اعترف لي شاب في الثلاثينات ببخله الشديد على نفسه وعائلته واصدقائه ، لدرجة انه كان ينتظر الدعوات

العامة في الاعراس والمناسبات ليملآ بطنه ويأخذ صحنا للعائلة ان حصل ، فذكرني باعترافه بنوادر البخلاء

في التاريخ .

قلت له : لايكون الجواد جوادا الا بثلاثه : يكون سخيا بماله على حال اليسر والعسر وأن يبذله للمستحق
ويرى أن الذي أخذه من شكر الذي اسدى اليه اكثر مما اعطاه .

صاحبنا لايذوق اللحم مع اهله الا مرة في الاسبوع ليس زهدا في الحياة الدنيا بلا بخلا , وضع ما جمعه

من مال في تجارة الاسهم الرائجه هذه الايام ، فخسر وضاعت امواله وهو يتعالج الان في مصحة نفسية .

قلت له شعرا لمولانا الحسين ( ع ) :

اذا جادت الدنيا عليك فجد بها على الناس طرا قبل ان تتفلت

فلا الجود يفنيها اذا هي اقبلت ولا البخل يبقيها اذا ما تولت

قال لي ماحفيقة الجود ؟

الجود من غير خوف ولارجاء مكا فاءة كما قال يعسوب الدين امام المتقين امير المؤمنين ( عليه السلام )

ثم قلت له : هذه ذكرى مولد امامنا الجواد ( ع ) قد اقبلت زاهية فأعزمنا في بيتكم لتتعلم من جوده

وكرمه وسخائه

فالجود عز موجود

من جاد ساد

جود الفقير يجله وبخل الغنى يذله .



منقوووول