الجزء الخامس :

(( فلما تفطر قلبي بذكر الحبيب .. فضلت ضربه وكأن عقابه لي أحلى من الزبيب ))
/
\
لا تهتمو ا لجدتكم الخمسينيه .. فأحياناً تأتيتها ( كما يقولون ) هفاااات ...!!!



حسناً وصلت معكم يا ابنائي إلى الضيوف ..
الذين رحلوا عن ديارنا وانا محتارة بشأنهم ..
ولما أمي أخرجتني من داري ..
مع أن أبي فرض علي حصار ..
وأن لا أخرج إلا لأهل صالح ....!!!
.
.
.
ذات يوم دق باب منزلنا ..

وذهبت لأرى الطارق ..
وما إن فتحت الباب حتى تفاجئت بالشخص الذي أمامي ..
لا أعلم متى رأيته .....!!
فوجهه مألوف جداً بالنسبة لي ..
وبالإتجاه الثاني هو أيضاً كان يراني بانبهار ..
ثم حرك يديه أمامي وقال :
هذا الهريس أمي مطرشتنه الكم ...؟
أخذت الطبق منه وأنا متسائلة ..
ياترى من هو ..؟ ومن هي أمه ..
قلت له بتلقائية :
منو أمك ...؟
أحسست أن معالم وجهه قد تغيرت ..
احمر غيضاً وقال :
عزرائيل ..
ورماني بنظرة غضب واختفى ..
تفاجئت حقاً .. ماهذا الأسلوب ...؟
عزرائيل .....!!!
هل هذا اسم أمه الحقيقي ..
أم يمزح ....؟؟
.
.
.

ذهبت إلى أمي بالطبق ..
وانا اقول لها :
امايه .. هالهريس من بيت عزرائيل ..
ضحكت امي فقالت :
منو ...؟
قلت لها :
ماادري ..؟ سألت الولد قلت له منو امك ..؟ قال لي عزرائيل ..
ضحكت امي .. وهي تتساءل ...
.
.
.

كنّا نرتب الغرفه ..
فقالت لي اختي ميره :
شيخه .. بقولج شي .. بس لاتخبرين حد ..
قلت لها :
قولي .. ولاتتوقعين إنه الكلام بيوصل لأي حد ..
قالت لي بابتسامه :
تعرفين الحرمه اللي زارتنا بالبارح ..
قلت لها :
هي شو فيها ..؟
ميره :
تعرفينها ..؟
قلت لها : لاوالله مااعرفها .. ومااذكر إني شفتها .. ليش شفيها ..؟
ميره : تعرفين إنها جايه تخطبني ..؟
فرحت لها وقلت :
والله .. مبروووك حبيبتي ..
(( واستوقفتها .. كأني انتبهت لشيء ))
تعالي .. ليش قلتي لي سر ..
ليش أمي وابوي مايعرفون ..
ميره هزت رأسها بلا ..
استغربت وقلت لها :
عيل انتي شو دراج إنهم جايين يخطبون ..؟
ميره بحيــاء :
سيف قال لي ..
رددت عليها بسرعه :
سيف ...؟ .. ومنو سيف ..
قالت لي : سيف اللي يريد يخطبني ..
قلت لها وقد بدأت علامات الغضب تسيطر علي :
وكيف عرفتي سيف ..؟
قالت لي :
سيف يستوي ولد خالة سلامه ربيعتي ..
قلت لها :
وشقايل كلمتيه ..؟ شقايل عرفتيه ..؟
قالت لي :
اسمعي .. بقولج السالفه كلها ..
ذاك اليوم ..
كنت في بيت سلامه ..
وانا ماكنت اعرف إنه اخوها وولد خالتها يالسين في الليوان ..
وسيف شافني ..
انا لاحظت عليه إن وااايد يطالعني ..
لكن ماعبرته .. ولاسويت له سالفه ..
ومن ذاك اليوم ..
كنت كل مااشوف سلامه توصل لي مراسيله ..
وكان يريد يكلمني ..
لكني كنت ارفض ..
الين ذاك اليوم اللي وانا طالعه من بيت سلامه ..
تفاجئت به يترياني في السكه ..
قلت له :
يا ولد الناس .. مالي خلق المشاكل .. وابوي انت اخبر به ..
قال لي :
لاتخافين .. بروحي ماارضا لج المشاكل ..
وعشان اثبت لج إني ابغيج ورايدنج ومش لعّــاب ..
اليوم امي بتيكم البيت ..
تخطبج لي ..
عشان تكونين لي بروحي وبس ..
.
.

قلت لها :
وانتي شو رديتي عليه ...؟
قالت لي :
ماقلت له شي رحت البيت ع طول .. خفت حد يشوفنا
ويسويلي مشاكل مع ابويه ..
قلت لها وانا ابتسم :
الله يوفقج إن شاء الله ..
احتضنتني اختي بكل حب ..
وكم تمنيت أن تطول هذه اللحظات ..
فلا أملك أن اقول لها إلا
(( الله يسعدج ))
.
.
.

مر على طلاقي شهر ..
وتحدد زفافي على صالح في ذات اليوم الذي سيعقد قراننا ..
وسيكون بعد شهرين و3 أيام ..
أي بعد انقضاء عدتي ..
والتي هي 3 شهور .....!!!!
.
.
.

بعد ذلك بأسبوع كان موعد زفاف بنت جارنا ابو حمد ..
اتذكرونها ..؟
ساره صديقة الطفوله ..
.
.
.

حقيقةً كنت سعيدة لأجلها ..
في يوم زفافها لبست أجمل ماعندي ..
وهذا الزفاف الوحيد الذي لم يمانع أبي ذهابي عليه ..
.
.
.

عند الباب التقيت بذلك الشاب ..
نعم .. الذي امه عزرائيل ...
كان ينظر لي كثيييراً ..
ولكنني لم القي اليه ادنى اهتمام ..
مشيت في طريقي ودخلت منزل ابو حمد
.
.
.
: سارونه .. محلاتج يالخايسه ..

ساره والإبتسامه تعلو محياها : شيخه ...؟ فديتج والله .. وينج يالكريهه ..
قلت لها والدموع تتجمع في عيني : الكريهه انتي .. تسمعين ...
واحتضنتها بكل قوتي ..
ساره وهي الأخرى اخذت تدمع : حبيبتي والله ..
لم اشأ أن أعكّر صفوها ..
وهي العروس في هذه الليله ..
كم كرهت نفسي لأني ابكيتها ..
ولكـــن ....!!!
إنها سارة كاتمة اسراري ..
وصديقتي الرااائعه .. إلى الآن ...
.
.
.

انتهى الحفل ..
واستأذنت من امي ان ابقى قليلاً حتى يزفوها لبيت زوجها ..
واحترمت امي رغبتي ولم تمانعني ...
دق ذلك الشاب ذو القامه العريضه باب غرفة ساره ..
التي لم يبقى فيها غيري أنا وهي ..
قالت ساره له : حمد .. ادخل مافي حد غريب ..
التفت لها وانا اقول : اوف .. زماان والله .. تعرفين انا مب شايفه أخوج من .............!!
لم أكمل ..
لأنني كنت اريد ان اقول إني لم أراه منذ 5 سنين ..
ولكني رأيته قبل ساعات من دخولي الزفاف ..
إذاً هذا حمد ..
كم كبّر واشتد عوده ..
لقد اصبح شاباً يعتمد عليه ..
حمد : السلام عليكم ..( التفت الي ) وقال : شحالج شيخه ..؟
قلت له : بخير وسهاله .. انته شحالك ..؟
حمد : الحمدلله يسرج الحال ..( وتغيرت ملامح وجهه إلى ابتسامه ) .. ها عرفتي الحين منو أمي ...؟
يالهــي ..
التفت إلى ساره التي كانت تضحك ..
ثم قالت : قال لي حمد عن سالفتكم ذاك اليوم .. هههههههههههههه ..
وانا في خبر كان ..
لم أشأ أن يضعني أحد في هذا الموقف ..
وهذا الموضع المحرج ..
استأذنت من ساره .. وقلت لها أني سأذهب للمنزل فقد تأخر الوقت ..
.
.
.

ميره : شيخه اهل سيف بيجون باجر يحددون يوم الملجه والعرس ..
قلت لها : بالبركه إن شاء الله .. وهالمره منو خبرج ..؟ سيف ..؟
قالت لي : لا .. امي .. وبعدين شو هالأسلوب ..؟
على الأقل سيف إذا بيخبرني بيقول لي كلام ( وتأشر بيدها ) رمسه
( ورددت هذه الجمله باستهزاء )مب اروح بيته وبفضح اهلي ....؟
تقصدني
واعلم أنها تقصدني ..
فاللبيب بالإشارة يفهم .....!!!
لم اشتد بالكلام معها ..
بل قلت :
الله يسامحج يابنت امي وابوي ..
دامج انتي شاكه فيني ..
عيل ماألوم الناس إذا اتكلموا عني ..
.
.

مذكراتي لازالت محدوده
ولكـــن ...!!
لم يبقى على زفافي سوى يومين ..
فأهلاً بك يا هــــــم ..


ترقبوا القادم ..