متباركين بالمولد وجلعنا الله وإياكم من المتمسكين بحبل الولايه


روي أنّ معاوية بن أبي سفيان طلب من ضرار الكناني أن يصف له الامام علي (ع)، فامتنع، ولكن بعد الإلحاح الشديد من معاوية، قال ضرار:
كان والله بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلاً ويحكم عدلاً، يتفجَّر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويأنس بالليل ووحشته، وكان غزير الدمعة، طويل الفكرة... فإن تبسَّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظّم أهل الدين، ويقرّب المساكين... وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، قابضاً على لحيته يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين...
فبكى معاوية، ونزلت دموعه على لحيته، وجعل ينشّفها بكمّه، وقد اختنق القوم بالبكاء، وقال: رحم الله أبا الحسن كان والله كذلك... (والفضل ما شهدت به الأعداء).
هذا هو الإمام العظيم علي بن أبي طالب (ع) الذي كان قدوة مثالية للمسلمين ونبراساً رائداً للمؤمنين، وأوَّل الناس إسلاماً، وأعظمهم عبادة، وأكثرهم شجاعة.