ضوء شاحب
كي أشعل قنديل النسيان في طريقي
أحتاجُ عيناً تلمسُ الضوء
بشرطَ أن تستطيع تحديد خامة القمر ..
كي أتعوّد على مناخ الحاضر
أحتاجُ رئةً مستعّدة لاستنشاق الطقس بالكامل
بشرط أن تتسعَ صدراً يشبهُ السماء ..
*
/
مازلتُ أقفُ في ظهيرة الموضوع
بلا حديث .. نصْبَ عيون الذكريات
يصقلني شعاع الأفكار اللجي
أعصرُ ذهن السنين
تمرُّ اللحظةَ في سأم داكن
يشتدُّ عطشَ جنوني
أنتعلُ زجاجاً مكسورْ
شاحب الوميض
أتعثرُ في خطواتي كالعادة
يدهشني تفسيرَ الوجوه
يتعسرُ فهم الطعنات
أزاولُ الوجوم في لحظات الغفلة
أغوصُ في انهيارِ المعاني
أحقدُ على الطين الثقيل
وأصعدُ رملٍ ضائع
أهربُ كرصاص العدو
ولكن هروبي عقيم ..!
أنحدرُ كانسياب الطين
أفتشُ عن اسمي المنفي
من أعماقي ومن جسدي
أدخلُ في غيبوبة السؤال
أستلقي على سرير المجهول ..!
وثمة استفهام يسحقُ وجهي
تحتَ حذاء الخجل
أنا خطيئةُ قابيل في تاريخ الموت
أنا مثلُ شاعرٍ أسمعُ صدى آدم
يقضمُ تفاحة السيئة في عروقي
يغتالني الصمت
ولكنْ أفضلُ الكلام كثيراً
ليعبر الوقتُ بسلامْ
أفضلَ الوحدةَ كثيراً
أدخنُ السجائر
أحتسي القهوةَ مُرّه
أخاصمُ السكر
ألعنُ نكهة الجرح
أصارعُ في ذاكرتي الهم العالق
أهيمُ في أوراقٍ بالية
أتفاءل بجهد
ولا تفاؤل يُفتق في صميم الوجع
أنتخبُ الفراغَ لإراقة الدمعة ..
لحظةُ هذيان قادمةٌ من الماضي
تكفي لجفاف ملامحي
تكفي لافتراس حضوري
لحظةُ من زمنِ الماضي المنصوب بالفتحة
تفتحُ حاضري للمشكلات
تسلبني إلى اللا مكان
لحظةٌ من الزمن الماضي المنصوب
بالفتحة التي منعَ من ظهورها الصمت
تغلقُ شهيتي عن الأكل ..!
يااه
أتوقَ إلى عناقٍ دافئ يحيلني وردةً عبقة
أشتتُ بها لعبة الزيف
أرغبُ في الاستحمام في حبٍ ساخن
أنزعُ ذاكرتي
وأبقى عاريَ الأوهام ..
فقط .. لمجرّد رجل يمشي تحتَ قبعته
يخشعُ اهتمامي
أنسى أنهُ لديَّ ثقة
أسقطُ في هوّةِ العتمة
أحاولُ الصمود
أخضعُ للمكتوب
أمارسُ جاهداً تقبيل خدّ الماء
وأفتحُ مجراً للنور
تضحكُ لي الشمس عندّ الشبابيك
أنتظرُ قدوم الهواء من الجهات
لأستجمع طاقتي وأتنفّسَ بكاملِ رئتي
يوماً حديث بغيرِ انكسار
أعملُ للطرح ألف حساب
أرفعُ شعارات النسيان
لا للدمعةِ المالحة ..
لا لنزيف الجروح ..
لا لفضائح الشريان ..
لا للحزن الأسود ..
لا .. ولن يبقى صخبُ الأيام يستوطنُ أنفاسي ..!
بكاء القلم
4 / 6 / 2009 م
المفضلات