غصنان داميان - 30
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين

ان اخي العزيز السيد رضا عنده مجلس سنوي في العشر الاواخر من شهر صفر الى اول ربيع الاولى .
والثلاث ايام الاخيرة ياتي برادود معروف ليكون في بيته اللطم على شهادة رسول الله والامام الحسن والامام الرضا عليهم صلوات الله واسم الرادود الملا حيدر القباني الكربلائي .
ففي سنة من السنوات لما انتهى اخر مجلس في بيته وقام الاقرباء والاصدقاء كالعادة في نزع السواد وجمع الصحون ليعود ترتيب البيت كما كان قبل اقامة الماتم وانتهى عملهم فودعته وخرجت لبيتي .
وانا استعد للنوم سمعت رنة التلفون فتعجبت !!
من يتصل بي في مثل هذا الوقت المتاخر؟!
حملت السماعة وانا اتعجل لمعرفة المتصل واذا به صوت يرتعش تاملته واذا به اخي السيد رضا حفظ الله تعالى سالته قائلا:
حبيبي ما دهاك ؟!
ولماذا ترتعش ؟!
قال لي:
ارجو ان تتوسل بالله تعالى!
قلت له:
ولماذا؟!
ولاي حاجة؟!
قال:
سرقوا سيارتي الجديدة قلت له:
وكيف عرفت ذلك ؟
قال: جئت لافتح الباب لكي اخذ فلان من اصدقائنا الى بيته واذا بي ارى مكان سيارتي خالية !
فقلت له:
وماذا فعلت؟
قال:
اتصلت بالشرطة وجاؤا الى هنا ؛ ولكن ماذا يفعلون ولا يوجد اي اثر للسارق لكي يحسبوا عليه او يعتبروه نقطة انطلاق للبحث عن السارق .
قلت له :
لا تقلق واجعله فداء للحسين عليه السلام .
قال اخي حفظه الله تعالى:
لا تهمني السيارة وليس قلقي عليها وانما يقلقني رضا اهل البيت عليهم السلام عني لان الناس سيقولوا لو كان مجلسه في رضا
اهل البيت عليهم السلام لما سرقت سيارته .
قلت له:
لا تهتم فان المجلس مجلسهم وهم اعرف بما يقوله الناس وبما يفعلون ؛ ولما ودعته وجعلت سماعة الهاتف في مكانها التفت الى السماء قائلا : يارب اتوسل اليك
بطفلي مسلم بن عقيل عليهم السلام المظلومين
الا ما فرجت عن اخي بعثوره على سيارته ؛ ثم قلت لأهلي :
سانذر لهما ماتم اقيمه في بيتي وبعد الماتم اطعم الحضور واهدي ثوابها الى
طفلي مسلم بن عقيل عليهم السلام
فقالت لي زوجتي:
وانك تنذر للطفلين المظلومين عليهما السلام وهو حق لكن اخوك قد اخبر الشرطة ولعل الشرطة تعثر على السارق وان لم تنذر؛
فغضبت وناديت باعلى صوتي:
يا طفلي مسلم علامة قضاء حاجتي منكم وعلى يديكم لتوسلي بكم ان اعثر انا بنفسي على السارق واقبض عليه بيدي وليس الشرطة من تقوم بذلك فقالت لي:
وكيف تعثرعليه انت وتقبض عليه بيدك ؟!
قلت :
هذا الامر يخص
طفلي مسلم بن عقيل عليهم السلام
ليرفعا الشك من قلبك ويزيدا يقينك قالت:
حقا ان عثرت بنفسك على السارق فهذا يعني عملت المحال ولا يكون ذلك الا بتوسلك
بطفلي مسلم بن عقيل عليهم السلام .
فقبضت بيدي على يدي الاخرى وصرخت يا طفلي مسلم المظلومين اريد هكذا اقبض عليه بيدي .