ام البنين هي ام الوفاء - 7
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد واله الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 45 - ص 39 - 41
أحمد بن سعيد ، عن يحيى بن الحسن ، عن بكر بن عبد الوهاب ، عن ابن أبي أويس عن أبيه ، عن
جعفر بن محمد عليه السلام قال :
عبأ الحسين بن علي أصحابه فأعطى رايته أخاه العباس ، حدثني أحمد بن عيسى ، عن حسين بن نصر ، عن أبيه ، عن عمرو ابن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام :
أن زيد بن رقاد وحكيم بن الطفيل الطائي قتلا العباس بن علي عليه السلام وكانت
أم البنين
أم هؤلاء الأربعة الاخوة القتلى تخرج إلى البقيع فتندب بنيها أشجى ندبة وأحرقها ، فيجتمع الناس إليها يسمعون منها ، فكان مروان يجيئ فيمن يجيئ لذلك ، فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي .
ذكر ذلك محمد بن علي بن حمزة ، عن النوفلي ، عن حماد بن عيسى الجهني ، عن معاوية بن عمار ، عن
جعفر بن محمد عليهما السلام قالوا :
وكان العباس السقاء قمر بني هاشم صاحب لواء الحسين عليه السلام وهو أكبر الاخوان ، مضى يطلب الماء فحملوا عليه وحمل عليهم وجعل يقول :
لا أرهب الموت إذا الموت رقا * حتى أواري في المصاليت لقي
نفسي لنفس المصطفى الطهر وقا * إني أنا العباس أغدو بالسقا
ولا أخاف الشر يوم الملتقى
ففرقهم فكمن له زيد بن ورقاء من وراء نخلة وعاونه حكيم بن الطفيل السنبسي فضربه على يمينه فأخذ السيف بشماله وحمل وهو يرتجز :
والله إن قطعتم يميني * إني أحامي أبدا عن ديني
وعن إمام صادق اليقين * نجل النبي الطاهر الأمين
فقاتل حتى ضعف ، فكمن له الحكم بن الطفيل الطائي من وراء نخلة فضربه على شماله فقال :
يا نفس لا تخشي من الكفار * وأبشري برحمة الجبار
مع النبي السيد المختار * قد قطعوا ببغيهم يساري
فأصلهم يا رب حر النار
فضربه ملعون بعمود من حديد فقتله ، فلما رآه الحسين عليه السلام صريعا على شاطئ الفرات بكى وأنشأ يقول :
تعديتم يا شر قوم ببغيكم * وخالفتم دين النبي محمد
أما كان خير الرسل أوصاكم بنا * أما نحن من نجل النبي المسدد
أما كانت الزهراء أمي دونكم * أما كان من خير البرية أحمد
لعنتم وأخزيتم بما قد جنيتم * فسوف تلاقوا حر نار توقد
أقول :
وفي بعض تأليفات أصحابنا أن العباس لما رأى وحدته
عليه السلام أتى أخاه وقال : يا أخي هل من رخصة ؟
فبكى الحسين عليه السلام بكاء شديدا ثم قال :
يا أخي أنت صاحب لوائي وإذا مضيت تفرق عسكري ! فقال العباس :
قد ضاق صدري وسئمت من الحياة وأريد أن أطلب ثأري من هؤلاء المنافقين .
فقال الحسين عليه السلام :
فاطلب لهؤلاء الأطفال قليلا من الماء ، فذهب العباس ووعظهم وحذرهم فلم ينفعهم فرجع إلى أخيه فأخبره فسمع الأطفال ينادون :
العطش العطش !
فركب فرسه وأخذ رمحه والقربة ، وقصد نحو الفرات فأحاط به أربعة آلاف ممن كانوا موكلين بالفرات ، ورموه بالنبال فكشفهم وقتل منهم على ما روي ثمانين رجلا حتى دخل الماء .
فلما أراد أن يشرب غرفة من الماء ، ذكر عطش الحسين وأهل بيته ، فرمى الماء وملا القربة وحملها على كتفه الأيمن ، وتوجه نحو الخيمة ، فقطعوا عليه الطريق وأحاطوا به من كل جانب ، فحاربهم حتى ضربه نوفل الأزرق على يده اليمنى فقطعها ، فحمل القربة على كتفه الأيسر فضربه نوفل فقطع يده اليسرى من الزند ، فحمل القربة بأسنانه فجاءه سهم فأصاب القربة وأريق ماؤها ثم جاءه سهم آخر فأصاب صدره ، فانقلب عن فرسه وصاح إلى أخيه الحسين :
أدركني ، فلما أتاه رآه صريعا فبكى وحمله إلى الخيمة . ثم قالوا :
ولما قتل العباس قال الحسين عليه السلام :
الآن انكسر ظهري وقلت حيلتي .
تاملات تدمي القلب
فيها بيان لمقام ام البنين عليها السلام
المفضلات