غصنان داميان -11
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
النص:
. فلما جنهما الليل ، انتهيا إلى
عجوز على باب ، فقالا لها : يا عجوز ، إنا غلامان صغيران غريبان حدثان غير خبيرين بالطريق ، وهذا الليل قد جننا أضيفينا سواد ليلتنا هذه ، فإذا أصبحنا لزمنا الطريق . فقالت لهما : فمن أنتما يا حبيبي ، فقد شممت الروائح كلها ، فما شممت رائحة أطيب من رائحتكما ، فقالا لها : يا عجوز ،
قول المظلومين روحي فداهما :
يا عجوز:
تذكير كامل لها بان قدميك قد تدليا في القبر ونزلا في حفيرتك البرزخية وبعبارة رقيقة ذكراها بهذا الامر ولا محيص من هذا التذكير لان الليل قد جنهما فاين يذهبان في هذا الظلام ؟!
ثم رققا قلبها واستحلبا الحنان منه حيث قالا:
(إنا غلامان صغيران غريبان حدثان غير خبيرين بالطريق) ،
ان الغربة وحدها كافية ان تستجلب رحمة الاخرين فكيف لو كان الغريب غلاما صغيرا وهنا لم يكن المتكلم واحد يتكلم عن نفسه؛ بل المتكلم كلاهما لان المسؤلية للاثنين مضاعف اكثر مما لو كان الغريب واحدا ويضاف على كل هذا ان الغلامين
(حدثان غير خبيرين بالطريق)
فكيف للانسان مهما قسى قلبه وتحجر ان يرد طلب غلامين صغيرين وهما لا يعرفان الطريق ؟!
ومن قولهما هذا فهّما العجوز باننا لو كنا نعرف الطريق لما طلبنا منك ان تستضيفينا بل الغربة وحداثة السن وعدم المعرفة بالطريق كل هذا دعانا ان نسالك الاعانة ؛ وجدير بالحدث ان لا يعرف الطريق فلا غرابة في البين تدعو العجوز ان تتهرب بحجة الحذر منهما
وبلفعل....





رد مع اقتباس

المفضلات