الجزء السادس
((الخيل والليل والبيداء تعرفني.. والفرحه والسعادة لا تدل دربي))
>> اسمح لي يا صديقي العزيز المتنبي
.
.
.
فتحت نافذة غرفتي وجلست افكر في مستقبلي ..
مستقبلي الذي سيبدأ بعد يوم واحد فقط ..
هل سيكتب لي حياةٌ هنيئة ..؟
ام سأصبح من اشقى مخلوقات الله ....!!!
جلست وكلمات امي ترن في أذني
(( تقدرين تغيرينه ياشيخه .. تقدرين ..!! ))
هل استطيع ..؟
أتمنى .........!!!
انتبهت لظل أحدهم ..
التفت لأرى ..
إنه حمد ....!!!
يراني والدموع في عينيه ..
ولكن لماذا كل هذا الحزن البادي في وجهه ..؟
احسست بأن موقفي خطأ ..
اغلقت النافذة وذهبت لأساعد أمي في المطبخ
.
.
.
سألت أمي : أمي .. وين ميره ..؟
أمي : راحت ويا خالتج تتزهب حق عرسها ..
قلت لها : وانتي أمي .. ليش مارحتي وياهم ..؟
أمي : والله يابنتي مالي خلق للأسواق والدوارة ..(( وابتسمت ))
وخالتج تحب هالسوالف قلت لها وديها وريحيني منها..
ابتسمت في وجه أمي ..
وانا اتأمل أمي التي لازالت صغيرة ..
ولكنها تفتعل الكبر والمرض ...ّّّ!!!
.
.
.
ميرة : شوااااخ .. تعالي شوفي شو خذنا انا وخالو ..
ارتني ميرة كل الحاجيات التي اخذوها من قطع الثياب إلى الذهب ..
قلت لها : رووعه .. ماشاء الله عليكم ماخليتوا شي في السوق ..
الخاله حمده : ويديه .. ليش والحرمه كم مرة تعرس ...؟
مره ولازم تتزهب عدل عشان تكسر عين عمتها ..
ضحكت على افكار خالتي : وييه .. تكسر عينها مره وحده ..
جييه داخلين حرب ..!
الخاله حمده بجدية : هيه حرب .. ولازم من أول يوم تراويهم العين الحمرا
وماتخلي لهم مجال ينطقون بولا حرف ..
كنت أرى أختي ميره كيف تستمع إلى خالتي حمده بانصات ..
وانا اقول بيني وبين نفسي
(( الله يستر جان ماتقلب خالتي مخ ميرة بأفكارها الشينه ))
.
.
.
اليوم آخر يوم اجلس فيه بين ارجاء غرفتي ..
ياترى هل سأشتاق اليك غرفتي ..
أم سأرجع اليكِ في اليوم التالي ...؟
.
.
.
لا ليلة حناء ولا هم يحزننون ...
سيزفونني إليه هكذا ..
لم اتجهز لزفافي كباقي العرائس ..
فملابس الزفاف الأول لازالت جديدة ..
ولم ألبس ولا قطعة ذهب اشتريتها للزفاف الأول
وأيضاً
لم يقبل سعيد أن يأخذ أي غرض اشتراه لي قبل الزفاف
آآآآه
شايف خير ...!!
.
.
.
فرحانين حولي واسمع اهازيج وأغاني
سهرانين والفرحه ترتبش معهم تغني
مادروا إني من الداخل ميته بحسراتي
واوّن ونات مادروا فيها ولا في شكواتي
آه ياقلبي لو دروا بشوي من هقواتي
مافكروا يوم انهم يعلنون يوم زفافي
.
.
.
دخلت بيت السعد ..
ودموعي تسبقني ..
كلهم بلا استثناء يظنون أنها دموع الحياء
وهي بالنسبة لي دموع الخوف من المجهول ....!!!
.
.
.
هذه هي ثاني مره أرى فيها صالح ..
ولكن هذه المره شكله مختلف ..
الشيب يكسو رأسه ..
وتبدو عليه علامات الكبر ..
ولكن كم عمره ..؟
هل رأيتم في حياتكم ..
امرأة لا تعرف عمر زوجها ...؟؟
نعم ..
إنها أنــــا ..
جلس بجانبي وقال :
تعرفين إن كل بنات الفريج حاسدينج ..؟
بيني وبين نفسي اقول (( على شو يا حسره ..؟ ))
قلت له بصوت منخفض : لييييش ..؟
قال لي :
مطلقه .. وبعد العده بيومين عرست ..
بعد شو تبغين أكثر عن جيه ....!!
فتحت عيني على وسعيها ..
رفعت رأسي لأرى ..
هل الجالس بجنبي من الأنس أم من الجان ..؟
في لحظة ..
تجمعت شياطين الدنيا كلها فوق ورأسي ..
وقلت بكل تحدي ..؟
قلت له : كثر الله خيرك والله يوم خذت مطلقة ..
بس أنت ماتدري هالمطلقة .. شو سبب طلاقها ...؟
(( إذا أراد أن يطلقني .. فليطلقني .. الأمر سواء عندي ))
رد علي بقوة : لا وبعد لسانج طويل .. أنا اللي بأدبج ..
قلت له بتحدي : الحمدلله أنا اهلي أدبوني وعلموني أحسن تعليم ..
الدور الباقي على اللي مايدلون طريج الصح من الغلط ..
وصلتني صفعه ..
ونزلت دموعي لا أرادياً من قوة الصفعه ..
استأثرت الصمت ..
بعد أن غادرت شياطيني ..
وأومئت برأسي للأرض ودموعي تنسكب بكل حرقة ..
نهض صالح وقال لي :
انتي شكلج تبين تطلقين مرة ثانيه ..
لكن مب صالح اللي تمشي عليه هالسوالف ..
.
.
.
رأسي دار ..
وانا احسب خطوات صالح ..
يمشي باتجاه اليمين ثم يرجع لليسار ..
وهكذا ....
حتى قلت له : صالح .. شو فيك ..؟
قال لي بكل حده : مافيه شي .. رقدي انتي رقدي ..
تنهدت على حالي الجميل ..
ومستقبلي الباهر الذي ظهرت اشعاعاته منذ اول ساعه ..
.
.
.
خرج صالح من الغرفة ..
وبعد دقيقتين سمعت اصوات في الخارج ..
ابو صالح : صالح .. وين ساير ...؟
صالح يتحدث بسرعه : هــا .. امممم .. شيخه عطشانه .. هيييه ..
شيخه عطشانه .. ورحت اجيب لها ماي ..
ابوصالح : هييه .. روح ياولدي .. لاتتأخر عليها ..
دقيقتين اخريات ..
دخل صالح الغرفة واغلق الباب ..
مد يده امامي بكأس الماء وقال : خذي .. اشربي ..
قلت له وانا مستغربه : بس أنا ماطلبت ماي ..
قال لي : كيفج ..
وشرب كأس الماء كااامل ..
ثم جلس ..
وقال : أوف .. هالشيبة ماادري شو ميلسنه لين هالوقت ..
نظرت اليه وقلت : منو .. ابوك ..؟
قال : هيييه .. كنت ابغي اطلع .. بس طلع لي ابويه وجذبت عليه ..
قلت له إنج بغيتي ماي ..
قلت له بتلقائية : تطلع ....؟
رماني بنظرة وقال : لايكون مصدقه عمرج إنج عروس ..؟
التزمت الصمت ..
ولا شي غير
الصمت ...............!!!!!
.
.
.
اخذت اتقلب حتى أذان الفجر ..
وكنت متيقظة وأرى أمامي محاولات صالح المتكررة للخروج من المنزل ..
ولكن ...!!
ابوصالح هذه الليلة جلس في الليوان
وكأنه يعلم بما سيفعله ابنه ..
توضأت ..
وكنت ابحث عن سجاده للصلاة ..
قال لي صالح : شو تدورين ..؟
قلت له : سياده ( سجاده ) ..
تغير وجه صالح .. لم أكن اعلم لماذا .. وقال لي : صبري .. بجيب لج من غرفة ابويه ..
قلت بيني وبين نفسي ..
(( لايكون بس الأخ مايصلي ... اكتملت ))
.
.
.
بعد أن انهيت صلاتي ..
التفت إلى صالح الذي كان يراقبني وانا اصلي ..
وقلت له : بتصلي في البيت .. ولا بتروح المسجد ..؟
قال لي بتردد : بصلي في البيت ..
.
.
.
أثناء ذلك ..
ذهبت للمطبخ كي اجلب لنفسي كأس من الماء ..
ورأيت أم صالح تبتسم لي ..
قلت لها : صباح الخير عمتي ..
قالت لي : صباح النور يابنيتي .. ها وين صالح ..؟
قلت لها : صالح يصلي ..
قالت لي بشك : يصلي ..؟؟
قلت لها : هيه عمتي .. ليش شو فيها ..
قالت لي : لا لا مافيها شي ..
جلست بجانبها اتجاذب اطراف الحديث معها ..
كم هي امرأة رااائعه ...
بالفعل ..
كلامها .. حديثها .. كل افعالها تنم عن تقوى وصلاح ..
لم اشعر أنها أم زوجي ..
بل أمي .. بحنانها المتدفق ..
لا احسدك على شيء ياصالح ..
سوى على هذه الأم الرااائعه ...
.
.
إلى الآن لا صدمات ..
بداية شبه موفقة كما يقولون ..
التقيكم في مذكره أخرى ..
اذا ما شفت اكثر من رد ماااا بكمل (بليييز اللي يقراها يررد على الموضوع لان ابي اشووف تفااعل عشاان استانس)
المفضلات