..
بالسيِارةَ ..
سارة : تمنيت هالطلعةَ تكَونْ للشرقيّة .. مشتاقةَ للبحَر
سلطان : يووه الشرقيّة مرّه وحدةَ ..
ميِلاد و الي كَانْ يسَوْق : خلاص بس يرجعون عمي و خالتَيِ نروح الشرقيّة .. ولا يِهمَكْ
سارةَ استانستْ : الله , وناسةَ
أما هاجَر فكانتْ تسمعهم .. و فِكرها بعيدْ .. فيِ أهلها ..
في أخوها محمَّد .. وش حَاله ؟! من جت هالديِرةَ ما سمعت صوته ..
معَ إنه هوَ السبب في الي هي فيِه .. إلاّ أنها حسّت بحنينْ جارِفْ ليه .. أخوها مهما كانْ .. تفدآه بروحها .. و لا يصيبه شرّ و أذى ..
أوتعتْ على صَوْت سارةَ .. تنبهها إنهم وصلوا ..
دخلوا مِنْ بوابَةَ كبيِرةَ .. واضِح أنّ المكانْ عبارةَ عن مزرعةَ ..
قفزتْ لذاكرةَ هاجر يوم روحتهم للمزرعة ويا خالاتها .. و تألمتْ ..
نزلوا ..
سارةَ تقدّمت مع هاجِر و دخلوا .. أمّا ميِلاد ظلّ ينزّل الأغراضْ و سُلطانْ يساعده ..
بُغرفةَ المَزرعةَ ..
سارةَ بعد ما فصخت عباتها : يالله اتركي أغراضك هِنا و خلينا نتمشى ..
هاجَر : بس ود عمّش و أخوش برّى ..
سارة و هي واقفة عالباب : هم بينزلون الأغراضْ .. و بيروحون للمجلسْ .. يالله هاجر
تقدّمت هاجر بتطلع ..
أستوقفتها سارةَ : بتطلعينْ بعبايتك ؟!!
هاجِر : إيه .. إيلاويشْ ؟
سارةَ : ما في أحد .. حتى عُمّال ما فيه .. أفصخيها .. خذي راحتك
هاجِر مو داخل مزاجها فصخة العباة : لا غناتي .. مِرتاحة اني كِده ..
سارة : بكيفك .. ( و طلعوا يتمشوّا )
..,,..
ظلّوا يتمشّوا فترةَ طويِلةَ .. المزرعةَ كبيرةَ مرّة ..
هاجِر و هي تقعد : وي تعبت .. تكسرت رجيلي ..
سارة ضحكتْ ..
هاجِر : يؤ وش فيش ؟
سارةَ : لا بس ضحكتني آخر كِلمة قلتيها .. ايش هيّ
هاجِر ضحكتْ : تقصدي " رجيلي "
سارة رجعت تضحك ..
..,,..
الظُهَر ..
بالشرقيّةَ ..
أم محمَّد تطبخ الغداءْ .. و مريِمْ ويِاها ..
بداخلها غصّة على فِراق أختها .. ما راحتْ ..!
مريِم : أماه أني مانيِ مستوعبة كيف هاجر عرّست و راحت بهالسرعةَ
أم محمَّد بألم : يعني اني الي مستوعبةَ .. حاس قلبي فيه سالفة بس أخوش يُنكر مو راضي يعلّمني و الا ويش يحدها .. بنية صغيرةَ توها بعز شبابها تعرّس على ضبع لا و سكّاتي و بسرعةَ ..
مريم : حتى محمَّد نفسه من عرّست و هو متغيّر .. ما أشوفه الا سرحان و الهم على وجهه ..
ام محمَّد : الله يستر يا بتي .. ( رفعت إيدها ) و يحفظ ابنيتي و يوفقها و يردها سالمَة ..
..,,..
بالشمَال ..
بالمَزرعةَ ..
هاجِر تقطّع سلطةَ توهم مآخذينها من المزرعةَ
و سارةَ ويِاها ..!
طق الباب ميِلاد و هو يقول : شخبار السلطةَ ؟!
سارةَ : دقايق بس و تخلص ..
ميلاد : طيّب .. يعطيكم العافيةَ ..
هاجِر : ماشاء الله عليِه مؤدبْ ود عمّشْ
سارةَ مبتسمةَ : مؤدب و خلوق و ملتزم .. ميٍلاد ما فَيِ منّه .. الله يِرحمْ عمّيِ .. شبه أبوه .. ماشاء الله ..
هاجِر : يصير ود عمشْ و ود خالتشْ ؟
سارة : إيه .. أمي و خالتي أصلهم سَوريِاتْ .. أبوي تزوّج امي و عاشوا بالسعوديةَ .. امّا عمّيِ أبو ميلاد الله يرحمه ظّل بسوريِا فترة طويلة مع خالتي ..
هاجِر : اها .. يالله خلّصنا السلطةَ روحي وديها ليهم ..
سارة : طيّبْ ..
..,,..
ميِلاد ويا سُلطان في المجَلسْ .. دخلت سارةَ جايبةَ السلطَةَ ..
سلطان : أجلسَيِ تغدي معانا , وين رايحةَ ؟
سارةَ : بتغدا مع هاجِر ..
سُلطان بإستحقار : الخدّامةَ !!
سارةَ دخلت قلبها هاجِر و مستنكرةَ طريقة أخوها بالكلام عنها ..
سارةَ : وش فيها ماهيِ بني آدم .. ( قالتها و طلعتْ )
ميِلاد أبتسم .. عجبه رد سارةَ إليِ أفحم سُلطانْ .. و أكتفى بنظراتْ قهر وجههّا لأخته قبل لا تطلع ..
..,,..
بعدْ الغداءْ ..
سارةَ طلعتْ تركبْ خيِل بعد ما عجزت من هاجِر إليّ رفضت تطلع ويِاها .. لأنّ أخوها سُلطان بيِكونْ وياها .. و هي خِلقةَ ما تشتهيه ..!!
قعدت تشاهد التلفزيونْ .. حاطينْ ( الخرّاز ) تِحبْ هالمسلسل .. و من يجيبوه يشتغل السبّ أشكال و ألوان في بوزها .. على أولاد الممثل صالح الغانم ( ابو محمَّد ) ..
مرّ ميِلاد مِنْ عند الغُرفة الي هي فيِها .. و سَمعها تسبْ ..
سمح لنفسه يقرّبْ مِنْ الباب و سمعها ..
هاجِر منفَعلة وَ متفاعلةَ : طاعون يشلخش ياأم لمبة حمراءْ .. ( مرت خالد بالفيلم ) قالت ويش قالت على هوايي .. هوى يطيّرش بأسفل جهنم يسنترشْ آمين
أستغرب .. شكلها تسب .. بس تسب من ؟!!!
قرّب أكثر .. و سمع صوتْ التلفزيون ..
ما قدر يتحمّل .. تباعد و فقعها ضُحك ..
..,,..
بالليِل ..
سارة : أقول هاجِر ما ودك تطلعين تتمشين شوي .. من جينا و انتي جالسة هِنا ما طفشتي ؟!
هاجِر : لا عادَيِ .. التلفزيون مسليني ..
سارة : طيّب ..
دق جوال سَارةَ .. و المتصلة خلود ..
سارة : هلا خلود ..
خلود : اهليين سارونة , كيفك ؟
سارة : بخير ربي يسلمك .. انتي شخبارك ؟
خلود : تسرّك ..
سارة : دوم يارب .. وش فيك أحسك فرحانة ؟ صاير شيء ؟
خلود : ما هو فرح بقد ما هو حماس .. تدرين قاعدة أفكر و أخطط كيف بطيّح ميلاد بحبي ..
سارة : اهااا ..
خلود : وينك ؟
سارة : بالمزرعة ..
خلود : افاا , ليش ما قلتِ لي اجي معك ؟
سارة ما تبي تقول إنّ ميلاد رفض ..
سارة : لأن الطلعة نوعاً ما خصوصية .. يعني بس أنا و سلطان و ميلاد ..
خلود : اها , طيّب .. إذا رجعتي البيت عطيني رنّة .. باي
سارة : طيّب , باي
..
سارة و هي تكلم نفسها بصوت مرتفع سمعتها هاجِر : ما أدري متى هالبنت تِعقل .. متى تعرف إنّ ميلاد ما يفكّر فيها .. و إن كل الي تسويه و بتسويه ما راح يغيّر شيء ..
قالتها و طلعت .. ما تركت فُرصة لهاجِر المستغربة تسئلها ..
..
بيِوْم ثَانيِ ..
العصَر ..
لا زال بجسمها آثار الضربْ .. تراكمتْ ..!
مِثل ما تراكم على قلبها الهمْ .. !
جت بِتطلع سُكينة من بيتهم و توها بتفتح الباب ..
أم جاسم : وين هاجه ؟ الظاهر ما كفاج ضرب داك اليوم .. مشتهيّة تتكفخي مرّه فانية ..
طالعتها سُكينة بألم .. ما تشَوف آدمية قِدامها .. تشَوف شيِطانْ .. يِحاول بِكل ما فيه يدوس باقي كرامتها ..
سُكينة : انضربت ظُلم و انتين تدري .. إذا ما قُدرت اثبت ظُلمج و اكسر عينج .. فيه رب عادل يشوفج هو الي بياخذ حقي مِنج .. إن مو بدنَيِا بآخرةَ ..
أهتزت مرت أبوها لكلامها .. بس مسكت نفسها و قالت ..
أم جاسم بسخرية : هه , يصير خير ..
سُكينة واثقة إن الكلام وياها ضايع .. فأختصرت و طلعت بدون ما ترد عليها ..
ام جاسم بقهر :اراوايج يالجلبةَ = يالكلبة.. خل افكر ليي بسالفة علشان ما تنام الليلة الا بتكفيخ ..
..
بالشمَال ..
طلعوا من المزرعةَ متأخرين عالساعة 2 .. و ما وصلوا للبيت
إلاّ على صلاةِ الفجر ..
كان ودّه يبدي مناقشته وياها الليلة .. بس التعب خلاّه يغيّر رأيه ..
..
عالساعة 10 .. قعدت من النوم .. تسبّحت .. و طلعت
ما في أحد .. كِلهم نايمينْ ..!
أخذت راحتها بالبيت .. جهزّت البزار .. و نظفت شويِ في المُطبخ ..
بقلبها راحةَ .. ما تدري وش مصَدرها .. مع هالغُربة و الحنين إلاّ إنّ الراحة موجودة بقلبها ..!
حمَدت ربَّها ..
صارت الساعة 1 .. مافي أحد بيّن مِنهم ..
سمعت صوت خطوات تنزل عالدرج .. و ركضت للمطبخ ..
شرفت شافت ميِلاد .. ينزل .. ما قِدرت تشيل عيِونها من عليِه ..
دخل الصالة و بملل رمى نفسه عالكنبة .. و قعد .. مرّكز نظره على مكان واحد .. سرحَان ..
هاجِر و هي منخّشة تشرف عليه : يؤ وش فيه ؟!
يفكَر بحاله .. يفكر بهالحلم الي مو راضي يروح عنّه ..
كِل ليلة لازم يشوفه .. أو يشوفه بتفاصيل مختلفة .. بس الحُلم هو نفسه ..
نفس الرّجال .. نفس النور .. نفس الريحة الزّكية .. وش معناه ؟! ما يدري ..
أحتار .. فكّر يطلب رقم شيخ يفسّر أحلام .. بس تذّكر سالفة الشيخ الي راح له من قبل .. و شالها من باله .. مو ناقص بهدله .. و مراكض ورى شيوخ ..
بباله : ياليت القى أحد يفهمني وش الي قاعد اشوفه .. وش معناه ؟!
..
أما هاجِر .. تراجعت و دخلت المطبخ .. تفكّر فيه ..
بإحساسها شافت بملامحه حيرةَ ..!
تمنت للحظة تعرف سببها ..
مرّ الوقت .. و صار العصُر .. قعدت سارةَ و قعد اخوها سُلطان .. متأخرينْ .. و تغدوا .. أما ميلاد .. فطلع بدون ما يتغدا ...
بالشرّقيةَ ..
ام محمَّد : غناتي مريم شوفي الباب عيني
مريم : زين ..
راحت تفتحه ..
مريم : هلا سُكينة .. تفضلي ..
سُكينة : يزيد فضلج .. ويش أحوالكم ؟!
مريم : الحمدلله بخير ..
ام محمَّد و هي متوجهه لسكينة : هلا بغناتي سكينة .. كيف حالج ؟
سُكينة بألم : بخير الحمدلله ..
ام محمَّد لاحظت بس سكتت : تفضلي غناتي .. إيلاويش واقفة ؟!
بالغُرفة ..
سُكينة : أتصلتوا لهاجِر .. كلمتوها ؟
مريم : كلّمناها من كم يوم ..
سُكينة : ويش أحوالها .. زينة ؟
أم محمَّد بغصّة على هاجِر : تقول زينة ..
سُكينة : الله يقرّ عينج بشوفتها ..
أم محمَّد : آمينْ .. خل أروح اجيب لج شي تشربيه ..
سُكينة : لا ما يحتاج تعبي روحج ..
أم محمَّد : لا تعبة و لا شي .. ( و راحتْ )
سُكينة بألم : مشتاقة ليِها .. ودَيِ أشوفها و أفضفض ليِها .. ما فيه أحد غيرها يسكّن جروحَيِ .. ( و دمعّت عيونها )
مريم : كِلنا مشتاقين ليها يا سُكينة .. بس وش نقول ..
سُكينة : أبغى رقُمها ..
مريم : دقيقة باروح أكتبه و اجيبه لج ..
..,,..
بالليل ..
أخذت الرقم من عِند مريم .. بخطوات هادية طلعت للصالة ..
تطمّن قلبها ما في أحد .. شكلها مرت ابوها طالعةًَ ..
بسرعة توّجهت للتلفون .. و دقّت الرقم .. طوّل و هو يِدق ..
سكينة بخوف : يالله هاجِر ردي
..
ما كان بالصَالة الا ميِلاد .. سُلطان طالع من بعد الغداء و لا رجع
و سارةَ بُغرفتها ..
توه بيِرد .. سكت التلفون ..!
سُكينة سكرّت التلفون لمّا شافت مرت أبوها راجعةَ من برى ..
شافتها .. و الله العالم أيِ تِهمة بِتلزقها فيها الحَيِن ..
أم جاسم : شكلج عاجبتنج سالفة التكفيخ كل ليلة .. ما بتوبي
سُكينة بقوة ممزوجة بألم : ما سويت شي غلط علشان أتوب ..
ام جاسم : لا والله .. و هياتج و مكالماتج وش تسمّيها ؟!
سكينة : كنت متصلة على هاجِر ..
ام جاسم : كأنج غيرتي شيء يعني .. متصلة على الصيعة الضيعة شبيهتج ..
سُكينة فار دمها : هاجِر اشرّف منج
أم جاسم : مرّه على عمري .. الشرف يقطر مِنها .. اقول لو ما بلاها كان ما عرّسوها سكاتي على ضبع و سفرّوها عن الفضيحة ..
سكينة بركان و أنفجر .. طبّت على أم جاسم و دحنتها تدحنْ ..
..,,..
بالشِمال ..
الساعة 1 ..
رجع سِلطان من برى ..
ميلاد : خير يا أبو الشباب .. وينك لهالوقت ؟!
سُلطان : شفت مُعاذ و جلست معاه .. مرّ الوقت ما حسيت فيه .. شفيك صاحي للحين ما عندك دوام بُكرى ؟!
ميلاد : لا عِندي .. بس مو قادِر أنام ..
سُلطان يِغمز : ليكون نِحبْ ؟!!!
ميلاد ووجهه صار علامة تعجّب : أنا وين و الحُب وين .. والله إنك متفرّغ اقول قُم نام احسن ..
سُلطان يضحك : طيّب لا تِدف .. تصبح على خير
ميلاد مبتسم : و إنتَ من أهله ..
..
لفْ وجهه ناحية غُرفتها ..
ميلاد بباله : النور شغّال .. معناها صاحية ..
قام وَ توّجه لِغرفتها .. مفتشل مِنها بس ماله حل ثاني ..
طق الباب ..
هاجِر كانت تِقرأ في كِتابْ ( وَ سِلاحهُ البُكاءْ ) كِتابْ يحكي
مقتل الإمام الحسين عليهِ السلام و ما جرى على أهلِ بيتهِ من بعده ..
أستغربتْ .. حطّت ببالها إنها ممكن تكونْ سارةَ ..
هاجِر من ورى الباب : من ؟!
ميِلاد منحرج : أنا ميِلاد يا أخت هاجِر
هاجِر زادت دقّات قلبها ما تدري وش السبب : تفضّل وش بغيتْ ؟!
ميلاد : أنا ادري إنّ الوقت متأخر .. و يعلم الله إني منحرج مِنّك .. بس مِثل ما أنتي عارفة الوضع بغير هالوقت ما يساعد .. و أنا ما أبي احد يعرف بموضوعنَا .. إذا كنتِ تعبانة نأجّل الكلام لوقت ثاني .. و آسف على إزعاجك ..
هاجِر : لا ماني تعبانة .. تفضّل قول الي عِندك أسمعك .. و إن شاء الله اقدر اجاوبك ..
قعد جنب البابْ و سند راسه على الجِدار .. و بنفس الوقتْ ..
هي قعدت بعد من ورى الباب .. خلّته مفتوح شوي و تفاسحت علشان لا يِلمحها ..
ميِلاد بقلب مِحتار : سبق و قلت لك إنيِ بحثت شوي في معتقداتكم .. فيه أشياء خلّتني استغربْ .. و تركت بعقلي تساؤلات كثيرةَ .. حاولت القى إجابة لها بس مالقيت أحد يساعدني بالجواب .. بعد ما أقترحتي عليِ اقرأ كُتبْ .. قرِيت .. و لقيت أشياءْ عِندنا يحتجون فيها الشيعة علينا .. يعني فيه اشياء بِكُتبنا تثبت إنهم على حق ..
هذا الشي خلاّني أحتار اكثر .. دام الحق معكم وواضح بِكُتبنا المُعتمدة ليش عُلمائنا و مشايخنا ما يآخذون فيه ؟! , قريت بِكُتبكم الخاصة بالأئمة الإثني عشر .. لقيت حُبّ و عبادةَ و خُلق رفيع .. أنفُس سامية ..و لمّا قارنتها بِكُتبنا.. حسيت بمثل الجفاف بعقيدتي .. بس بعقيدتكم فيه حياةَ .. فيه لذّة للإيمانْ .. ( سكت شوي و كمّل ) عِندي سؤال ابي إجابة مِنك يا أخت هاجِر
هاجِر مِندمجة بكلامه : تفضّل ؟
ميِلاد : ليش تتوسلون بأشخاص مع إنكم تقدرون تدعون الله و تتوسلون فيه بدون واسطة ؟!
هاجِر : نِقدر نتوّسل بالله بدونْ واسطةَ .. بس الله سبحانه و تعالى قال في كتابه الكريم ( و أبتغوا اليهِ الوسيلة ) .. و حِنا وسيلتنَا إلى الله النبي محمَّد و أهل بيته عليهم السلام .. مِثل لمّا تطلب من شخص قوي العضلات يرفع لك شيء ثقيل .. فيرفعه لك .. بسئلك سؤالين أخويي ..
ميلاد : تفضلي ..
هاجِر : هل قوةَ هالإنسان من نفسه و الا من الله سبحانه ؟ و ليش تطلب من هالإنسان يشيل عنك هالشيء الثقيل معَ إنّ بمقدورك تسئل الله يرفعه لك بدون لا تتخذ واسطة هالشخص ؟!
سكت ميِلاد السؤال الثاني خلاّه يتفكّر ..
بادرت هاجِر : قوةَ هالإنسان من الله سبحانه مو من نفسه .. و للهِ المثلُ الأعلى .. ضربت هالمِثال بس علشان اقرّب لك الصورةَ .. حِنا نتوّسل بآلِ محمَّد للمكانة العالية و الفضيلة الي خصهم بها الله سبحانه .. و الي كانت جزاء لهم من رب العالمين على تحمّلهم و صبرهم على بلاه .
ميِلاد بإقتناع : طيّب .. عندكم شيء إسمه الولاية أو الإمامة ؟ و تقولون إنّ علي بن ابي طالب رضي الله عنه هو الولي و الإمام و الأحق بالخلافة بعد الرسول عليهِ الصلاة و السلام ؟ هل هالشيء ذُكَر في القرآن ؟!
هاجِر : طبعاً و الآية (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ ) , هذي الآية تُسمى بالآية الإمامية و استدل فيها الإمامية على ولايةِ أمير المؤمنين عليهِ السلام
ميلاد : طيّب على أي اساس فسرّوها إنها نزلت في الخليفة علي .. مع إنّه ما ذُكر إسمه فيها ؟!
هاجِر : و هل الآيات الي تحدثت عن ابي بكر و عُمر أو أحد الصحابة ذُكر فيها اسمائهم ؟!! أخويي لو تدّبرت في القُرآن كان عرفت إن القُرآن له معنى أعمق من المعنى الظاهر للآيات الشريفة .. و آية الولاية ذّكرت في كُتب السنة .. و بسند متينْ إنها نزلت في أمير المؤمنين عليهِ السلام و إذا بغيت اذكر لك مراجع من كُتبكم . ( سكتت شوي و كمّلت ) إسمح ليي اسئلك سؤال أخويي ..
ميِلاد : تفضلي !
هاجِر : في من نزلت سورة عبسَ ؟
ميلاد : في الرسول عليهِ الصلاة و السلام ..
هاجِر : طيّبْ .. في من نزلت هالآية ( و إنك لعلى خُلق عظيم ) ؟
ميلاد : ايضاً في الرسول عليهِ الصلاة و السلام .
هاجِر : هل من المعقول القُرآن الكريم المحفوظ إلى يوم الدين يناقض نفسه , تارة يقول الرسول على خُلق عظيم و تارةَ يقول إنه عبس في وجه الأعمى !!!!! , بتفاسيركم موجود إن سورة عبسَ نزلت في الرسول صلى الله عليهِ و آله ... و بتفاسيرنا أنها نزلت في أحد الصحابة ..
ميِلاد مو عارِف وش يرد .. و كمّلت هاجِر ..
هاجِر : و ايضاً في ما يخص الوضوء .. في آيةَ صريحة بالقرآن إن الوضوء يكون بالمسح على القدمين .. بس أنتون تغسلوا القدمين .. في وضوءكم خالفتوا الآيةَ , مع إنها واضحة و صريحة و حتى قليل العقل يفهمها .. و مِثل ما تعرف إذا كان الوضوء باطِل ايضاً الصلاة باطلة .. يا أخويي مذهب يناقض نفسه أحق انه يُترك و مذهب يثبت نفسه من كُتب مخالفيه احق انه يُتبّع ..
ميِلاد : بالنسبة لسب الصحابة وش السبب ؟ , و ليش كِل هالكره و الحقد لأم المؤمنين عائشة .. معَ إنها زوجة النبي عليهِ الصلاة و السلام ..
هاجِر ببالها : اقوله شي ينط ليي لشي فاني ..
هاجِر : حِنا ما نسب الصحابة من فراغ .. عُمر ما قصّر بظلم الإمام علي عليهِ السلام و سيدةِ نساء العالمين مولاتي فاطمة عليها السلام .. و ابو بكر كان التابع لعُمر .. و ذرّة من الظلم الي مارسوه لمّا غصبوا الزهراء عليها السلام حقها في الورث .. و هِنا بعد ببين لك تناقض آخر بكتبكم .. ورد فيها إنّ ابو بكَر قال إن الرسول الأعظم صلى الله عليهِ و آلهِ و سلم ( نحنُ معاشِرَ الأنبياءِ لا نوّرث ) بينما فيه آية صريحة بالقُرآن تقول : ( وورِثَ سُليمانَ داوود ) .. طبعاً مفسرينكم ما قصرّوا .. فسروها على كيف أمهم .. بس الحديث الي رواه ابو بكَر ماله سند اصلاً .. يعني هو الي رواه بس و مع سيرة ابو بكر النظيفة يُعتبر مِثل هالحديث ساقط .. لأنه بدون سند , لمّا جت الزهراء عليها السلام لأبو بكَر تطالبه بِخلافة امير المؤمنين عليهِ السلام .. أنكر .. و رفض .. لأنه لو وافقها و أصدقها و جت مرّه ثانية تطالبه بورثها و رفض بيتضح كِذبه .. و صِدق الزهراء عليها السلام لأنه صدّقها في المرة الأولى ..
ميِلاد بإندماج : طيّب و أم المؤمنين عائشة ليش تكرهونها ؟! و هل من المعقول تكون سيّئة و تزوجها الرسول عليهِ الصلاة و السلام !
هاجِر : زوجة النبي نوح كانت سيئة .. و أيضاً زوجة النبي لوط على نبينا و آله و عليهم السلام ..
ميِلاد : بس زوجات الأنبياءْ أهلكهم الله .. ليش الله ما اهلّك عائشة مِثل ما أهلكهم ؟!
هاجِر : ما أدري عن إجابة هالسؤال .. بس الي اعرفه إنّ إساءة عائشة ما كانت فقط على حياة الرسول صلى الله عليهِ و آلهِ و سلّم , بل أمتدت لبعد وفاته سلام الله عليهِ و على آله .. وبأحد المواقف الي أتضّح فيها لمّا منعت إنّ الإمام الحسن عليهِ السلام يندفن بجانب جدّه .
ميِلاد : كلميني عن الحسن و الحسين ؟ أنا ماأعرف منهم غير إنهم أحفاد الرسول عليهِ الصلاة و السلام ..
هاجِر حسّت بتعب , أخذت الكِتاب الي بحضنها و مدّته عليه ..
هاجِر : هذا الكِتاب يتكلّم عن حياة الإمام الحُسين عليهِ السلام .. و أيضاً الظُلم الي وقع عليه و مقتله سلام الله عليه .. تقدر تاخذه و تقراه .. أما بالنسبة للإمام الحسن عليهِ السلام .. تقدر تبحث بالنت عن سيرته سلام الله عليه .. و بتلاقي مطلوبك .. و اذا لقيت أي نُقطة تبغى تفهمها اسئلني .. و إن شاء الله اقدر افيدك .. و الحين عن إذنك أخويي تعبت و ابغى ارتاح ليي شوي قبل آذان الفجر ..
ميِلاد و هو يقلّب الكِتاب : خلاص بإذن الله نكمّل بُكرى ,, نفس الوقت ..
هاجِر : على خير ..
سكرّت الباب .. و قام صعد لغُرفته .. و بشغف راح يقرأ الكِتابْ .. بباله يعيِد كلامها .. و يتفكّر ..!
..,,..
بمكَانْ ثَاني
آهاتْ تنزفر .. و أوجاع تندثر .. تِلمها هموم و ترجع تنثرها هموم ..
الضَربْ وَ الجلد بالعِقال .. كانْ جزاها لأنها دافعت عن شرفها و شرف هاجِر ..
لوّعها أبوها و هو يسب و يشتم .. و مرت ابوها تتفرّج و تتشمّت ..
من بينْ الهم و الألم .. ناظرتها سُكينة .. و جت عيونها بعيون مرت ابوها و بقلبها صاحت ( حسبي الله وَ نِعم الوكيِل )
..
تتحسسّ جسدَها بوجعْ .. ما ظل مكَان ما ناله ضربْ .. بكتْ و بكتْ و بكتْ .. لحَد ما غفت عينها و ظل قلبها من الهم صَاحَي ..!
رد مع اقتباس
رد: وَ أبصَرتُ نوْرَ الحُسَيِنِ (ع) - روآيتَيِ -
المفضلات