ولم يمهل القدر سيد قريش ورئيس مكة ـ الذي ساد بشرفه لا بماله ـ فمات في السابع من رمضان سنة عشرة للبعثة النبوية الشريفة وعمره آنذاك ست وثمانون سنة ـ وقيل تسعون سنة ـ، نعم مات المربي والكافل والناصر، فيا لها من خسارة جسيمة ونكبة عظيمة، و يالها من أيام محزنة يفتقد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فيها سنده القوي وملجأه الأمين من عتاد قريش.

وحينما أعلم النبيّ(صلى الله غلية وآله وسلم) بذلك، قال لابنه:‹‹ إمضي يا علي فتولّ غسله وتكفينه وتحنيطه، فإذا رفعته على سريره فاعلمني››. ففعل ذلك، فلما رفعه على السرير اعترضه النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) وقال:‹‹ وصلتك رحم، وجزيت خيراً يا عم، فلقد ربيت وكفلت صغيراً، ووازرت ونصرت كبيراً››،ثمّ أقبل على الناس وقال:‹‹ أنا والله لأشفعنّ لعمي شفاعة يعجب لها أهل الثقلين››.