((بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ))
الأخت الفاضلة " نور الشمس "
تحية طيبة لكم على هذا الجهد المبذول وجعله الله في ميزان أعمالكم إن شاء الله
وجميل أن يكتب الإنسان في الدين والعقائد ولكن لابد من التوجه لشيء مهم طالما حث عليه العلماء وهو مسألة الأحاديث الصحيح منها من غير الصحيح فلهذا نجد أن العلماء أكدوا على علم الرجال وعلم الدراية والرواية من هنا أقول أن الكثير من الروايات الواردة في بعض الكتب هي إما أن تكون محذوفة أو مغيرة أو مزيدة أو منقصة أو كما يعبر عنها علماء الدراية والرواية إسرائيلية إلا القليل منها وهذه الحال منذ عهد الرسول الكريم ( ص) كان يحث دائما بقوله ما جاء عنا فخذوه وما جاء عن غيرنا فذروه ثم استمرت هذه الحال في عهد الأئمة إلى أن جاء عهد الشيخ المجلسي اعلي الله مقامه الشريف وهو صاحب كتاب بحار الأنوار كان يدرس في بغداد ثم حدث مشكلة بين الشيعة والسنة فجاء بعض المتعصبين فطردوا الشيخ من بيته واخذوا مكتبته واحرقوها ورموها في نهر الفرات فلما خرج الشيخ من بغداد وتوجه إلى النجف وحاول انو يتذكر الروايات التي كانت تمر عليه أثناء تدريسه ثم عزم على كتابتها فجمع كل ما يتذكر من الروايات الصحيحة وغير الصحيحة ((بمعنى الضعيفة سندا أو متنا )) فسمى الكتاب بحار الأنوار ثم جاء من بعده الشيخ القمي صاحب كتاب مفاتيح الجنان وبحث عن الروايات الصحيحة من غيرها فألف كتاب سماه سفينة البحار اختصر فيه كتاب بحار الأنوار من(( 110 )) أجزاء إلى(( 8 )) أجزاء وأيضا يقوم الآن الكثير من العلماء ببحث الروايات التي ترد في الكتب الأربعة وغيرها من كتب الحديث والروايات لأنه هناك بعض الروايات تضرب في العقيدة
وعلى كل حال فالتسمح لي الأخت الفاضلة على تطفلي في الموضوع ولكني ارتأيت أن أوضح الموضوع حتى لا يقع القارئ في الخطأ العقائدي حول بعض المعلومات :

ففي السؤال السادس: ما هي الثلاث كذبات التي كذبها النبي إبراهيم على نبينا واله وعليه أفضل الصلاة والسلام ؟؟؟
فالجواب : أولا أن الكذب كان ممقوتا حتى في الأديان السابقة والكل يعرف أنه ليس عندنا نبي أو وصي نبي يبلغ رسالته للناس بالكذب على هذا بماذا يبلغ وينصح وفاقد الشيء لا يعطيه كما يقال وأيضا في الروايات أن الله سبحانه وتعالى أعطى ميزة لكل الأنبياء وهي أنهم كلهم من شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ففي بعض الروايات أن النبي لا يخالف الأولى فضلا عن انه يكذب وهذا الكلام لا يقول به حتى غير الشيعة وتعريف ذلك في اللغة العربية يقال أولا انه قيده بقوله إن كانوا ينطقون وقوله فاسألوهم اعتراض بين كلامين والمعنى الثاني انه خرجه مخرج الخبر وليس بخبر وإنما هو إلزام دل على تلك الحال فالإلزام تارة يأتي بالفظ السؤال وتارة بلفظ الأمر كقوله تعالى (( فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ )) وتارة بلفظ الخبر والمعنى فيه انه من اعتقد كذا لازمه كذا وعلى كل حال في الرواية لا يجوز على الأنبياء الكذب لأنه من القبائح ولا يجوز التعميم في الأخبار ولا يجوز التقية في الأخبار .
وأما قوله إني سقيم أي بمعنى سأسقم والدليل على ذلك قوله تعالى ((فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ,فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ))لأنه لما نظر إلى بعض النجوم والكواكب علم انه وقت نوبة حمى كانت تأتيه .
الجواب:ه في سارة إنها أختي فإنه أراد في الدين والدليل على ذلك قول الله تعالى ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ))والدليل على النبي إبراهيم ما كان كاذبا هي الآيات السابقة حيث قال لهم ((وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ))
ثم لما سألوا عن ذلك قال ((قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ)) كما عبر القرآن عن لسانهم أنهم سمعوه يذكر أصنامهم ((قَالُوا سَمِعْنَا فَتىً يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ))فأين القول الذي يقول أن النبي قد كذب وهم بنفسهم يقولون ((سمعنا )) وأخر دليل على أنه لم يكذب عليهم لما سألوه وأجابهم ثم تذكروا أنهم سمعوه عرفوا خطئهم فقال القرآن عنهم ((فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ)) ومحصل الكلام أنه لو اعتقدنا بكذب النبي إذا رفعنا عنه التقوى وعليه نرفع عنه العصمة ومحصله أن النبي ليس معصوما في ما بلغه لنا إذا قد يكون بعض ما وصلنا من النبي هو إما كذبا وإما على وفق الهوى الشخصي ومعنى هذا كذب الأنبياء والرسل والرسالة السماوية ؟.


وأما بالنسبة للسؤال السابع : من هو النبي الذي قال لأعاشر في هذه الليلة ......... إلى آخره ؟؟
الجواب على ذلك : من خلال هذا الكلام يفهم من ذلك أن النبي سليمان لم يتوكل على الله في بعض أموره وهذا خلاف كونه نبي مرسل ومعصوم وأيضا كلنا نعلم أن الأعمال بالنيات فلعله لم يقل توكلت على الله ولكنه في قرار نفسه متوكلا على الله بمعنى هل التوكل على الله لا بد أن يكون لفظيا أم يكفي فيه النية القلبية هذا من جانب وأما من الجانب الآخر ما هي الغاية والفائدة التي من خلالها يأتي نبي من الأنبياء ويعلن بين الناس أني سوف أجامع كذا من النساء فالنبي الذي لا يستر على نفسه وعلى خصوصياته كيف يكون نبي مرسل وأيضا الرواية غير صحيحة أن النبي قد تزوج بهذا العدد من النساء .

وأما بالنسبة للسؤال الثاني : بماذا قتل قابيل أخاه هابيل ؟؟
الجواب : أن الروايات المعول عليها والمعمول بها عندنا هي رواية أنه قد قتله بحجر .


وأما بالنسبة للسؤال الثالث: ما هي خطيئة النبي نوح ؟؟؟
الجواب : أن هذا الكلام ليس بصحيح فنحن لا نقبل على عالم أو شخص في قمة الكمال و العروج أن يكون كذلك فكيف بنا أن نقبل على نبي من الأنبياء فهل النبي خلق لكي يترفع على خلق الله لكونه نبي لا بالعكس الله سبحانه وتعالى لم يختره نبي إلا لأنه أفضل الخلق في زمانه فكيف يكون نبي وهو يعلم أن الله هو الذي خلق الخلق ويأتي ويسخر على خلق الله .

وعلى كل حال أنا أرجوا من الأخت الفاضلة الكريمة أن لا تزعل مني على هذا التدخل ولكن السبب أن هناك الكثير من الكتب التي هدفها هو ضرب العقيدة بتشكيك الناس في عظمائهم ومقدساتهم كما يكتب البعض عن قصة النبي يوسف أنه أرد الزنا ؟ وأنا هنا لا أريد التقليل من الجهد الذي بدلته أختي الفاضلة فعلا فيه بعض المعلومات الجيدة والمفيدة ونتمنى أن لا نحرم من قلمكم المفيد " أختي الفاضلة لا تقرئي أي كتاب إلا بعد معرفة من الكاتب وما هو مكتوبا فيه هذه نصيحتي واكرر اعتذاري لكم"