غصنان داميان -8
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
المقتطف الاخر من الرواية
! قال له : يا شيخ ، فنحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، ونحن من ولد مسلم بن عقيل بن أبي طالب ، بيدك أسارى ، نسألك من طيب الطعام فلا تطعمنا ، ومن بارد الشراب فلا تسقينا ، وقد ضيقت علينا سجننا ، فانكب الشيخ على أقدامهما يقبلهما ويقول :
وقفة :
الآن وقد اقر السجان بكل تلك الحقائق فلا محيص له من النجاة الا بالاقرار بانه قد انتهك حرمة دينه بنفسه وكانت النتيجة هي ان الغلامان نجحا بالفكرة وفازا بالتنوير بايقاض الضمير النائم في سباته العميق.
فقال الغلام الصغير بلحن كله حنان وكله رقة (يا شيخ)؛ وان هذا التعبير يوحي للشيخ بان هذا الصغير لا يشك بامل النجاة منك لانك اقررت لهم بكرامتهم ومكانتهم عند الله تعالى .
ثم قال :
فنحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله )
ونسب النبوة اليه ليزيد بالحجة عليه بان هذا النبي الذي اقررت انه نبيك الذي تعتقد به فنحن عترة ذاك النبي صلى الله عليه واله فاي حجة لك عند الله تعالى وانت تسجن نورين من عترة نبيك ؟
ثم قال الصغير سلام الله عليه :
(ونحن من ولد مسلم بن عقيل بن أبي طالب)
وهنا حان الوقت بذكر البطاقة الشخصية على واقعها وبحقيقة النسب الشريف لان من كل ذلك الاستدراج تبين ان في الشيخ بصيص امل للنجاة من يدي القسوة والظلم والضيق فقال نحن من ولد
مسلم بن عقيل بنابي طالب واكمل الصبي الصغير النسب الى
ابي طالب ليشير اليه انهم من العترة سلام الله عليهم وابو طالب عم النبي صلى الله عليه واله .
ولما كملت الحجة وبان الصبح بوضوح وبزغت شمس الحقيقة للشيخ قال الصغير:
،( بيدك أسارى ، نسألك من طيب الطعام فلا تطعمنا ، ومن بارد الشراب فلا تسقينا ، وقد ضيقت علينا سجننا )،
نعم كل هذه المضايقات قمت بها يا شيخ ونحن من
عترة نبيك صلى الله عليه واله فاعد الجواب ليوم غدك والان تستطيع ان تخلصنا مما ظلمتنا؛ لذلك فان هذا الشيخ وجد نفسه بين لهيب جهنم وسياط زبانيتها لذلك هرع اليهم :
(فانكب الشيخ على أقدامهما يقبلهما ويقول