بسم الله الرحمن الرحيم
اليوم اقدم لكم قصة قصيرة من ابداعات الكاتب الكبير " ميخائيل نعيمة "
اعجبتني ولذلك سوف اودعها لكم هنا على حلقات لتستمتعوا بها وعن الاطالة عليكم فأرجوا ان تنال اعجابكم .
الحلقة الاولى
.
.
شهيدة الشهيد
وأخيراً قرّ رأي خيرزان على الفرار فالانتحار , من بعد أن ضاق صدرها بجور أمها . فهي لا تكاد تذكر في ما تذكر من سنواتها الأربع عشرة أن مرّبها يوم لم ينلها فيه بعض الشتم وبعض اللطم من أمهّا . وكذلك أخوها نعمان , وكان أصغر منها بسنتين . فقد كانت الأم امرأة عنيفة المزاج , قاسية القلب , لاذعة اللسان . وكانت لا تطيق لولديها أن يلهوا بأي نوع من اللعب , أو أن يجلسا ولو لبعض دقائق , بدون عمل يعملانه . فلا تنفكّ تحثّهما على الشغل , وتقر عهما على البطالة , وتردّد على مسامعهما مثل هذه الآيات : " اليد العاطلة , ملعقة الشيطان ومقرعة النحس , واليد العاطلة مطرقة الله ومفتاح السعد . قال الله : انهض فأنهض معك . وما قال : اقعد فأقعد معك . وكيف نقعد وأبوكما – عمّق الله قبره – لم يترك لنا من عدّة العيش غير هذا الكوخ وغير بقرة في آخر عمرها ؟ أنبقى كما نحن إلى الأبد ؟ لا بل نجدّ ونجتهد فنصبح أغنياء , ويخدمنا الغير بدلاً من أن نخذم الغير . التعب وسخ يغسله قليل من النوم . ومن تعب في أوّل حياته ارتاح في آخرها . الدقيقة فرصة للكسب ...فإن فاتت بدون كسب كانت خسارة , والقروش جيوش تحمي صاحبها من الخلف ومن الأمام , وعن اليمين وعن اليسار , واليد التى تربح القرش خير من التي تنفقه . وأن يذل الإنسان نفسه في سبيل كسب القرش لأشرف من أن يذلها في سبيل استدانته ..."
المفضلات