطق .. يسئله منو أنت ؟! .. بس لسانه انربط ..
و جاءه صوت .. زلزل قلبه من هيبته .. و كأنه الرجال النوراني
يتكلّم ..
بمسجد الـ ..... تكونُ الإشارة ..
بمسجد الـ ...... تكونُ الإشارة ..
بمسجد الـ ...... تكونُ الإشارة ..
أنتبه من النوم .. حط إيده على صدره .. هالمرّة مو مثل كل مره يصحى مفزوع من النوم .. لا هالمرّة يحس ببرودة و راحة تغلّف قلبه .. تذكر جملة الرجل النوراني .. و عرف إنه الإمام سمعه و لبى
حمد ربه و شكره و بباله : قال بمسجد الـ ....... تكون الإشارة .. و هذا مسجد حيّنا الي اصلي فيه .. يا ترى وش تكون الإشارة ..
..,,..
ترقبوني مع احداث ستقودنا للنهاية ..
لا تبخلوا علي بارائكم ..
المفضلات