[grade="00008B FF6347 008000 4B0082 FF1493"][align=center]السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ....
إخواني و أخواتي ........
فهذا شرح موجز و ميسر لدعاء الصباح المشهور عن أمير المؤمنين عليه السلام للمؤلف / على سعيد
أحببت أن أضعها بين أيديكم على شكل دروس
و أدعو الله سبحانه و تعالى أن يوفقني لذلك.......
و الله من وراء القصد ......
الدرس الأول
) اللَّهُمَّ يا مَنْ دَلَعَ لسَانَ الصَّبَاحِ بنُطْقِ تبَلُّجْهِ (
دلع : دلع لسانه دلوعاً : أخرج اللسان من الفم لتعب ، أو ظمأ
بلج : أشرق و أنار ، و الشمس أضاءت .
إن بين لسان الإنسان و لسان الصباح تشابه من حيث النطق و الكشف ، فكلا
اللسانين ناطق : اللسان عند الإنسان بالكلام و النور عند الصباح بالإشراق و
التبلج .
فسبحان من جعل لسان الإنسان ناطقاً بالكلام ،و سبحان من جعل لسان الصباح
ناطقاً بالإشراق و كلاهما آية من آياته الدالة على قدرته العظيمة ، و ظاهرة يقف
العقل متحيراً إزاءها .
الدرس الثاني
)وَسَرَّحَ قِطَعَ الّلَيْلِ الْمُظْلِمِ بِغَياهِبِ تَلَجْلُجِهِ (
** معاني الكلمات :
سرَّح : أرسل أو صرف أو أطلق
قِطَعَ الّلَيْلِ : آناته المكنونة من الساعات و الدقائق و الثواني
الغَياهِبِ : جمعغ غيهب وهو الظلمة الشديدة الحالكة .
التَلَجْلُجُ : التردد و الاضطراب
كلمة (سرح ) توحي بالسيطرة الكاملة على آنات الليل وساعاته ، و الخضوع
لإرادته سبحانه و هذا التسريح يكون بغياهب تلجلجه كدليل على عظمته سبحانه
و تعالى . إن تسريح آنات النهار نحس بها و بتدرجها حيث تظهر تغيرات الجو من الصباح إلى الغروب تبعاً لقوة ضوء الشمس و لكننا لا نرى لتسريح أنات الليل هذا
الوضوح وهذه الآثار ، و ذلك بسبب ظلمة الليل الحالمة الشديدة و التي أطلق
عليها لفظ ( الغياهب ) فإنها التي أوجبت هذا الابهام للصور فلم تتميز الحركات
بالتحولات الليلية كما هو الحال في المتلجلج الذي لا يفصح في كلامه فلا يفهم
ما يريد و ماذا يقصد .
و في افتتاح الدعاء لهاتين الفقرتين :
" اَللّـهُمَّ يا مَنْ دَلَعَ لِسانَ الصَّباحِ بِنُطْقِ تَبَلُّجِهِ، وَسَرَّحَ قِطَعَ الّلَيْلِ الْمُظْلِمِ "
الدالتين على الظاهرتين الكونيتين و تقديمهما على غيرهما من صفات الله سبحانه
في مقام تمجيده و تعظيمه دلالة على عظمة الله ة قدرته البالغة في نفسه أولاً ، و بيان ما لهاتين الظاهرتين من أهمية بالغة في هذه الحياة ، و على الأخص في حياة الأنسان
قال سبحانه و تعالى
( و من رحمته جعل لكم الليل و النهار لتسكنوا فيه و لتبتغوا من فضله و لعلكم تشكرون )
الدرس الثالث
معاني الكلمات
أتقن الأمر: أحكم و ضبط
وصنع الشيء : أخرجه من العدم إلى الوجود
الفلك : مدارات النجوم و الكواكب و الاجرام السماوية
التبرج : اظهار الزينة
الشرح
لم يتمكن العلماء من ضبط ما في السماء من أنواع النجوم و الكواكب و
اعدادها ، بل كل ما وصلوا إليه هو بالتقدير و التخمين فقد قدروا أن المجرة
الواحدة تحوي تقريباً ( 100000 ( مليون من النجوم . وقالوا أن في السماء
مجرات عديدة لا تتمكن العين المجردة من مشاهدتها حتى قيل إن اعداد المجرات
قد يصل إلى 100 مليون .
ولكل نجم أو كوكب ، بل كل جرم سماوي فلك و مدار يدور فيه ، و إن لكل منها
طاقته و قدرته و حدوده و حجمه . و الفلك بما فيه يدور في حركة دائمة ، و لكل
جرم حركته الخاصة و نسبته في السرعة و البطء ، بل إن البحوث العلمية أثبتت
إن لكل شيء له دورانه الخاص به ، و أن الكائنات كلها تتحرك .
لقد صنع الله سبحانه السماء ، و ما فيها و أتقن ما صنعه و أوجده ، فكل يسير
بنظام دقيق ، و سير متكاملٍِ لا يقبل أي غلط ، و لا نقص ، و لا تخلُّف و على
مرور السنين من أولَّ الخليقة إلى الآن
(لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمرو لا الليل سابق النهار و كل في فلك يسبحون)
عن ابن عباس (يسبحون) أي يجري كل واحد منها في فلكه كما يدور المغزل في فلكه . و تضيف هذه الفقرة من الدعاء إظهار نوع آخر من أنواع العظمة لله سبحانه ، فمضافاً إلى إتقان صنع الفلك تأتي روعة الجمال و الزينة ، فأنوار النجوم اللامعة تبدو كقناديل معلقة في السماء) و لقد زينا السماء الدنيا بمصابيح) و كل هذا من ) صنع الله الذي أتقن كل شيء )
الدرس الرابع
قوله عليه السلام ( وَشَعْشَعَ ضِياءَ الشَّمْسِ بِنُورِ تَاَجُّجِه ِ(
معاني الكلمات
وَشَعْشَعَ ضِياءَ : أطالهُ وحده
التَاَجُّجْ: التلهُّب
الشرح :
لقد أنعم الله على عباده بأن مدَّ ضياء الشمس ، و أطاله ، و وسع رقعة الضوء
بالنور الملتهب المتأجج ليشمل الأرض بما تشتمل عليه من سهولٍ ، و جبالٍ ، و بحارٍ ، و أنهار { هو الذي جعل الشمس ضياء و القمر نوراً } يونس ( 5 )
يقول الحكيم ملا هادي السبزواري : " إنه عليه السلام بعد ذكر الفلك ، أفرد الشمس لمزيد العناية بها ، فإنها النِّير الأعظم ، وقلب العالم ، و سيد الكواكب ، آية نور الله القاهرة ، لقهرها أنوار الكواكب الموجودة عند طلوعه ، و هي فاعل النهار و جاعل الصباح بإذن فالق الإصباح "
الدرس الخامس
قوله عليه السلام ( يا مَنْ دَلَّ عَلى ذاتِهِ بِذاتِهِ (
بهذه الفقرة شرع الامام (صلوات الله عليه ) بتمجيد الله سبحانه ببيان صفاته
المختصة به الدالة على توحيده و استغنائه عن الغير بينما لا بد للغير من
الاستعانة به ، و الانتساب إليه في وجوده في كل ما يقوِّمه بعد الوجود .
فقد أعاد صرف النداء و أبرزه لتغيير الأسلوب الدعائي أولاً ، و لبيان الانتقال
من مرحلة إلى أخرى جديدة فقال ( يا من دل على ذاته بذاته .
الدرس السادس
قوله عليه السلام ) وَتَنَزَّهَ عَنْ مُجانَسَة ِ (
معاني الكلمات :
1ــ تنزه عن الشيء : تبعَّد عنه
2ــ المجانسة : المشاركة في و الاتحاد فيه . يقال هذا يجانس هذا أي يشاكله .
الشرح :
تأتي هذه الصفة في مقدمة صفاته سبحانه و تعالى حيث ينادي الداعي و يقول
) يا من تنزه عن مجانسة مخلوقاته ( أي بعد عن الاشتراك مع مخلوقاته في
الجنس و الماهية .
هناك آيات قرآنية تتحدث في هذا الشأن كقوله تعالى
( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ( الشورى (11)
يتبع
اختكم ... نور علي[/align][/grade]
المفضلات