مشكور اخوي محمد ع الموضوع
جعله الله في ميزان حسناتك ان شالله
بسم الله الرحمن الرحيم
مقومات شخصية النبي الأكرم(ص)
قال تعالى:
{لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (128) سورة التوبة.
التفسير
(لقد جاءكم رسول من أنفسكم) أي منكم : محمد صلى الله عليه وسلم (عزيز) شديد (عليه ما عنتم) أي عنتكم أي مشقتكم ولقاؤكم المكروه (حريص عليكم) أن تهتدوا (بالمؤمنين رؤوف) شديد الرحمة (رحيم) يريد لهم الخير.
مقدمة البحث
لكل نبي من الأنبياء مجموعة من المقومات التي على أساسها تقومت شخصيته فكان لها ذلك النفوذ في نفوس أهل عصره بحيث استطاع أن يخرج الناس من دائرة الانحراف عن دين الله عز وجل إلى دائرة الإيمان به وهذه ليست بالوظيفة الهينة والدليل على ذلك قول الله تعالى على لسان موسى :
{قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي} (25) {وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي} (26) {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي} (27 {يَفْقَهُوا قَوْلِي} (28) {وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي} (29) {هَارُونَ أَخِي} (30) {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} (31) {وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} (32) {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا} (33) {إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا} (35) سورة طـه.
وذلك عندما أمره الله عز وجل بالذهاب إلى فرعون فقال له:
{اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} (24) سورة طـه، فمسألة شرح الصدر من أعظم المقومات التي تميزّ بها الأنبياء، فهنا لماّ نأتي لشخصية مثل شخصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونريد أن نتعرف على أهم معالم شخصيته فيا ترى ماذا عسانا أن نقول في رجل قال عنه المولى عز وجل: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (4) سورة القلم.
في الواقع من المقومات الأساسية التي ابتنت عليها شخصية النبي الأكرم (ص) هما مقومين أساسين:
الأول: الصدق
الثاني: الأمانة
فقد عرف النبي (ص) قبل ابتعاثه بالنبوة بأنه الصادق الأمين وقصته مع قريش في وضع الحجر الأسعد في موضعه من أوضح الدلائل على ما نقول:
ذكر المؤرخون أنه لما هدمت قريش الكعبة بسبب سلجائها وبنتها من جديد وعندما أرادوا إعادة الحجر الأسود إلى مكانه اختلفت القبائل قبائل قريش كل قبيلة تقول أنا أحق بوضع الحجر في مكانه وكادوا يتقاتلون بعد بناء الكعبة وقبل وضع الحجر الأسود في مكانه ثم اتفقوا على أن يحكموا أول داخل من هذا الباب ليكون الحكم بينهم ليقضي على هذه الفتنة وكان أول داخل هو حبيب الله ورسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم ففرحت كل قبائل قريش فرحاً عظيماً عندما رأوا النبي هو الذي سيحكم بينهم وقالوا هذا الصادق الأمين يعني صار هذا لقب يدور على كل ألسنة قبائل قريش في مكة ومن حولها أنه الصادق الأمين وجاء النبي عليه السلام ووضع ثوباً ووضع عليه الحجر ثم أمر كل قبيلة أن تأخذ بطرف من الثوب وأن تعيد الحجر إلى مكانه فتشترك كل القبائل في وضع الحجر في مكانه وينته النزاع بينهم من أول ما صار هذا الأمر يعني متداولاً في قريش ببركة هذا الرجل العظيم حبيب الله كلهم كانوا يحبونه ولما بعث كانوا كلهم يعتقدون أنه صادق وأول ولذلك ما أنزل عليه وأنذر عشرتك الأقربين خرج على جبل الصفا ونادى بأعلى صوته يا معشر قريش يا بني عبد شمس يا بني عبد مناف يا بني هاشم يا بني كذا يا بني كذا يدعو القبائل وكل قبيلة تقول هذا الصوت ما سمعناه يعني بهذا الحال من قبل هذا لا بد أن يكون أصاب مكة أمر عظيم فاجتمعت عليه القبائل وجعل الرجل إذا لم يستطع أن يذهب بنفسه أرسل رسولاً ليشهد الخبر فلما اجتمعوا قال لهم أرأيتكم لو أخبرتكم أنه وراء مكة جيشاً يريد أن يغير عليكم أكنتم مصدقي قالوا :
ما جربنا عليك كذباً قط أنت الصادق الأمين إلا أبا لهب قال لما قال لهم إني رسول الله لكم بين يدي عذاب شديد قالت كل قريش صدق في قلبها لا بألسنتها إلا أبا لهب أظهر العداوة وله قصة معه معروفة.
وهنا نتحدث عن صفة الصدق وهي من أهم الصفات التي ينبغي على المؤمن أن يتصف بها قال تعالى: {لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا} (24) سورة الأحزاب.
مشكور اخوي محمد ع الموضوع
جعله الله في ميزان حسناتك ان شالله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
جزاك الله الف خير عزيزي ..
يعطيك الله العافيه ..
بنتظار المزيد .. والمفيد منكم ..
كل المودة
شبكة الناصرة الثقافية معاً نحوَ الأفضل
احتاج لك صدر ٍ حنون ،، أحس بك وين ما أكون ،، تضمني بعطف ودفا ،، وأشتاق لك وصل وجفا ،، ولاغابت الشمس ،، وملىء الكون السكون ،،أبي أنام في هالعيون
جزيره آمنه قلبي .. وكفيني سفن وشراع .. تصدق لو تبكيني .. تحولني لوطن أوجاع
السلام عليكم
يعطيك الله العافية اخي عالموضوع المفيد
وجعله الله في ميزان اعمالك الحسنة
ولا احرمك الله من كل حسنة تحتاجها في آخرتك
تحياتي لك بالتوفيق ..
بسمه تعالى
اخواني الأعزاء
قلبي حسيني
شبكة الناصرة
القلب المرح
اشكركم جميعا على مروركم على الموضوع وتعليقكم
والسلام
بسمه تعالى
ذكرنا لكم فيما سبق الحلقة الأولى من (مقومات شخصية النبي الأكرم (ص)
وهنا نذكر لكم (الحلقة الثانية) تكملة لما سبق:
حيث ذكرنا الحلقة الأولى أن من المقومات والركائز الاساسية لشخصية النبي (ص) الصدق والأمانة وقد تحدثنا عن الصفة الاولى وهي (الصدق) وفي هذه الحلقة ينصب الحديث قول الصفة الثانية وهي (الأمانة) فأقول:
الثانية: الأمانة
وهي من الصفات التي أمر الله أن نتحلى بها حيث قال:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} (58) سورة النساء.
فإن الأمين يثق فيه الناس، في أداء حقوقهم، ولا يخشون منه خيانة، بخلاف الخائن، فإنه لا يثق فيه أحد، والخيانة من صفات المنافقين، كما أن الأمانة من صفات المؤمنين، وما أروع القرآن الكريم عندما يتحدث عن الأمانة فقد وصف بها بعض أنبياءه ومن جملتهم نبي الله موسى (ع) في قصته المعروفة مع بنات نبي الله شعيب حيث سقى لهما أغنامهما فلما أن عادتا إلى البيت وأخبرتا والدهما شعيب (ع) قالت احدهن: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ } (26) سورة القصص، فقد اختارت هذه الخفرة المصونة من صفاته (ع) صفتين القوة والأمانة فقد جمع موسى (ع) بينهما، وهكذا نبي الرحمة محمد (ص) كان يجمع بين هاتين الصفتين بل صفاته لا يمكن أن يأتي عليها الإحصاء صلى الله عليك وعلى آلك يا رسول الله (ص).
ولو أردنا أن نستعرض النصوص الواردة في الأمانة لضاق بنا المقام ولكن يا حبذا أن نذكر بعضها:
ورد عن الإمام زين العابدين عليه السلام أنه قال: فوالذي بعث محمداً بالحق لو أن قاتل أبي الحسين ائتمنني على السيف الذي قتل به لأديته إليه.
نتحدث في هذا المقام عن قصة مفتاح الكعبة التي كانت سببا لنزول قول تعالى: إن الله يأمركم أن تأدوا الأمانات 000000الخ الآية:الأمانة ومفتاح الكعبة
أن الرسول صلى الله عليه واله وسلم لما دخل مكة فاتحاً وجد الأصنام طبعاً حول الكعبة وأخذ يهدمها ودخل الكعبة فوجد فيها أصنام ورسومات على الكعبة لأن الذي بنا الكعبة كان أحد المشاركين في البنيان نجار نصراني فرسم صليب ورسم عيسى ورسم مريم ورسم أشياء ورسم إبراهيم يستقسم بالأزلام والعياذ بالله فأخذ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يمسح الرسومات ويقول جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ثم ثقال لما صلى ركعتين وخرج الناس قال أتوني بالمفتاح مفتاح الكعبة ليسلمه لأحد القرشيين فقام العباس فقال يا رسول الله أعطنا المفتاح إضافة إلى الرفادة والسقاية أعطنا السدانة فقال صلى الله عليه وآله وسلم اليوم يوم وفاء وبر، أين عثمان ابن طلحة الذي كان عند المفتاح أساساً؟ فقام إليه عثمان فأعطاه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المفتاح وقال خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة لا ينزعها عنكم إلا ظالم ولم يزل مفتاح الكعبة عندهم حتى يومنا هذا إن الله يأمركم فنزلت الآية إن الله يأمركم أن تأدوا الأمانات إلى أهلها.
فهل رأيت أيها المؤن كيف كان النبي الأكرم (ص) يهتم بأمر الأمانة، ولكن مع الأسف هذه الأمة التي لم ترع الأمانة التي أودعها فيهم حيث قال في اللحظات الأخيرة من حياته: أوصيكم بأهل بيتي خيرا والمرء يحفظ في ولده.
فماذا كانت النتيجة، النتيجة هي كما قال أحد شعراء أهل البيت (ع):
فنسأل الله تعالى أن ينزل النقمة على كل من عادى النبي وأهل بيته وأن يرينا فيهم عجائب قدرته عز وجل هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.النبي أوصى بعترته والكتاب+++الكتاب اتمزق وحرقوا الباب
(انتهى)
فقم بعلم ولا تطلب به بدلافالناس موتى وأهل العلم أحياء
الثانية: الأمانة
وهي من الصفات التي أمر الله أن نتحلى بها حيث قال:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} (58) سورة النساء.
فإن الأمين يثق فيه الناس، في أداء حقوقهم، ولا يخشون منه خيانة، بخلاف الخائن، فإنه لا يثق فيه أحد، والخيانة من صفات المنافقين، كما أن الأمانة من صفات المؤمنين، وما أروع القرآن الكريم عندما يتحدث عن الأمانة فقد وصف بها بعض أنبياءه ومن جملتهم نبي الله موسى (ع) في قصته المعروفة مع بنات نبي الله شعيب حيث سقى لهما أغنامهما فلما أن عادتا إلى البيت وأخبرتا والدهما شعيب (ع) قالت احدهن: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ } (26) سورة القصص، فقد اختارت هذه الخفرة المصونة من صفاته (ع) صفتين القوة والأمانة فقد جمع موسى (ع) بينهما، وهكذا نبي الرحمة محمد (ص) كان يجمع بين هاتين الصفتين بل صفاته لا يمكن أن يأتي عليها الإحصاء صلى الله عليك وعلى آلك يا رسول الله (ص).
ولو أردنا أن نستعرض النصوص الواردة في الأمانة لضاق بنا المقام ولكن يا حبذا أن نذكر بعضها:
ورد عن الإمام زين العابدين عليه السلام أنه قال: فوالذي بعث محمداً بالحق لو أن قاتل أبي الحسين ائتمنني على السيف الذي قتل به لأديته إليه.
نتحدث في هذا المقام عن قصة مفتاح الكعبة التي كانت سببا لنزول قول تعالى: إن الله يأمركم أن تأدوا الأمانات 000000الخ الآية:الأمانة ومفتاح الكعبة
أن الرسول صلى الله عليه واله وسلم لما دخل مكة فاتحاً وجد الأصنام طبعاً حول الكعبة وأخذ يهدمها ودخل الكعبة فوجد فيها أصنام ورسومات على الكعبة لأن الذي بنا الكعبة كان أحد المشاركين في البنيان نجار نصراني فرسم صليب ورسم عيسى ورسم مريم ورسم أشياء ورسم إبراهيم يستقسم بالأزلام والعياذ بالله فأخذ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يمسح الرسومات ويقول جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ثم ثقال لما صلى ركعتين وخرج الناس قال أتوني بالمفتاح مفتاح الكعبة ليسلمه لأحد القرشيين فقام العباس فقال يا رسول الله أعطنا المفتاح إضافة إلى الرفادة والسقاية أعطنا السدانة فقال صلى الله عليه وآله وسلم اليوم يوم وفاء وبر، أين عثمان ابن طلحة الذي كان عند المفتاح أساساً؟ فقام إليه عثمان فأعطاه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المفتاح وقال خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة لا ينزعها عنكم إلا ظالم ولم يزل مفتاح الكعبة عندهم حتى يومنا هذا إن الله يأمركم فنزلت الآية إن الله يأمركم أن تأدوا الأمانات إلى أهلها.
فهل رأيت أيها المؤن كيف كان النبي الأكرم (ص) يهتم بأمر الأمانة، ولكن مع الأسف هذه الأمة التي لم ترع الأمانة التي أودعها فيهم حيث قال في اللحظات الأخيرة من حياته: أوصيكم بأهل بيتي خيرا والمرء يحفظ في ولده.
فماذا كانت النتيجة، النتيجة هي كما قال أحد شعراء أهل البيت (ع):
فنسأل الله تعالى أن ينزل النقمة على كل من عادى النبي وأهل بيته وأن يرينا فيهم عجائب قدرته عز وجل هذا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.النبي أوصى بعترته والكتاب+++الكتاب اتمزق وحرقوا الباب
(انتهى)
فقم بعلم ولا تطلب به بدلافالناس موتى وأهل العلم أحياء
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله الخير على هذا الموضوع القيم ياعزيزي
وندعوا لك بالخير والعافية ان شاء الله
مشكورين على مروركم على الموضوع
ونأسف لتكرار الموضوع بسبب خلل فني في أثناء وضع الموضوع ونرجوا من المشرف الكريم أن يحذف أحدهما وله جزيل الشكر
والسلام
فقم بعلم ولا تطلب به بدلافالناس موتى وأهل العلم أحياء
((بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ))
الأخ الفاضل العزيز " محمد الطيب "
ألف تحية وسلاما على شخصكم الكريم
موضوع رائع مولانا تطرقتم فيه لجانب من جوانب شخصية النبي الكريم وهو جانب الصدق وطرحتم الموضوع بأسلوب جميل ورائع جعله الله في ميزان أعمالكم وننتظر منكم المزيد حول بقية المعصومين الطاهرين
وعذرا على تأخر مشاركتي
واسمح لي بإضافة ميزة حسن الخلق أيضا
قال الله تعالى:
((وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ))
اتفق المفسرون بشتى طوائفهم على أن هذه الآية نزلت على الرسول الكريم تمدحه على خلقه وآدابه مع كل الخلق :
في هذه الآية نرى أن الله سبحانه وتعالى خاطب رسول الله بقوله { وَإِنَّكَ }أي بمعنى إن خلق رسول الله هو اكتسابي لهذا خصه الله هو لوحده ولم يخص معه أحدا من البشر في الآية وكلمة { خُلُقٍ} هي الكلمة النفسانية التي تصدر عنها الأفعال لهذا نجد أن الرسول الكريم امتدح نفسه أكثر من مرة وفي الرواية الواردة عنه { إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ولو تأملنا في القرآن الكريم لوجدنا أن الرسول محمد هو الوحيد من بين كل الرسول والأنبياء الذي جمع كل العلوم وجمع كل الصفات وجمع كل الثناء من قبل الساحة القدسية وهو إنما مدح لأنه تخلق بأخلاق القران الكريم وتأدب بآدابه فما أحسنه وأحلاه أن يكون خلق الرسول محمد عظيما عند الله ولا عظيم فيمن سواه تعالى ألا وهو صغير بجنب الله ما احراه (ص) أن يستعظمه به إلى ما أراد بقوله له { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }إذا فخلق الرسول هو منتهى ما أراد الله سبحانه وتعالى ولو كان هناك كلمة أجلى وارفع من هذه لقالها الله سبحانه وتعالى في حق الرسول وهو معنى الرحمة الإلهية والآية انك بمعنى أنت ولا سواك وهي تعلوه على كل الخلق في هذه الصفة علوا مؤكدا فلقد كان رسول الله قلبه والقرآن كالمزيج الواحد حيث تتجلى كل صفات الخير والصلاح والصبر والتقوى من القران إلى قلبه ومن قلبه إلى كل البشر فهو القائل عن نفسه أنا القرآن والسبع المثاني وروح الروح لا روح الأواني فكيف لا يكون عظيما وقد تجلى القرآن في قلبه وتتردد هذه الشهادة الإلهية والوسام في الملا الأعلى بين النبيين والملائكة في كلمة لا يعرف مداها ولا صداها إلا قائلها وهو الله سبحانه وتعالى ثم نجد الرسول هو المخلوق الوحيد القادر على تحمل هذه الصفة والوسام الإلهي إنما الرسالة المحمدية قامت على هذه الصفة والميزة وهي الأخلاق وليست هذه مبالغة لأنه طالما كانت الأخلاق تشمل الفضائل العقائدية والفضائل السلوكية ولطالما اختصت لغة الأخلاق بزاوية خاصة وهي السجايا الفاضلة المدركة بالبصيرة ومن ثم الظاهرة بالبصر فالأخلاق معنى عام وآخر خاص والأول هو المني من غاية البعثة المحمدية تكميلا والثاني هو المعنى الخاص وهكذا كان الرسول الذي تتحرك أخلاقه في عمق رسالته وتنطلق إنسانيته في ساحة مسؤوليته وتلتقي بكل الآفاق الروحية في أبعاد حركته وبهذا كان التجسيد الحي لكل أخلاقية الرسالة حتى تحول إلى قران يتحرك بين الناس ليقدم الفكرة بالكلمة الطيبة ويعمق الكلمة بالقدوة فكانت كلماته رسالة وكانت أفعاله شريعة وكان خلقه الرسالي الروحي في خشوعه لربه في كل ابتهال في سبحات الصلاة والدعاء من ابتهال وجدانه وأما ما وصفه به الخالق سبحانه وتعالى بخاتم النبيين فمعناه أن محمدا بلغ من صفات الكمال ما لم يصل إليه إنسان بل وحتى يوازيه فيها بشر أو مخلوق وكما في الرواية الواردة عن أهل بين العصمة
" أن الله خلق الخلق أصنافا وجعل من كل صنف أخيارا ومن الأخيار الصفوة وهم الأنبياء ومن الأنبياء الخلاصة وهم أولو العزم ومن الخلاصة خلاصتهم وهو محمد الذي لا يتكاثر ولا يقاوم " وفي الختام نسأل الله أن يمن علينا ببعض صفات الرسول العظيمة لكي تضيء لنا طريق حياتنا والحمد لله رب العالمين .
ولي عوده في البقية إن شاء الله
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات