مآساة فدك والعوالي
باب ما جاءفي نهب ورث الزهراء (ع)
كانت فدك للسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام من ثلاثة وجوه :
الوجه الأول : انها كانت ذات اليد ، أي كانت متصرفة في فدك ، فلا يجوز انتزاع فدك من يدها إلا بالدليل والبينة . كما قال رسول الله ( ص )
( البينة على المدعي ، واليمين على من أنكر ) وما كان على السيدة فاطمة أن تقيم البينة لأنها ذات اليد .
الوجه الثاني : أنها كانت تملك فدك بالنحلة والعطية والهبة من أبيها رسول الله ( ص ) .
الوجه الثالث : أنها كانت تستحق فدك بالإرث من أبيها الرسول ولكن القوم خالفوا هذه الوجوه الثلاثة ، فقد طالبوها بالبينة ، وطالبوها بالشهود على النحلة ، وأنكروا وراثة الأنبياء .
وبإمكان السيدة فاطمة أن تطالب بحقها بكل وجه من هذه الوجوه .
ولهذا طالبت بفدك عن طريق النحلة أولاً ، ثم طالبت بها عن طريق الإرث ثانياً كما صرح بذلك الحلبي في سيرته ج 3 ص 39 قال : إن فاطمة أتت أبا بكر بعد وفاة رسول الله ( ص )
وقالت : إن فدك نحلة أبي ، أعطانيها حال حياته . وأنكر عليها أبي بكر وقال : أريد بذلك شهوداً فشهد لها علي ، فطلب شاهداً آخر فشهدت لها أم أيمن فقال لها : أبرجلٍ وإمرأة تستحقينها ؟؟
وذكر الطبرسي في الاحتجاج : فجاءت فاطمة عليها السلام إلى أبي بكر ثم قالت : لِمَ تمنعني ميراثي من أبي رسول الله ؟ وأخرجت وكيلي من فدك وقد جعلها لي رسول الله ( ص ) بأمر الله تعالى ؟
فقال : هاتي على ذلك بشهود فجاءت أم أيمن فقالت : لا أشهد يا أبا بكر حتى أحتج عليك بما قال رسول الله ( ص ) أنشدك بالله ألست تعلم أن رسول الله قال: أم أيمن امرأة من أهل الجنة ؟
فقال : بلى . قالت : فاشهد أن الله عز وجل أوحى إلى رسول الله ( ص ) وآت ذا القربى حقه . فجعل فدك لها طعمة بأمر الله تعالى . فجاء علي عليه السلام فشهد بمثل ذلك ، فكتب لها كتاباً
ودفعه إليها فدخل عمر فقال : ما هذا الكتاب ؟ فقال : إن فاطمة ادعت في فدك وشهدت لها أم أيمن
وعلي ، فكتبته لها . فأخذ عمر الكتاب من فاطمة ، فتفل فيه فمزقه ، فخرجت فاطمة عليها السلام تبكي
بحث وإعداد:روْح وريحَانْ
المفضلات