ثاني تجاربي في كتابة القصه القصيره
موسيقى لمن اراد ان يعيش اجوائها
موت بلا موت..
بردت القهوه .. و لا زالت زينب تحرك في السكر
تتشح السواد و يكسو ملامحها الذبول و الشرود..
اخذها السرحان الى الماضي القريب من عمرها ،
ماضٍ ُيشعرها بالأسف على كل لحظة قضتها فيه بلا حياة..
لم تكن تنتبه في حضرة حيدر زوجها.. الى ابسط الأمور التي تشعره بالسعادة ...
مع انها كانت تهتم في كل شيء لا بل و يُحسد عليها من قبل الأخرين..
فهي تلك المرتبه النظيفه .. التي لا تتوانى لحظه عن الأهتمام بشؤون منزلها و العناية بالمأكل والملبس وما الى ذلك..
لم يتذمر حيدر ولم يشتكي من سوء اخلاقها يوما ما.. بل كثيرا ماكان يشيد بها وبروعتها امام اهله و ذويه..
كان كتوما للغايه .. يخفي المه و همه بأبتسامه..
ذا طبع شاعري و حساس.. يفيض بالحب و الحنان اينما حل ..
وبطبعها زينب كانت تلك الحنونه التي لا تُظهر مشاعرها .. و تحاول ان تعبر عن حبها بالأهتمام عوضا عن التفنن في صف الكلام..
تركت زينب الملعقه و صارت تتأمل دفتر المذكرات ذاك.. الذي وجدته في صندوق سيارته حينما كانت تبحث عن احد اوراقه اللازمه لأجراء تلك العملية المشؤومة ..
تتذكر كيف اخذها الفضول لتسرقه و تتصفح ما بداخله...
حبيبتي .. بدت اليوم في ابهى حله.. كعادتها .. عجزت ان ابدي مشاعر الغزل ,, او بالأحرى.. بدأت احس انه لا جدوى منه
خجلها ذاك يغيضني .. فليس كخجل كل الأناث.. انها تهرب من كلماتي و تصطنع اللاجمال واللا مبالاة.. وكأنني اجاملها.. و انا حقا اعني ذلك.. فمتى ستفهمني...؟؟؟
تقلب الصفحه..
حبيبتي .. حينما إدعيت المرض .. كنت اتأمل ان اسمع ذلك الكلام الجميل .. من قبيل (( سلامات حبيبي ,, سلامات يا عمري ...))
لا انكر مدى خوفها علي اثنائها... ولكنها ضربت امالي عرض الحائط حينما قالت.. (( اذهب الى المستشفى ياحيدر وطمنا عليك..!!))
ظلت تقلب الصفحات.. ولا تلمح فيها سوى عتابا من حبيب قلبها الراحل ..
بحرقة تنهدت: ــ يااااه كم انا قاسيه ..
وفي اليوم المقرر للعمليه.. وبعد الدعاء والرجاء والتوسل
دخلت زينب بعد الحاح على حيدر قبل ان يجريها..
كانت عملية خطيره .. احتمال النجاة فيها ضئيل للغايه..
دخلت و ابتسامة تحاول ان تخفي خلفها شلالات الدموع ..
امسكت بيد حيدر وهو لا يكاد ان يتنفس من شدة الألم..
بدأت بالحديث ..
ــ حيدر.. كن قويا.. فإني سأنتظرك..
.
.
حيدر .. ارجوك تمالك نفسك فأنا لا اطيق ان اعيش بدون حياة..
التفت حيدر إثر قولها ...:
لا اطيق ان اعيش بدون حياه..
وفي عينه بريق يحثها على الكلام اكثر فأكثر..
بصوت متقطع اكملت : ــ نعم.. فأنت حياتي.. انت عمري .. انت كل شيء ..
ادار حيدر وجهه ناحية السقف و اخذ نفسا عميقا.. ابتسم بهدوء .. اغمض عينيه و انحدرت دمعة منه بعفويه ..
شد على يد زينب التي صارت تردد بلا شعور..
احبك ياحيدر .. احبك.. فلا تتركني ...
مع الأسف.. خابت الظنون فلا امل بالعوده.. رحل حيدر ليترك زينب حاملا في شهرها الرابع ..
بكته بحرقه.. بألم..
فقط في تلك اللحظه شعرت بأنها تموت معه.. ولكن بلا موت..
لا اصعب من ان تعيش المشاعر بلا حياة مع وجودها..
و الأصعب ان تموت المشاعر رغم وجود القلب الحامل لها..
انتبهت زينب من سرحانها اثر ركلة لجنينها الصغير
طغت في عينيها الدموع..
ابتسمت بلطافه وتحسسته بحنان..
فتحت الدفتر وكتبت..
(لماذا نعيش.. بلا حياة ! ونموت.. بلا موت !)
اغلقت الدفتر وكلها امل ان تربي صغيرها على الحب والعطاء والبوح بكل ماهو جميل...
Princess.M
2009
1430
المفضلات