طالما إن الاختلاف لا يفسد في الود قضية ..!! هذا يشجعني أن أتحدث بحرية تامة !! ثم قبل أن أخوض غمار الحديث المتحرر عليّ أن أتنبه إن ليس كل ما تعرفه تقوله !! فهناك احترام الذوق العام وهناك احترام الذات وهناك احترام الدين الذي هو بالأساس عماد الحوار فكل حوار مبني على الدين أو بالأحرى ينطلق من قواعد الدين هو حوار من القلب ويغزو القلب !! لذا علينا دائماً أن لا نعادي ما يختلف معنا وهذا محل اختلاف الجميع حول جدوى برنامج الأخت فوزية الدريع من عدمه !!
لقد تربينا دائماً في بيئاتنا الاجتماعية الصغيرة على الإنغلاق منذ سنين طويلة وتعلمنا إن الكلام في هذه المواضيع عيب فما زلنا صغار على مثل هذه المواضيع فهي للكبار فقط ..؟؟ لقد حرمنا بعض الثقافات وبعض المواد الإعلامية وبعد الأفكار بحجة إننا ما زلنا صغار عليها بينما نرى إنه من المنطق ومن العقل أن نشرع في دراسة أبجدياتها وأساسياتها ولو على الأقل بعضاً من حذافيرها حتى لا نشب إلاّ ونحن قد أصبحنا جاهزين لمقاومة كل ما يعترينا ونحن كبار ، فالمشكلة إننا نضع أمام أولادنا أسوار من حديد نحجبهم عن المادة الإعلامية لأسباب غير جوهرية منها تعلم الجنس وأقول ذلك ليس لإنني أبشر وأدعو إلى نشر الجنس على مصراعيه في حياتنا إلا أننا يجب أن نعي إنه لا حياء في الدين كما ليس أنه حرام أن نتعلم أبجديات الجنس لأغراض شريفة ونزيهة وبعيدة عن تضليل أفكار أبناءنا ..؟؟
أتذكر إنني يوماً صدمت من والدتي وهي توجهني إلى التنحي عن طريق الحريم وأن أصدر صوتاً يشعر النساء بتواجدي هكذا فجأة وبلا أسباب وبدون مقدمات !! سألت أحدى أخواتي المقربات لي عن سبب ذلك ..؟؟ فأجابتني أختي مشكورة وجزاها الله ألف خير : هذا عيب وانت الحين كبير والله ما يرضى لينا نتكشف على الحريم ..!! تعجبت فما زال جسمي صغيراً ونحيلاً ولا أفقه من الدين شيئاً ، فما زالت نظرتي لجارتنا عفيفة بعيدة عن السوء ولا أظنني سأقدم على ماهو ممنوع فذلك لأنني فارغ ولا أميز بين الأسود والأبيض !!
لا أريد أن أشتت أذهانكم وأحب الآن أن أقول إن برنامج فوزية الدريع لم يكن ضاراً لهذا الحد ولم يكن دعوة إلى خلع الحياء ولم يكن نافذة إعلامية لغزو أذهان الشباب من هم في عمر الـ 18 سنة أو ما دون أو ما فاق ذلك ، فليس العيب في البرنامج بقدر ما العيب فينا نحن فلا زلنا نخطو خطوات ضعيفة نحو الانفتاح ونحو التخلص من بعض التقاليد والأعراف القديمة التي كانت لها جدوى التواجد في حياتنا ولكن أصبح زمننا الآن غني عنها وعلينا أن نعلم أبنائنا ثقافة الجنس بطريقة تتفق وتتجانس مع الدين الإسلامي وهذا ما شرع فيه بعض العلماء حفظهم الله من استحضار الشباب وتجميعهم في ندوات تثقيفية للأخذ بأيديهم إلى حياة زوجية ناجحة ..؟؟
تحياتي وعذراً على الإطالة
أخوكم/ يوم سعيد





رد مع اقتباس

المفضلات