بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين واصحابه المنتجبين وجميع انبياء الله المرسلين**المفهوم الثالث **
لسماحة آية الله السيد محمد حسين فضل الله (حفظه الله)قال الله تعالى (( وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ولايزيد الظالمين الا خسارا ))( الأسراء :82)
في القرآن اكثر من حديث عن المرض الروحي والفكري الذي يترك آثارا سلبية في حركة الانسان في الحياة وابعاده عن الوضع الطبيعي الذي يتمثل بالفطرة الانسانية الهادية التي تقوده الى خط التوازن وتجعله يواجه المشاكل الفكرية بالتأمل والبحث والحوار فلا يضيق بأية مشكلة تواجه قناعاته ولا يتجمد أمام حالة تعصب ولا يرتبك في قراراته في مستوى القناعة والموقف .. ومن هنا كان النفاق مرضا في القلب وفي الواقع .. كما كان الكفر كذلك لأن الكفر يمثل الانحراف عن خط التوحيد من خلال عدم الارتفاع الى مستوى مسؤلية الفكر المنطلق من مواقع الحجة والاستسلام للمزاج الذاتي الباحث عن التنفيس عن عقدة بالهروب الى أجواء اللامبالاة بعيدا عن الحوار . أما النفاق فانه يمثل الخلل النفسي الذي يعيش فيه الانسان التذبذب العملي بين ماهو الفكر وبين ماهو الموقف وبذلك يعمل المنافق على خداع نفسه وخداع غيره لبعض المكاسب والاطماع الشخصية((ما الذي نستوحيه من هذه الآية ))
ويتفرع عن هذا المرض الكثير من النتائج السلبية على حياته وحياة الناس من حوله فيما يتحرك به من حركات معقدة وفيما يثيره من اوضاع الاهتزاز الاجتماعي وفيم ا يواجه من انتماءات متنقلة في المساحة تبعا للرياح القادمة اليها أو من قريب أو بعيد فيسيء بذلك الى الاسلام المجتمع في واقعه الفكري والروحي والسياسي والاجتماعي وللأمني ..
وقد جاء القرآن ليثير الاهتمام بالصحة الروحية بنفس القوة التي يعيش فيها الانسان الاهتمام باصحة الجسدية
وليؤكد على خطورة النتائج السلبية على قضية المصير في الدنيا والآخرة وليعرف الناس ملامح هذا المرض في الفكروالسلوك والعلاقات ويفتح لهم المجالات الواسعة لالتماس الشفاء من مواقعه بالتركيز على صفاء الفطرة واستقامة الفكر وانفتاح الروح ومسؤولية الحركة والموقف في الخط العام الذي يؤكد على المبدأ والمنهج وفي الخطوط التفصيلية التي تضع التطبيق السليم في خدمة النظرية ..وفي هذا الاتجاه كان الالحاح على تزكية الروح من الداخل حتى العمق وعلى تعاليم الكتاب الذي يثير النظرية في خطوطها العامة والخاصة وعلى تعاليم الحكمة التي تعرف الانسان مواقع التحرك في دراسته الساحة من حيث الشخص والجو والظروف
والحمد لله رب العالمين
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات