ام البنين هي ام الوفاء - 5
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد واله الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين

ولكي نعرف السبب في طلب مير المؤمنين عليه السلام من عقيل في خطوبة ام البنين عليها الاسلام لابد ان نعرف مقدار يسيرا عن شخصية الشجاع البطل عقيل سلام الله عليه ز
ان عقيل كانت بطولته في فضح من زعموا انهم اعمدة الدين وتراسوا على الناس بالسيف والعصى وتغير الحقائق وكان علمه بالانساب مما يشهد به الصديق والعدوا كما ذكره السيد المقرم رحمه الله تعالى في كتابه عن حياة مسلم بن عقيل عليه السلام حيث قال عن :
قال الصفدي : لقد بَغّض عقيلا إلى الناس ذكره مثالب قريش ، وما أوتي من فضل وعلم بالنسب والسرعة في الجواب ، وكانت تبسط له طنفسة في مسجد رسول الله
يصلي عليها ، ويجتمع إليه الناس لمعرفة أنساب العرب وأياهم وأخبارهم فقال أعداؤه فيه ونسبوه الى الحمق
واختلقوا عليه أحاديث كان بعيدا عنها حتى وضعوا على لسان أمير المؤمنين ما ينقص من قدره ويحط من كرامته زعما منهم أن في ذلك تشويها لسمعة هذا البيت الطاهر بيت أبي طالب باخراج أهله عن مستوى الإنسانية فضلا عن الدين ، بعد ان أعوزتهم الوقيعة في سيد الأوصياء ـ عليه السلام ـ بشيء من تلك المفتريات
مع العلم ان عقيل كما كتب السيد المقرم رحمة الله عليه :
لقد كان عقيل بن أبي طالب أحد أغصان الشجرة الطيبة وممن رضي عنهم الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ فإن النظرة الصحيحة في التاريخ تفيدنا اعتناقه الإسلام أول الدعوة وكان هذا مجلبة للحب النبوي حيث اجتمعت فيه شرائط الولاء ، من رسوخ الإيمان في جوانحه ، وعمل الخيرات بجوارحه ، ولزوم الطاعة في أعماله ، واقتفاء الصدق في أقواله ، فقول النبي :
« إني أحب عقيلا حبين ، حبا له وحبا لحب أبي طالب له » إنما هو لأجل هاتيك المآثر وليس من المعقول كون حبه لغاية شهوية أو لشيء من عرض الدنيا.
إذا فحسب عقيل من العظمة هذه المكانة الشامخة وقد حدته قوة الإيمان إلى أن يَسلق أعداء
أخيه أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ بلسان حديد خلده عارا عليهم مدى الحقب والأعوام.انتهى
اذا عرفنا هذا وتاملنا حقيقة عداء هؤلاء اللئام وسببه للسيد الطيب عقيل عليه السلام فنعرف ان اصل ذلك من فضحهم؛ وباعتباره كان مميزا في معرفة النساء وهو تخصص نادر في علم الانساب فقد فضح نسائهم وامهاتهم واثبت العهر البيّن الفاضح في كثير من امهات من تسلطوا على رقاب المسلمين .
فامير المؤمنين عليه السلام بطلبه من عقيل ان يخطب له من النساء من هي اهل لان تكون لامير المؤمنين عليه السلام زوجة واهلا اثبت رسمية عقيل في هذا التخصص وبه ثبت قول عقيل في حق من كشف حقيقتها للناس وبقي على جباههم وسام العار الى يوم القيامة .