السلامـ عليكمـ ...

ليتني أحزم حقيبتي وأرحل إلى كربلاء، وأطيل المكوث، ليتني أمشي خطوات زينب (ع) فأواجه الظلم بلا خوف وحياء، وأتحدّى الأعداء، ليتني أخفي جراحاتي، الحروف جامدة والكلمات يتيمة فالحزن واليأس يتنامى في مسائي، ودموعي تغوص في جسدي المنهك، فالسيوف تشرب من دم الحسين (ع) وآل بيته، قلبي يحتضر، ورسالة الحسين (ع) تموت قبل أن أفهم مقصدها، وقبل أن أعرف رموزها، لكن الموضوع لا يحتمل التجاهل، فالحوراء زينب (ع) أشعلت شمعة وأنارت درب الحسين، وضحّت بنفسها لتكون شريكة الأطفال في يتمهم وشريكة الحسين في غربته. قلبي يحيي ذكرى عاشوراء الحسين في كل عام ويستلهم المعاني من سيدة نبيلة تدعى زينب (ع)، كرّمنا المولى عزّ وجل حين جعلها منّا، فالحوراء زينب بطلة الطف، وهذه البطولة تنحني بالفخر لامرأة جسّدت بعاطفتها وعقلها معاني زينبية، فقد سجّلت بفكرها وجهادها ملحمة الطف، فلم تجلس في زاوية بيتها، بل ظهرت إلى كربلاء مع سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (ع)، فكما ارتدى هو رداء أبيه علي (ع) ليواجه الباطل،


ارتدت (ع) عباءة أمها (ع) ووقفت بجانبه، وصانت نفسها بحجابها، فهل لك أختي أن تصوني نفسك وأهلك بتربية الناشئة بمبادئ زينب (ع) وتعميق هذه المبادئ ونشرها؟، كذلك ألقت خطابها بالبيان حينما كانت عيني سيد الساجدين (ع) على الأرض التي تشرب الدماء من الأجساد الطاهرة، وبذلك ولد الدين من جديد، فسارت بوعي حاملة شعارات الحسين (ع)، فهل نستطيع أن نقوم ولو باليسير مما قامت به في زمننا هذا؟ فهل نستهدي بنورها ونسير بنهجها؟، في ظل وجود الحاقدين الذين يستخدمون الأساليب الملتوية لإغواء الفتيات وإفساد أخلاقهن،هل لنا أن نواجه بشجاعة الغزو الغربي وندافع عن ديننا؟، إذن لا بد من عدم الانخداع بالمغريات وصرف الشهوات ومتع الدنيا، ودون الانزلاق وراء الحرية الزائفة. فالحوراء (ع) لها قلب قوي وحماس روحي، حرست به الحق واستعدت للعطاء، ولم تتراجع عندما وقفت بين يدي الظالم، فخطبت دون إكراه وعرّضت حياتها للخطر، فزادت شرفاً وعزة وحفظت الإسلام بشموخ. إن صبرها علم رسالي وتربوي يهذب نفوسنا، صبرت على الظلم فحفظت الأمانة الإلهية التي وكلت إلى أهل بيت النبوة. فالمرأة المجاهدة لا بد أن تتحمل الجفاء والتعذيب من الطغاة. فلنظهر بأعمالنا آدابها ومناقبها، كي نبرز صورتها المشرقة في صفحات حياتنا من تاريخها الأبيض، ولنعرض فضائلها ونسير كخطواتها (ع) في كربلاء بين أخويها الحسين و(ع). كثيراً ما نعترف بتقصيرنا عن الوصول لمقامها السامي، ولكننا ننظر لآثارها (ع) في كربلاء بغصة..

مأجورين بوفاة السيده زينب عليها السلام..