بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة وعبرة ...
((وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ))والذي يريد أن يصل إلى الله في سيره وسلوكه عليه أن يكون يقظاً لهذا القاطع للطريق والحائل دون الوصول إليه سبحانه و تعالى ...
ولأهل بيت النبوة- أطباء النفوس- وصايا في معالجة هذا المرض الخطير,
سوف نتعرف عليها من خلال قصة أحد الشباب المتروضين السالكين الذي يقول:
( كان لي صديق يفوقني فضلاً وقابلية وذاكرة وهنداماً وأخلاقاً وثروة وخلاصة يفوقني في كل شيء.. وكنت أرافقه في كل محفل ومجلس, ومن الطبيعي أنه كان يشد إليه الأنظار وهذا ما يضطرني إلى احترامه, ثم اكتشفت شيئاً فشيئاً مشاعر الحسد في نفسي تجاهه.
لهذا بدأت أقلل ثنائي له ومدحي إياه, بل لو أن أحداً مدحه أمامي فإني أشعر بعدم الارتياح وهكذا كنت مدة من الزمن.
تدريجياً بدأ الحب الذي كان في قلبي تجاهه يستحيل إلى عداء وبدأت لا أطيق رؤيته سعيداً فارغ البال بل وأصبحت لا أطيق رؤيته على الإطلاق!
وهنا انتبهت إلى أنني مريض روحياً وأنني أصبت بمرض يصعب علاجه هو مرض الحسد.
وحزمت حقيبة السفر فوراً وكان عليّ أن أطوي المسافات الطويلة إلى حيث يقطن أستاذي.
وعندما وصلت هناك عرضت عليه علتي فقال لي: حسناً فعلت لأنك بادرت إلى العلاج .. يتوجب عليك أن تمكث هنا ثلاثة أيام حتى أهيئ لك وصفة العلاج.. فعلاجك يكمن في روايات عن أهل البيت في هذا المرض الخطير سأجمعها لك.
وها أنا سأروي لك ما حدثني به أستاذي فقد ينفعك في حياتك الروحية.
ولا أنسى أن أذكر لك أنه حثني على الإكثار من قراءة سورة (الفلق) خاصة عندما أتقابل وجهاً لوجه مع صديقي المحسود, وأن أبادر إلى تأييد مدح المادحين له وأن أشيد به باستمرار وأن أتنزل له وأتواضع في حضرته..
وفي تلك الأيام الثلاثة جمع لي باقة من أحاديث أهل البيت من كتاب بحار الأنوار أذكر لك بعضها:
1- قال الإمام الباقر عليه السلام: ( وإن الحسد ليأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب).[11]
2- قال الإمام الصادق عليه السلام( آفة الدين الحسد والعجب والفخر).[12]
3- قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ( قال الله عز وجل لموسى ابن عمران: يا بن عمران لا تحسدن الناس على ما آتيتهم من فضلي ولا تمدن عينيك إلى ذلك ولا تتبعه نفسك فإن الحاسد ساخط لنعمي صاد لقسمي الذي قسمت بين عبادي ومن يكن كذلك فلست منه وليس مني).[13]
4- قال لقمان الحكيم لابنه: (للحاسد ثلاث علامات يغتاب إذا غاب ويتملق إذا شهد ويشمت بالمصيبة).[14]
5- عن الإمام الصادق عليه السلام( لا راحة لحسود).[15]
6- وعنه أيضاً (ولا لحسود لذة).[16]
7- وعن الإمام علي عليه السلام: ( صحة الجسد من قلة الحسد).[17]
8- وعنه أيضاً( ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم الحاسد, نفس دائم وقلب هائم وحزن لازم).[18]
9- وعنه عليه السلام(يكفيك من الحاسد أنه يغتم في وقت سرورك).[19]
10- وقال لقمـان الحــكيم لابنه: (إيــاك والحســد فإنه يتبــين فيــك ولا يتــــبين فيمن تحسده).[20]
ومضت الأيام الثلاثة وشعرت إنني استأصلت المرض من جذوره فقد هزتني أحاديث أهل البيت وأضاءت روحي المعذبة فعدت إلى موطني معافى)[21] .
أسأل الله لي ولكم ألاَّ يكون هذا المرض فينا و إذا أصبنا به بادرنا سريعاً إلى معالجته لتخص منه واضعين حداً لعدم استفحاله في النفس، وهذا دليل وعينا بأنفسنا والخوف عليها من دنس الرذائل التي تؤدي إلى هاوية جهنم و العياذ بالله منها.
منقول للفائدة ..[
المفضلات