القابض على دينه كالقابض على الجمر .. مقولة لطالما سمعناها وترددت على أسماعنا وربما أنا واحد من كثيرين من يقبضون على الدين ومع ذلك أجد حرجاً كبيراً في التقيد ببعض قوانينه وأحكامه لا لعيب في الدين فالدين يسر ولا يكلف على النفس إلا وسعها وكل من يقول خلاف ذلك فهو يغالط نفسه وأعود لأقول إن العيب فينا نحن إذ إننا لا نلتزم بما ألزمناه على أنفسنا وهناك خلل نفسي في طريقة وأسلوب التصاقنا بالدين ومازالت هناك فجوة كبيرة تبعدنا عن الانسجام مع الدين والالتفاف به ، ولا أظنني مخطئ لو قلت إن هناك هشاشة دينية في عقولنا وهناك أيضاً تباعد جوهري بيننا وبين الدين الإسلامي فنحن نطالب الدين الإسلامي بما يحقق مصالحنا الشخصية ونبحث دائماً عن الدين الموديرن والعصري من نوع السهل الممتنع ، وهذا لا يتأتى لنا إن كنا فقط ننظر إلى الدين على أنه الدين الذي يتهاون مع المخطئ ويتوافق مع المتهاونين فالدين على رغم بساطته وسهولته يظل هو الآمر الناهي والحاكم على سلوكياتنا ويضرب كل متهاون بيد من حديد بداع الردع والتأديب والهداية والإصلاح وفي ذلك حتماً سعادتنا وعسى أن نكره شيئاً وهو خير لنا ...؟؟
أما أن نلصق أخطاء البعض على الكثيرين من أبناء الدين والمتدينين ونحكم على هؤلاء على طريقة الشمولية والعمومية فهذا مالا يصح ، كما أنه وعلينا أن نفصل بين هذا وذاك وأن لا نخلط في المفاهيم فإذا ما فعلنا ذلك فمعنى ذلك إننا نرتكب جرم كبير في حق المعتدلين وهو ظلم لا يقبله الله عزوجل ولذا علينا التحري دائماً وأن لا نطلق الأحكام جزافاً وأن لا نوزعها على زيد وعبيد دون أن نتحقق ونتثبت .. والدين بريء من ذلك كما أن هناك بعض العلماء من هم براء مما يفعله القلة القليلة المحسوبة على الدين والتي تتكلم بإسم العلماء وتتصرف بإسم المتدينين بينما هم بمعزل عن الدين وهم يحملون جرم أنفسهم على رقبتهم فما يزال يا إخوان ديننا والمتدينين بألف خير وعافية وعلينا أن نتعاون مع المتدينين وأن نتقارب معهم وأن نعذرهم وأن نتجاوز عن بعض هفواتهم وأن نتعامل مع المخطئ فيهم بالخشونة فهم بشر كأي بشر آخر في حين إن مسؤوليتهم حساسة أكثر مني ومن أي شخص آخر غير أننا يجب أن نغير تلك النظرة اليهم فهم ليسوا أنبياء وأئمة معصومين إلاّ أنهم في كفة أخرى حتماً وعليهم أن يكونوا على حكمة ودراية بما يناط بهم أكثر من أي شخص آخر ومع ذلك فلا ينبغي أن ننظر إليهم تلك النظرة الملائكية وأن لا ننجرف وراء غضبنا فنقسوا عليهم ونغلظ القول عليهم فهم أحوج إلى النصح أيضاً والنقد والتوجيه إذا ما أخطئ أحدهم فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ..؟
علينا أن نتكاتف وأن نمحي عيوب من أسموا أنفسهم بالمتدينين وهم مجرد متدينين سقطوا في غي شهواتهم وفشلوا في القبض على الاحكام بشدة وما فشلهم بجريمة لا تستوجب العفو والرحمة فكل إنسان معرض للخطأ والزلل وعلينا أن نكون رحماء فيما بيننا وأن نحمل أخطاء بعضنا على محمل من اللين والتسامح فليس كل من أخطئ قد فقد فرصة التوبة الى الله والعودة إلى صواب المنهج الصحيح ..؟؟
تحياتي
يوم سعيد
المفضلات