الحلقة الرابعة :

بدأت الصحف تجري المقابلات معي وتكتب المقالات عني. أتذكر إحدى تلك المقالات لأن العنوان كان يلخص كل ما كان يحدث لي. كان العنوان يقول "صغير لدرجة تسمح له أن يشاهد القصص الخرافية ويحصل على وقوف تحية من الجمهور".
في الواقع، حدث كل شيء بسرعة فائقة. كل الشباب من "لوس سيبو ليتاس" ربحوا البطولة مع الفريق التاسع. وبعد ذلك ذهبت إلى الثامن وعندما كنا متقدمين بفارق عشر نقاط وضعوني في السابع. لعبت مباراتين لهم ونقلوني إلى الفريق الخامس. وبعد أربع مباريات نقلوني إلى الثالث، حيث لعبت مباراتي الأولى ضد "لوس آندس" وسجلت هدفاً ونحن نلعب على أرض الخصم. وبعد مباراتين أخريتين تم نقلي إلى الفريق الأول. حدث كل شيء خلال عامين ونصف.
كنت قد بدأت أتدرب مع الفريق الأول في نادي "كومنيكا سويني" الرياضي. وفي فترة التدريب العادية يوم الثلاثاء جاء المدرب، خوان كارلوس مونتيس، الذي قال لي "اسمع، ستكون غداً على مقاعد الفريق الأول، هل هذا مفهوم؟" ولم أجد الكلمات التي أرد بها من الفرحة ولذلك قلت فقط "ماذا؟ أنت ماذا؟".
وهكذا قالها مرة أخرى. "أجل، ستكون في احتياطي الفريق وعليك أن تتأكد من استعدادك لذلك لأنك سوف تلعب".
أخبرت "لاتوتا" بذلك وطبعاً خلال ثانيتين فقط كانت بلدة "فيلا فيوريتو" كاملة تعرف ذلك.
في إحدى المرات أثناء التدريب يبدو أنني أبليت فعلاً بشكل جيد لأن "إل فلاكو" جاء خصيصاً ليتحدث إلىّ. كانت كل كلمة قالها "إل فلاكو" تسبب صمتاً عميقاً في داخلي... لأن "إل فلاكو" كان... حسناً كان بالنسبة لي شيئاً مقدساً! وهاهو ذا يقف أمامي يتحدث إلىّ فقط ويقول لي إنني سألعب في المباراة الودية ضد فريق "المجر". كنت سألعب لأول مرة في منتخب بلادي! بدأت المباراة ومباشرة حصلنا على ضربة جزاء. "حسناً، سنحطمهم. تمالك نفسك يا دييجو".
كانت قد مضت عشرون دقيقة من الشوط الثاني عندما دعاني "إل فلاكو": "مارادونا! مارادونا" لأشترك في المباراة.
حصلت على الكرة مباشرة. مررها "جاتي" إلى "جاليجو" ومررها "إل تولو" مباشرة إليّ. فعل ذلك عمداً وأذكر أنني فكرت حينها كم كان ذلك معبراً عن روح الفريق. أعطاني الكرة في ذلك الوقت المبكر لكي تتعود قدماي على الكرة. وعندما مررت الكرة بين اثنين من اللاعبين المجريين لأعطيها لـ "هاوسمان" الذي كان وحده. وهكذا تعودت على الكرة، حقيقة بسرعة.
انطلقت الصافرة وحضر "جاليجو" إلي مباشرة وعانقني قائلاً "هذا ما أريد أن أراك تفعله في بكل مباراة يا دييجو! تلك هي الطريقة".
ذهبت إلى المنزل مع والدي و"جورج سيترزبيلر"، وتناولنا العشاء وتفرجنا على المباراة في التلفاز. شاهدت لاعباً مجرياً يركلني وأنا لست مستحوذاً على الكرة، ولكن التلفاز لا يؤلم كثيراً، أليس كذلك؟