هذآ أول موضوع لي في هذا الصرح !

أحببت أن أضعه في منتدى القصص والروايات ..

لشده حبي لقرآءة الروايات والقصص :)

فطيلة الوقت أمضيه في القرآءة ..

وهذه من احدى الروايات التي حازت على إعجابي .. واتمنى ان تنال اعجابكم وألقى منكم التفاعل

وكذلك أتمنى ان لا تكون مكررهـ


نبدأ بسم الله ،،

الج ــزء (1)



" نعم .."

قلتها و أنا أطرق رأسي خجلة مرتبكة .. و قد خرجت هذه الكلمة من شفتي دونما أي صوت .. لأجيب بها على سؤال الشيخ العالق منذ ثوان طويلة ..
ينتظر فيها إقرارا ً مني بقبول عصام زوجا لي على سنة الله و رسوله ..
و كان أن ناولني بضع أوراق لأوقع عليها.. كميثاق و توكيد على العقد ..
فأخذتها منه بيدين ترتجفان.. و أمسكت القلم لأخربش توقيعي عليها بعد جهد جهيد في محاولة مني للسيطرة عليه ..
انطلقت الزغاريد تجلجل المكان ..
كما أرتفع صوت ( المُلايـّة ) أم سيف و هي تغني ما شاء لها المولى أن تغني من أفراح و مواليد .. ليتمايل على أنغامها جسد ابنة خالتي( صفاء ) .. مشاركة الجميع فرحتهم بتزويجي ،،نبض قلبي كان قد ازداد فجأة .. لدرجة أني تخيلت أن صوت خفقانه أعلى من صوت الطبل نفسه.. و أن الجميع إنما يتراقص و يتمايل على دقات قلبي ليس إلا !!
و مضى الوقت ثقيلا .. و أنا ما زلت في ارتباكي .. و في فستان عقدي الأخضر.. و قد انطبع الخجل فيّ .. كما انطبعت النقوش الذهبية على جميع أطراف الثوب ..
" مرام.. ابتسمي ! "
هكذا نادتني المصورة ( الفلبينية) و هي تطلب مني تعديل وضعيتي للمرة الألف,, و رسم مختلف أنواع الابتسامات على وجهي ... فقط من أجل التقاط عدة صور لي في مثل هذه المناسبة !!
قفزت صفاء ( ابنة خالتي المقربة ) إلى جانبي و هي تطبع قبلة سريعة على خدي .. ثم تحيطني بذراعيها لتطلب من تلك المصورة التقاط صورة مشتركة لنا معا ,,
ثم نغزتني صفاء بكوعها و هي تدندن ,,
" مريوم عروس .. مريوم عروس ..
لين زفوج يا مريومي للمعرس .. بالج تستحين !"
و حركتها هذه ما زادتني إلا ارتباكا ً .. و اصطباغ وجنتي باحمرار الخجل الشديد ..
فأنا ما زلت غير مصدقة أني قد صرت فعلا في نظر الشرع و القانون زوجة لأحدهم ..
و أني قد صرت سيدة .. أو بمرادف آخر .. أصبحت ( مدام مرام ) !!
اقتربت أمي مني بعد حين، لتخبرني أن عصام على وشك الدخول بعد عشر دقائق ,,
و لا أدري لما شعرت برغبة جامحة لحظتها في أن أنزع ثوب العقد و جميع ما علي من حلي و كذا المشمر الأخضر الذي غطوني به .. و أن.. أن أهرع إلى حجرتي ...أو إلى أي مكان آخر حيث يمكنني فيه البكاء ..فنظرة أمي الفرحة فيّ .. ما كانت إلا لتؤجج رغبتي العارمة في البكاء .. إلا أني تمالكت نفسي في اللحظة الأخيرة .. و حاولت جاهدة أن أضبط من زمام دموعي .. فقط لكي لا يسيح الكحل و (المكياج) فيضيع تعب الكوافير هباءً منثورا ..!
و لكي لا أصبح أضحوكة الحفل و حديث الموسم ..فأنا الآن سيدة و زوجة .. و البكاء في مثل هذه المواقف لا يليق أبدا بالسيدات و النساء الكبيرات ,,
" مرام .. اصبري .. ما هي إلا ساعات و سينتهي الحفل.. و سينصرف الجمع .. و ينتهي كل شيء ! "
تداركت تفكيري..
" لا... ليست هي مجرد ساعات قليلة .. بل هي ورطة للعمر كله .. و لا فكاك منها .." وقفت بناء ً على طلب إحدى خالاتي .. و التي اقتربت مني لتضبط من وضع المشمر الأخضر الشفاف ، مسدلة إياه على وجهي .. مانعة عصام من رؤية ملامح وجهي المرتبكة ..
" المعرس سيدخل حالا ً "نطقت إحداهن من الحضور .. و بالتالي عمت شوشرة بين الجمع .. واشرأبت جميع الأعناق إلى حيث لمحت أنا أيضا خياله على باب المجلس !
و خيال عصام وحده و هو بثوبه الخليجي و ( البشت ) البني .. جعلني أرسم على وجهي ابتسامة مرتبكة ..و مع هذا فإن خياله أبدا ما كان ليخفف عني التوتر العنيف الذي انتابني في تلك اللحظة .. فقد شعرت بأطرافي جميعها ترتجف من شدة التوتر و الارتباك !!
اقترب عصام و اقترب.. و هو محفوف بأخواته و خالاته و عماته.. و الكثيرات ممن كنت أجهل صلة قرابتهن به ..و أخيرا وصل عصام إلى حيث وقف أمامي .. أمامي مباشرة !!!
رفع عصام طرف المشمر .. ليكشف عن ملامح وجهي .. و قد أصبحت زوجته و حلاله ..
أطال عصام النظر إلى وجهي .. و التقت نظراتنا بعمق و للمرة الأولى .. لحظتها فقط .. أدركت أني قد صرت فعلا زوجة.. و أن هذا العملاق الماثل أمامي ما هو إلا .. إلا زوجي ..!
و كما هي العادة عندنا .. طبع عصام قبلة حارة .. شعرت بلهيبها و هي تحرق لي جبهتي ..!!
" هييي.. أيها الحضور .. غضوا البصر .. و بلاش تربكوني أكتر مما أنا مرتبكة !! "



.. للحديث بقيه ..