اجنني - 10
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم والعن اعدائهم
(وسائلالشيعة 14 411 37- باب تأكد استحباب زيارة الحسين ..)
وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى وَ غَيْرِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ جَمِيعاً عَنْ مُوسَى بْنِ عُمَرَ عَنْ غَسَّانَ البَصْرِيِّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ وَ عَنْ عَلِيِّ بنِ إِبرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ
مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ استأذَنتُ عَلى أَبِي
عَبْدِ اللهِ عليه السلام فَقِيلَ لِي ادخُل؛
فَدخلتُ فوجَدتُهُ فِي مُصَلاهُ فجلستُ حَتى قَضَى صلاتهُ فسمِعتُهُ وَ هُوَ يُناجِي رَبَّهُ وَ هُوَ يَقولُ:
يَا مَنْ خصنا بِالكرامةِ و خصنَا بِالوَصِيَّةِ و وعدنا الشفاعةَ وَ أَعطَانَا علم ما مضَى و مَا بَقِيَ وَ جَعَلَ أَفئِدَةً مِنَ الناسِ تَهوِي إِلَينَا
اغفِرْ لِي وَ لإِخوَانِي وَ لِزُوَّارِ
قَبرِ أَبِيَ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ
الذِينَ أَنفَقوا أَموَالَهُم وَ أَشخَصُوا أَبدَانَهُم رَغبَةً فِي بِرِّنا و رجاءً لما عِندَكَ في صِلتِنا و سُرُوراً أَدخلوهُ عَلَى
نبِيِّك صَلَوَاتكَ عَلَيْه و آله
و إِجابَةً مِنهُمْ لأَمْرِنَا وَ غيظاً أَدخَلوهُ عَلى عَدُوِّنا أَرَادُوا بِذَلِكَ رِضَاكَ
فَكَافِهِم عَنا بِالرِّضوَانِ وَ اكْلأْهُمْ بِالليْلِ وَ النهَارِ وَ اخلفْ علَى أَهالِيهِمْ وَ أَولادِهِمُ الذِينَ خلفُوا بِأَحْسَنِ الخلَفِ و اصْحَبْهُمْ و اكْفِهِمْ شرَّ كُلِّ جبَّارٍ عنِيدٍ و كُلِّ ضعِيفٍ منْ خلقِكَ أَو شدِيدٍ و شرَّ شياطِينِ الجِنِّ و الإِنْسِ و أَعْطِهِمْ أَفضَل ما أَمَّلوا مِنكَ فِي غرْبَتِهِمْ عنْ أَوطَانِهِمْ و مَا آثَرُونَا بِهِ علَى أَبْنائِهِمْ و أَهالِيهِمْ و قَرَابَاتِهِمْ
اللهُمَّ إِنَّ أَعْداءنَا عابُوا علَيْهِمْ خُرُوجَهُمْ فَلمْ ينهَهُمْ ذَلِكَ عَنِ الشُّخُوصِ إِلَينَا وَ خِلافاً مِنهُمْ عَلَى مَنْ خالفَنَا
فَارْحَمْ تِلكَ
الوُجُوهَ الَّتِي قَدْ غَيَّرَتْهَا الشَّمْسُ
وَ ارْحَمْ تِلكَ الخُدُودَ التِي تَقَلبَتْ عَلَى
حُفرَةِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام
وَ ارْحَمْ
تِلكَ الأَعْيُنَ التِي جَرَتْ دُمُوعُهَا رَحْمَةً لَنَا
وَ ارْحَمْ
تِلكَ القلوبَ الَّتِي جَزِعَتْ وَ احْتَرَقَتْ لَنَا
وَ ارْحَمِ
الصَّرْخَةَ الَّتِي كَانتْ لَنَا ؛
اللهُمَّ إِنِّي أَسْتوْدِعُكَ تِلكَ الأَنفُسَ ؛ وَ تِلكَ الأَبدَانَ حَتَّى تُوَافِيَهُمْ عَلَى الحَوْضِ يَوْمَ العَطَشِ.
فَمَا زَالَ وَ هُوَ سَاجِدٌ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ فَلمَّا انصَرَفَ قُلتُ : جُعِلتُ فدَاكَ لو أَنَّ هَذَا الذِي سَمِعْتُ مِنكَ كَانَ لمَنْ لا يَعرِفُ اللهَ لَظَنَنتُ أَنَّ النارَ لا تَطعَمُ مِنهُ شَيْئاً ؛ وَ اللهِ لَقَدْ تَمَنيْتُ أَنِّي كُنْتُ زُرْتُهُ وَ لم أَحُجَّ فَقَالَ لِي :
مَا أَقرَبَكَ مِنهُ فَمَا الذِي يَمنَعُكَ مِنْ زِيَارَتِهِ؟!
ثمَّ قَالَ:
يَا مُعَاوِيَةُ لِمَ تَدَعُ ذَلِكَ؟!
قُلتُ :لَمْ أَدْرِ أَنَّ الأَمْرَ يَبلُغُ هَذَا كُلهُ
قَالَ يَا مُعَاوِيَةُ:
مَنْ يَدْعُو لِزُوَّارِهِ فِي السَّمَاءِ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَدْعُو لَهُمْ فِي الأَرْضِ.
يَا مُعَاوِيَةُ: لا تَدَعْهُ فَمَنْ ترَكَهُ رَأَى مِنَ الحَسْرَةِ مَا يَتَمَنى أَنَّ قَبْرَهُ كَانَ عِندَهُ ؛
أَمَا تُحِبُّ
أَنْ يَرَى اللهُ شَخصَكَ وَ سَوَادَكَ فِيمَنْ يَدْعُو لَهُ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه واله وَ عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الأَئِمَّةُ عليه السلام؟؟
أَمَا تُحِبُّ
أَنْ تَكُونَ غَداً مِمَّنْ يَنقَلِبُ بِالمَغفِرَةِ لِمَا مَضَى وَ يُغفَرُ لَهُ ذُنُوبُ سَبْعِينَ سَنَةً؟
أَمَا تُحِبُّ
أَنْ تَكُونَ غَداً مِمَّنْ تُصَافِحُهُ المَلائِكَةُ؛
أَمَا تُحِبُّ
أَنْ تَكُونَ غَداً فِيمَنْ يَخرُجُ وَ لَيْسَ لَهُ ذَنبٌ فَيُتبَعَ بِهِ؛
أَمَا تُحِبُّ
أَنْ تَكُونَ غَداً مِمَّنْ يُصَافِحُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه واله .(انتهى)
ان كثير ممن ابتدء في الخطابة والرادودية ياتي الى بيت الميرزائي وهناك يعتلي المنبر وشيئا فشيئا يُعرف بين الناس؛ ومنهم من برز كثيرا وفاق الاقران؛ ومنهم من هو معروف لكنه يتبرك بالقرائة عنده ؛ وفي بعض الاحيان ياتي اليه من يبحث عن خطيب ليسمع عددا منهم ومن اعجب بقرائته يدعوه ليقرء عنده .
واثناء المواسم المزدحمه تجد الميرزائي بالباب يرتب الاحذية ويحافظ عليها الى ان يبدء اللطم فينزل ليلطم وسط المجلس وعيونه غرقى بالدموع .
ان اخي جاء لابن خالتي وقال له سياتي شهر صفر ولم اوفق للحصول على خطيب لمأتمنا السنوي في اخر عشرة ايام من شهر صفر؛ ولا اعلم ماذا افعل؟
وقد توسلت كثيرا بالحجة بن الحسن عليه السلام ليخلصني من هذه الورطة ويهديني لخطيب وقد قرب موعد المأتم .
فقال له ابن خالتي:
عليك بماتم الميرزائي وهناك ستجد الخطباء واختر منهم؛ والى ذلك الحين لم نكن نعرف المرزائي؛ ولما ذهب هناك وعرفنا هذا المجلس وتعرفنا على افراد العائلة الكريمة حفظهم الله تعالى ؛ واخيرا حصّل على خطيب مؤمن متدين من البكائين على الامام الحسين عليه السلام ومصائب اهل البيت عليهم السلام واتفق معاه هناك؛ ولما جاء ليقرء في بيتنا التفت الى الجدار وتوقف عن القرائة وذهب منه الاستقرار .......
المفضلات