غصنان داميان - 28
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
((ومر حتى أتى بهما عبيد الله بن زياد وهو قاعد على كرسي له ، وبيده قضيب خيزران ، فوضع الرأسين بين يديه ، فلما نظر إليهما قام ثم قعد ثم قام ثم قعد ثلاثا ، ثم قال : الويل لك ، أين ظفرت بهما ؟))
وهذا اول الانتقام منه ان يُرحب به اميره الذي كان له اكبر امنية ان يتقرب اليه براس الطيبين أن قام وقعد مرارا تالما وتذمرا من فعله الشنيع ثم بدء يلومه اشد اللوم :
( قال : أضافتهما عجوز لنا .)
اولا انه لم يخبر اميره اللعين بان العجوزة هي ام زوجته ثم انه اخبره بانها عجوزة وعادة العجوز تعمل ما تذهل عن عاقبة الامور ؛ وبهذا الايحاء لاميره اراد ان يُبرء ساحته وساحة ذويه من استضافتهما ؛ بينما اميره مع شدة قساوته تالم منه اشد الالم وقال له :
((قال : فما عرفت لهما حق الضيافة ؟ قال : لا .))
ظن شيخ القساة بانه ان قال اني لم اعرف لهما حق الضيافة في ايوائهما ونجاتهما سوف يزداد حضوة عند اميره ولم يلتفت من لحن قول
عبيد الله بانه يلومه لشناعة فعله الذي خالف به كل الاعراف السائدة ثم تابعه اميره قائلا:
((قال : فأي شئ قالا لك ؟ قال : قالا : يا شيخ ، اذهب بنا إلى السوق فبعنا وانتفع بأثماننا فلا ترد أن يكون محمد ( صلى الله عليه وآله ) خصمك في القيامة . قال : فأي شئ قلت لهما ؟ قال : قلت : لا ، ولكن أقتلكما وأنطلق برأسيكما إلى عبيد الله بن زياد ، وآخذ جائزة ألفي درهم .
قال : فأي شئ قالا لك ؟ قال : قالا : ائت بنا إلى عبيد الله بن زياد حتى يحكم فينا بأمره . قال : فأي شئ قلت ؟ قال : قلت : ليس إلى ذلك سبيل إلا التقرب إليه بدمكما . ))
وعندما وصل اللعين ؛ شيخ القساة الى كلامهما هذا لم يتحمله حتى عبيد الله بن زياد الخبيث الصلف اذ قال له :
((قال : أفلا جئتني بهما حيين ،))
فلما اشار شيخ القساة الى انه كان يريد الجائزة من اميره وعرف
عبيد الله من كلامه انه بقوله هذا يتعجله باعطائه الجائزة فاحرق قلبه بقوله :
((فكنت أضعف لك الجائزة ، وأجعلها أربعة آلاف درهم ؟ ))
فلما سمع قول اميره هذا احتال اليه بانه لم يكن هدفه نيل الدراهم فقط وانما اراد التقرب اليه ونيل المقام عنده لعله يٌسْكت اميره عنه ولكن الله يفعل ما يريد :
( وَ اللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (21)( يوسف )
((قال : ما رأيت إلى ذلك سبيلا إلا التقرب إليك بدمهما . قال : فأي شئ قالا لك أيضا ؟ قال : قال لي : يا شيخ ، احفظ قرابتنا من رسول الله . قال : فأي شئ قلت لهما . قال : قلت : ما لكما من رسول الله قرابة .))
فلما انكر قرابتهما من رسول الله صلى الله عليه واله لم يتحمل
عبيد الله على خبثه انكار هذا اللعين لنسبهما
ان عبيد الله بن زياد لعنه الله تعالى مع كل جرائمه تلك لكنه لم ينكر نسبهما من رسول الله صلى الله عليه واله وهو القائل للامام الحسين عليه السلام انه لحسن الثغر :
بحارالأنوار 45 167 باب 39- الوقائع المتأخرة عن قتله..
10عن كتاب الأمالي للشيخ الطوسي:
أَبُو عُمَرَ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَامِرٍ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ حَضَرَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ حِينَ أُتِيَ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ عليه السلام فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِقَضِيبٍ ثَنَايَاهُ وَ يَقُولُ إِنْ كَانَ لَحَسَنَ الثَّغْرِ فَقَالَ لَهُ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ ارْفَعْ قَضِيبَكَ فَطَالَ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَلْثِمُ مَوْضِعَهُ قَالَ إِنَّكَ شَيْخٌ قَدْ خَرِفْتَ ..
لاحظت قارئي لم ينكر النسب ولم ينكر حقيقة قول زيد بن ارقم وهذا الخبيث شيخ القساة انكر نسبهما لرسول الله صلى الله عليه واله لذلك قال :
((قال : ويلك ، فأي شئ قالا لك أيضا ؟))
وتابع شيخ القساة قوله :





رد مع اقتباس

المفضلات