أمولةَ
سلّمكِ المولى و آدامكِ يا رائعةَ


..

مرر اصابعه بشعره وهو يسمي ويتعوذ من الشيطان الرجيم .. حس بحرارة بجسمه .. طلع من الغرفة ..
توجه للمطبخ .. وبطريقه .. وبلا إراده منه .. سمعها ..
هاجر رافعه يديها وبدموع : إلهي بحق أم البنين يسر أمري وفرّج كربي وخفف همي يارب ( وكررتها )
(أم البنين يا أم البنين كيف أبدي شكوتي وأطلب حاجتي وكيف تقضي كربتي وكيف تسمعيني وتفكي محنتي وحينها تجري عبرتي وتحرق جفوني عندما أذكر عيونكِ الباكية على أبناء البتول الشهداء وأبناء أصحاب الكساء)
اقشعر بدنه وهو يسمع كلماتها .. يسمع دعائها الممزوج بدموعها .. تحير لمعنى هالدعاء ..
بس عرف أنها شيعية .. وشك أن في موضوع ورى وجودها معهم ..
فضّل ينسحب لغرفته .. قبل لا يشوفه أحد ..
تتصارع بداخله الافكار .. من مده وهو يفكر بالشيعه ومعتقداتهم .. وده يعرف أكثر عن هالطائفة .. الي تدعي انها على حق .. بس ماكان عنده شي يساعده .. ياما دعى ربه يبين له الحق وين .. والظاهر جاء الوقت الي لازم يتحرك فيه ويعرف .. وان شاء الله تكون هالبنت الشيعية عون له في معرفة الحق من الباطل ..
....
بيوم ثاني .. الصباح ..
هاجر مانامت طول الليل .. قضت ليلها وهي بدموع ودعاء وتوسل ان الله يفك محنتها ويساعدهاا وبحق صبر ام البنين يصبّرها ..
ام سلطان : هيه انتي اصحي قرّب الظهر وحضرتك لحد الحين نايمة , ليكون جايبينك تنامين يلا قومي بلى بعينك ( قسوة ام سلطان ماكانت ارحم من قسوة زوجها ) << وجه النحس
انتفضت هاجر .. دب الخوف بأوصالها .. ظنت أنه كابوس وبينتهي .. بس الواقع امر ..
اغتسلت وصحصت .. أخذت مشمرها وطلعت تدور المطبخ ..
شافتها ام سلطان واستغربت من لبسها : هيه انتي ( كأن مالها إسم )
هاجر انزعجت من إسلوبها وظلت تناظرها ..
ام سلطان : وش لابسة ؟! وش هالزباله الي لابستها
هاجر : إسمه مشمر مو زباله
ام سلطان : روحي افصخيه جبتي لي القرف .. عندك الحجاب البسيه
هاجر : أظن أن زوجج ومحارمج مو محارم لي .. ولا تنسي اني سعودية وقبل هذا كله مسلمة
ام سلطان : لا مانسيت , بس حنا نتعامل بالحجاب مو لازم تغطي وجهك ..
هاجر : أنا عندي لازم , عجبج اهلاً وسهلاً ماعجبج قولي لزوجج يرجعني ( طنشتها وراحت عنها بس توقفت لما سمعتها )
ام سلطان مصدومه من جرأة هاجر : طالع قليلة الادب .. هذا وانتي شغالة لسانك كذا
هاجر عصبّت وقالت بلهجة استفزازية لطالما تعاملت فيها مع اختها مريم لما تبي تقهرها ..
هاجر : ولله الحمد من يوم يومي مأدبه وقبل لا اشوف وجهج ,, ولاني شغاله عندج والا عند زوجج .. انا جاية اقضي دين .. واتوكل فرجاءً سنعي اسلوبج وصوني لسانج ( ومشت عنها )
ام سلطان حلفت الا تعلم ابو سلطان على إسلوب هاجر وقلة ادبها ..
......
بالشركة ..
ميلاد يبلغ من العُمر 29 سنة يملك شركة ابوه ىالمرحوم .. وشايلها .. رفض الشراكة مع عمه .. منعاً للخلافات مستقبلاً ..
ميلاد لا زال بباله البنت وكلماتها .. دخل عالشبكة العنكبوتية .. وكتب بالبحث ..
( أم البنين )
طلع له بالبحث .. من هي أم البنين عليها السلام ؟! .. دخل عالصفحة وجلس يقرأ ..
تعجب من الفضائل الي شافها لهالانسانة السامية ..
بس استغرب من نقطة التوسل فيها .. شرك .. ليش الشيعة يتوسلون بالمخلوقين وعندهم الخالق سبحانه ..
وش الي الفائده من ورى هالتوسل .. غير الشرك بالله ..
اصلاً ليش يحطون وسيله وهم بمقدورهم يدعون الله سبحانه بدون توسل لمخلوق ..
لقى نفس الكلمات الي تكلمت فيها هاجر ( أم البنين اقضي حاجتي فكي محنتي ...الخ ) تحت عنوان التوسل بأم البنين عليها السلام ..
لازم يدّور أكثر ويعرف ..
..........
الظهر .. وقت الغداء ..
ابو سلطان : هي الي قالت هالكلام ؟!!!
ام سلطان : ايه , يمكن لو مداها تضربني بعد
ابو سلطان : لا , شي ماينسكت عليه ( توجه للمطبخ الي فيه هاجر )
ابو سلطان يخاطب هاجر : انتي كيف تسمحين لنفسك تتعدين بالكلام على زوجتي
هاجر مستعده لمثل هالمواجهة وبكل هدوء قالت : التعدي الي تقول عنه , زوجتك ماسمعته الا لما بدت بالاهانات
ابو سلطان : لا تنسين انك بهالبيت تخدمين ومن واجبك تحترمين اصحاب البيت
هاجر : إسمع عاد , أنا جاية هنا اقضي دين اخويي , صحيح اشتغل عندكم بس هذا مو معناه انذّل منك والا من زوجتك .. واذا بتخوفني بالطرد والسجن لاخويي الورقة الي فيها توقيعك عندي .. يعني خليني اقضي مُدتي على خير ..
ابو سلطان استفزته كلماتها .. وطلع من المطبخ .. ولحقته أم سلطان ..
ام سلطان : عن أي دين تتكلم هذي ؟
ابو سلطان لازال يتردد بباله كلام هاجر ويزيده غضب ..
ام سلطان : علمني وش السالفة
ابو سلطان : لا سالفة ولا شي يلا أنا طالع
ام سلطان : والغداء ؟
سكت عنها ومشى ولا كأنه يسمعها ..
كل هذا صار وميلاد يسمعه .. وتيقن الان ان البنت وجودها بهالبيت وراه سالفة ولازم يعرفها ..
.....
هاجر ببالها : مالازم اترك ليهم فرصه يذلوني فيها .. لازم اكون قوية .. يمه ياترى ويش قاعده تسوي .. ريموه ياعلي وحشتيني .. سكنوه مدري وش صار بسالفتج ويا ابوج .. سوسنوه اشتقت لمناقرج واولادج بعد .. ياربي صبرني يارب ( ونزلت دموعها )
انتبهت على صوت الباب ينطق .. ( باب المطبخ )
دارت وهي مغطية وجهها ..
ميلاد لفت إنتباهه هالشي .. ورخى راسه .. وقال ..
ميلاد : اعتذر بس شكلهم مو ناويين على غداء .. وأنا جوعآآن .. لو سمحتي أختي ممكن تحطين لي ( سكت وحس انه خبل بكلامه ماعرف وش يقول )
هاجر ومتعجبة من أدب هالشخص وإحترامه : دقايق بس
وقف جنب الباب .. ينتظرهاا تحطه .. علشان ياخذه .. الله يرحم ايام ( ميري ) كان يطلبه وهي تجيبه .. ( ميري شغالتهم القديمة سفّرها ابو سلطان البخيل علشان لا يدفع راتبها والحين صار عنده مين يشتغل ببلاش )
حطته وهي بالها مو معها .. مع الشخص الي واقف برى ينتظر غدآآآهـ .. معقولة هذا ولد ابو سلطان ؟! سبحان الله فرق السماء عن الارض ...
حطته عالطاولة قريب من الباب .. وجاء أخذه ..
ميلاد : مشكورة ( وطلع )
هاجر تسمرّت بمكانها ..
طلت من الباب عالصاله .. كان جالس وبيده ريموت التلفزيون ويآآكل .. سمحت لنفسها تختلس النظر وتشوف ملامحهـ ..
هاجر : صاقعه تصقع ابليس يهبّل , حسافة يصير ولد وجه النحس ( تلفتت حولها ) خل اروح قبل لا تشوفني أم حديجان << أم سلطان
...............
العصر ..
بالشرقية ..
سكينة زارتهم تتفقد احوالهم بعد هاجر .. البيت ماعاد له حلاوه بعدهااا ..
مريم تصيح ..
سكينة : لا تعوري قلبي زياده
مريم بصوت كله صياح : اني لحد الحين مستغربة الي صار , احس حالي في حلمه
سكينة : الكل مستغرب مو بس انتين .. هاجر كانت احلامها وطموحاتها اكبر من الشي الي صار .. أنا قلبي حاس ان في مصيبة خلتها تستعجل بالسالفة
مريم : مصيبة ياعلي ( ورجعت تصيح )
سكينة : خلاص لا تصيحي .. ارحمي حال امج شوفيهاا كيف صارت .. ان شاء الله مافي الا الخير واكيد بتجي بتزوركم قريب زي ماقالت
مريم بدموع : ان شاء الله