صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 39

الموضوع: غصنان داميان

  1. #16
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,842
    شكراً
    0
    تم شكره 23 مرة في 21 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    629

    رد: غصنان داميان

    غصنان داميان -13
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
    مقتطف من نص الرواية:
    : فمن أنتما يا حبيبي ، فقد شممت الروائح كلها ، فما شممت رائحة أطيب من رائحتكما ؟!
    ، فقالا لها : يا عجوز ،
    نحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل .
    وقفة الم ونحيب:
    وبعد ان اعترفت بانها عرفت ان لهما شانا غير شان الناس؛ وان فيهما رائحة النبوة وعطر العترة عليهم السلام ؛ وليس كل احد ينال هذا التوفيق بتشخيص الحق من الباطل ولابد انها ذات جوهر يلمس شيئا من نجابة وكرم في الاصل؛ وعسى ان يكون هذا سبب لان يطمئنا بها ؛ ولذلك اعترفا لها بحقيقتهما وببطاقتهما الشخصية فقالا لها :
    (نحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل ).
    وعند الاعتراف بحقيقة الحال بدئت العجوز باظاهر حقيقة مرّة؛ قد تكون سببا لمرارة الضيافة لهذين الحبيبين المعطرين بعطر السماء؛ وان عسل الطعام قد يختلط لهما بفتات من الحنظل؛ فحينها ما تصنع ان قابلت رسول الله جدهما وعلي عمهما وابوهما
    مسلم بن عقيل عليهم السلام .
    انا لله وانا اليه راجعون
    يارب ارحمنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به؛ فان الامتحان للاولياء صعب عسير ؛ ليالي ننام باتم الراحة على السرير الناعم ولا ندرك كم من المؤمنين من هم اعز عند الله تعالى تنام اعناقهم على حبل ما ارفعه وهم معلقين تحت رحمة السياط
    ليلة يريدان هذان النوران يناما ليهربا الصبح من عبيد الله لعنه الله وجنده ويعز عليهما النوم وفي تلك الليلة كم من الثملين بالخمور ناموا قريري العين لا لانهم اعزاء عند الله تعالى بل لانهم باعوا الاخرة بالدنيا والاخرة خير وابقى ؛ كما قال الامام موسى بنجعفر عليه السلام :
    الكافي 1 17 كتاب العقل و الجهل ..... ص : 10
    إِنَّ العَاقِلَ نظَرَ إِلى الدُنيَا وَ إِلَى أَهلِهَا فعَلِمَ أَنهَا لا تنالُ إِلا بِالمَشَقةِ و نظرَ إِلى الآخِرَةِ فَعَلِمَ أَنهَا لا تنَالُ إِلا بِالمَشَقةِ فَطلَبَ بِالمَشَقةِ أَبقَاهُمَا.(انتهى)
    ومهما كان التصريح شاقا وعسيرا لكن لابد من اخبارهما لان الامر يخصهما فقالت :
    قالت العجوز : يا حبيبي ، إن لي ختنا فاسقا ، قد شهد الواقعة مع عبيد الله بن زياد ، أتخوف أن يصيبكما هاهنا فيقتلكما......
    آه ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا ومنسيا ولا اسمع بمصاب آل محمد عليهم السلام
    قالا:.....
    التعديل الأخير تم بواسطة سيد جلال الحسيني ; 06-21-2009 الساعة 06:33 PM

  2. #17
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,842
    شكراً
    0
    تم شكره 23 مرة في 21 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    629

    رد: غصنان داميان

    غصنان داميان -13
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
    مقتطف من نص الرواية:
    : فمن أنتما يا حبيبي ، فقد شممت الروائح كلها ، فما شممت رائحة أطيب من رائحتكما ؟!
    ، فقالا لها : يا عجوز ،
    نحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل .
    وقفة الم ونحيب:
    وبعد ان اعترفت بانها عرفت ان لهما شانا غير شان الناس؛ وان فيهما رائحة النبوة وعطر العترة عليهم السلام ؛ وليس كل احد ينال هذا التوفيق بتشخيص الحق من الباطل ولابد انها ذات جوهر يلمس شيئا من نجابة وكرم في الاصل؛ وعسى ان يكون هذا سبب لان يطمئنا بها ؛ ولذلك اعترفا لها بحقيقتهما وببطاقتهما الشخصية فقالا لها :
    (نحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل ).
    وعند الاعتراف بحقيقة الحال بدئت العجوز باظاهر حقيقة مرّة؛ قد تكون سببا لمرارة الضيافة لهذين الحبيبين المعطرين بعطر السماء؛ وان عسل الطعام قد يختلط لهما بفتات من الحنظل؛ فحينها ما تصنع ان قابلت رسول الله جدهما وعلي عمهما وابوهما
    مسلم بن عقيل عليهم السلام .
    انا لله وانا اليه راجعون
    يارب ارحمنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به؛ فان الامتحان للاولياء صعب عسير ؛ ليالي ننام باتم الراحة على السرير الناعم ولا ندرك كم من المؤمنين من هم اعز عند الله تعالى تنام اعناقهم على حبل ما ارفعه وهم معلقين تحت رحمة السياط
    ليلة يريدان هذان النوران يناما ليهربا الصبح من عبيد الله لعنه الله وجنده ويعز عليهما النوم وفي تلك الليلة كم من الثملين بالخمور ناموا قريري العين لا لانهم اعزاء عند الله تعالى بل لانهم باعوا الاخرة بالدنيا والاخرة خير وابقى ؛ كما قال الامام موسى بنجعفر عليه السلام :
    الكافي 1 17 كتاب العقل و الجهل ..... ص : 10
    إِنَّ العَاقِلَ نظَرَ إِلى الدُنيَا وَ إِلَى أَهلِهَا فعَلِمَ أَنهَا لا تنالُ إِلا بِالمَشَقةِ و نظرَ إِلى الآخِرَةِ فَعَلِمَ أَنهَا لا تنَالُ إِلا بِالمَشَقةِ فَطلَبَ بِالمَشَقةِ أَبقَاهُمَا.(انتهى)
    ومهما كان التصريح شاقا وعسيرا لكن لابد من اخبارهما لان الامر يخصهما فقالت :
    قالت العجوز : يا حبيبي ، إن لي ختنا فاسقا ، قد شهد الواقعة مع عبيد الله بن زياد ، أتخوف أن يصيبكما هاهنا فيقتلكما......
    آه ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا ومنسيا ولا اسمع بمصاب آل محمد عليهم السلام
    قالا:.....

  3. #18
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,842
    شكراً
    0
    تم شكره 23 مرة في 21 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    629

    رد: غصنان داميان

    غصنان داميان -14
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
    مقتطف من النص الروائي:
    (( قالا : سواد ليلتنا هذه ، فإذا أصبحنا لزمنا الطريق . فقالت : سآتيكما بطعام ، ثم أتتهما بطعام فأكلا وشربا . فلما ولجا الفراش قال الصغير للكبير : يا أخي ، إنا نرجو أن نكون قد أمنا ليلتنا هذه ، فتعال حتى أعانقك وتعانقني وأشم رائحتك وتشم رائحتي قبل أن يفرق الموت بيننا . ففعل الغلامان ذلك ، واعتنقا وناما . فلما كان في بعض الليل أقبل ختن العجوز الفاسق حتى قرع الباب قرعا خفيفا ، فقالت العجوز : من هذا ؟ قال : أنا فلان . قالت : ما الذي أطرقك هذه الساعة ، وليس هذا
    لك بوقت ؟))
    وقفة حزن :
    من عبارة الصغير سلام الله عليه يبين انهما خلال كل تلك الفترة التي كانا معا لم يشعرا بالامن حتى ليلة واحدة لذلك قال لاخيه :
    ( يا أخي ، إنانرجو أن نكون قد أمنا ليلتنا هذه)
    فاي الم هذا ؟! واي عذاب ؟! لاكثر من سنة وهما لا يشعران بالامن سبحان الله وليس جريمتهما الا انهما قطعة من رسول الله صلى الله عليهواله شفيع الامة الذي بعث رحمة للعالمين .
    ولم يكن شعورهما بالامن شعور المستقر في الامان والراحة ؛ وانما بمتابعة قوله نفهم معنا شعورهما بالامن في تلك الليلة حيث قال :
    (يا أخي ، إنا نرجو أن نكون قد أمنا ليلتنا هذه ، فتعال حتى أعانقك وتعانقني وأشم رائحتك وتشم رائحتي قبل أن يفرق الموت بيننا)
    وكانهما على موعد مع الموت والفراق ولكن لا يعلمان متى يحل بهما المحتوم ؛ لذلك طلب ان يستفيد من هذا البصيص الضعيف من الامل بالامن القَلِق ؛ المضطرب؛ للمعانقة حيث كان مُضيق عليهما في السجن باضيق ما يمكن كما قرانا سابقا عن سجنهما وكان كما قاله الصغير حيث كانت تلك اللحظات النزرة القليلة مقدمة لسيف الجزار القاسي فياله من عناق اعقبه عناق السيف بالاعناق .
    (ففعل الغلامان ذلك ، واعتنقا وناما . فلما كان في بعض الليل أقبل......)
    التعديل الأخير تم بواسطة سيد جلال الحسيني ; 06-29-2009 الساعة 05:22 PM

  4. #19
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,842
    شكراً
    0
    تم شكره 23 مرة في 21 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    629

    رد: غصنان داميان

    غصنان داميان -15
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
    مقتطف من النص الروائي:
    ((فلما ولجا الفراش قال الصغير للكبير : يا أخي ، إنا نرجو أن نكون قد أمنا ليلتنا هذه ، فتعال حتى أعانقك وتعانقني وأشم رائحتك وتشم رائحتي قبل أن يفرق الموت بيننا . ففعل الغلامان ذلك ، واعتنقا وناما . فلما كان في بعض الليل أقبل ختن العجوز الفاسق حتى قرع الباب قرعا خفيفا ، فقالت العجوز : من هذا ؟ قال : أنا فلان . قالت : ما الذي أطرقك هذه الساعة ، وليس هذا))
    اما الختن لقد جاء في كتب اللغة عنه :

    كتاب‏العين ج : 4 ص : 238
    و الختن: الصهر،
    وفي كتاب مجمع البحرين ج 6 ص 241:
    و أما العامة (فتقول) فختن الرجل عندهم: زوج ابنته، كذا قاله الجوهري.
    ان صهر العجوز طرق الباب طرقا خفيفا مع ما به من جهد عظيم وتعب شاق الظاهر؛ لانه احتمل ولو احتمالا ضعيفا ان يكون اولاد المظلوم البطل مسلم بن عقيل عليه السلام عند العجوز لكي لاتشك من طريقة طرقه الباب بعنف فتغير مكانهما ؛ حيث لم يكن مجيئه مثل تلك الساعة معتادا للعجوز كما هي تعجبت وسالته عن امره المريب .
    النص:
    (( قال :
    ويحك افتحي الباب قبل أن يطير عقلي وتنشق مرارتي في جوفي ، جهد البلاء قد نزل بي . قالت : ويحك ما الذي نزل بك ؟ قال : هرب غلامان صغيران من عسكر عبيد الله بن زياد ، فنادى الأمير في معسكره : من جاء برأس واحد منهما فله ألف درهم ، ومن جاء برأسيهما فله ألفا درهم ، فقد أتعبت وتعبت ولم يصل في يدي شئ .))
    سبحان الله لدراهم معدودة ؛ الخبيث اللعين ختن العجوز لاجل ان ينفقها في معاصي الله تعالى؛ ياخذها من يد نجسة غارقة بدماء ريحانة رسول الله صلى الله عليه واله واهله واخوته وصحبه ومحبيه؛ قد جهد كل هذا الجهد؛ ليته جهد هذا الجهد لنجاة الطفلين الصغيرين الخائفين المتعانقين بعمق الحنان في ظلام الليل؛ لكان الآن خالدا في نعيم لا زوال له ؛ ونور عمله كان يضيئ مدى الزمن وكتب التاريخ تمدحه مادام للكتاب معنى ؛ولكن نعوذ بالله من الغفلة والطمع والحرص والشره الذي يعمي الانسان ويصم ؛ وهذا معنى تاكيد اهل البيت عليهم السلام لمحاسبة النفس محاسبة الند للند .
    فقالت العجوز :


  5. #20
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,842
    شكراً
    0
    تم شكره 23 مرة في 21 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    629

    رد: غصنان داميان

    غصنان داميان -16
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
    فقالت العجوز :
    ((يا ختني ، احذر أن يكون محمد خصمك في يوم القيامة . قال لها : ويحك إن الدنيا محرص عليها . فقالت : وما تصنع بالدنيا ، وليس معها آخرة ؟ قال : إني لأراك تحامين عنهما ، كأن عندك من طلب الأمير شيئا ، فقومي فإن الأمير يدعوك . قالت : وما يصنع الأمير بي ، وإنما أنا عجوز في هذه البرية ؟ قال : إنما لي طلب ، افتحي لي الباب حتى أريح وأستريح ، فإذا أصبحت بكرت في أي الطريق آخذ في طلبهما . ففتحت له الباب ،
    وأتته بطعام وشراب فأكل وشرب . فلما كان في بعض الليل.....))
    ان العجوز بدئت تعظ الختن الخبيث قبل ان تفتح الباب ؛ لانها ان فتحته سوف يعرف كل شيئ ؛ وهو مجهود في البحث عن المظلومين في البراري والقفار واذا به يجدهما في كفيه القاسيتين فأنها لنفسه تجارة مربحة؛ ومحرقة لدنياه واخرتهِ
    وَ لا يَحيقُ المَكرُ السيئُ إِلاَ بِأَهْلِهِ (فاطر) ؛
    ثم نبهته بان هذين الصبيين انما ينتميان لمن بيده الحساب يوم القيامة؛ انهما ينتسبان
    لرسول الله صلى الله عليه واله
    وهو المطالب بهما يوم القيامة .
    ولكنه اجاب بجواب فيه الحكمة لكل مريد للآخرة ويخاف الله رب العالمين ليُعلمه
    ان حب الدنيا رأس كل خطيئة ؛
    ولم ياتي بصفة الحرص والشره الا لان حب الدنيا تولد هذين الصفتين شاء ام ابى فحذاري حذاري من الحرص والشره التي توقع الانسان يوما ما فيما وقع فيه ختن العجوز ......
    فلما قال قوله ذاك نبهته بان الدنيا ستزول ويزول ما حرصت عليه ؛ فعلى العاقل ان يحرص على دنيا تكون مزرعة لآخرته لكي ينعم بكلاهما ؛ بينما عملك هذا سيهدم آخرتك ويزيل كل نعمة عنك بموتك المحتوم .
    الظالم هكذا ونجدهم في كل يوم هنا وهناك حيث لما يسمع الحق بدل ان يتدبر بما يسمع ويفكر بعاقبة امره ليتجنب الندم ؛ بدل كل هذا يهجم على الناصح بما يروم الوصول اليه والى الحطام الزائل لذلك قال للعجوز :
    (: إني لأراك تحامين عنهما)
    ولما اتهمها بهذه التهمة المخيفة بدء يهددها باشد التهديد وهو ان ياخذها الى اميره ليكشف امرها بانها تحامي عن المظلومين فينزل اشد عذابه بها .
    ومن هذه عبارته الخبيثة :
    ((كأن عندك من طلب الأمير شيئا ، فقومي فإن الأمير يدعوك . قالت : وما يصنع الأمير بي ، وإنما أنا عجوز في هذه البرية ؟))
    بينت مدى قساوته حيث انه لم يرحم عجوز في البرية وهو ختنها ؛ فكيف اِن اَضفر بهذين الصغيرين؟؟!!
    انا لله وانا اليه راجعون
    اللهم نسالك ان لا تزيل الرحمة من قلوبنا لِدنيا سريع زوالها قليل فيؤها ..
    ولما شك في امرها بدء يحتال ويراوغ لتفتح الباب حيث اخبرها انه تعب وسينام ثم يخرج من الصباح ليواصل الجريمة الشنعاء المرعبة المخيفة في البحث عن طائرين متعانقين في كهف برائتهما وصباهما الحلو الجميل ..
    آه يا رسول الله ما فعلوا بذريتك لو كنت قد اوصيتهم بتعذيبهم وتمزيقهم لما فعلوا بهم اكثر مما فعلوا بهم فكيف وقد جعلت اجر رسالتك مودتهم وجعلت الشفاعة فيهم وجعلهم الله تعالى الوسيلة الى رضوانه ؛ لعن الله من مهد لهم كل هذا ولعن من حمل الناس على اكتاف
    آل محمد عليهم السلام .
    فلما اكل الخبيث وشرب وهو منتبه لكل حركة وسكنة في البيت ليصل الى ماربه واذا به يسمع ........

  6. #21
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,842
    شكراً
    0
    تم شكره 23 مرة في 21 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    629

    رد: غصنان داميان

    غصنان داميان -17
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
    فلما اكل الخبيث وشرب وهو منتبه لكل حركة وسكنة في البيت ليصل الى ماربه واذا به يسمع ........
    ((سمع غطيط الغلامين في جوف البيت ، فأقبل يهيج كما يهيج البعير الهائج ، ويخور كما يخور الثور ، ويلمس بكفه جدار البيت حتى وقعت يده على جنب الغلام الصغير ، فقال له : من هذا ؟ قال : أما أنا فصاحب المنزل ، فمن أنتما ؟ فأقبل الصغير يحرك الكبير ويقول : قم يا حبيبي ، فقد والله وقعنا فيما كنا نحاذره . قال لهما : من أنتما ؟ قالا له : يا شيخ ، إن نحن صدقناك فلنا الأمان ؟ قال : نعم . قالا : أمان الله وأمان رسوله ، وذمة الله وذمة رسوله ؟ قال : نعم . قالا : ومحمد بن عبد الله على ذلك من الشاهدين ؟ قال : نعم . قالا : والله على ما نقول وكيل وشهيد ؟ قال : نعم . قالا له : يا شيخ ، فنحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل . ))
    بيان غطيط النائم نخيره
    معاذ الله ان مسخت الفطرة وقسى القلب فتجد هذا الانسان الممسوخ يفعل مالايفعله الحيوان الوحش الكاسر .
    يسمع غطيط صبي صغير وعادة يصدر الغطيط حينما يكون الانسان تعب مهموم وهو غارق في النوم ولم يُليّن قلب هذا الختن الخبيث غطيط نوم الصبي ؛ وانما احس بسبب ممانعة العجوز من دخوله البيت وتحذيره بمخاصمة الرسول الكريم صلى الله عليه واله له لذلك :
    ((يهيج كما يهيج البعير الهائج ، ويخور كما يخور الثور ، ويلمس بكفه جدار البيت))
    من العبارة يفهم ان الغرفة كانت مظلمة فلم يصبر حتى يكشف الصباح ما ستره الليل بل استعان بلمس الجدار مستعجلا للوثوب على الدراهم التي خال انها تنتظره ؛ بينما كانت تلك الدراهم حفرته وقبره الملتهب نارا وحقا ما قيل ان الدرهم اصله من دار هم والدينار اصله دار نار ؛ واخيرا و
    انا لله وانا اليه راجعون:
    ((حتى وقعت يده على جنب الغلام الصغير ، فقال له : من هذا ؟))
    نفهم من العبارة هذه بان الصغير نام اقرب الى الباب للداخل للغرفة ؛ لانه لما دخل ختن العجوز الثائر على الابرياء اول من عثر عليه ؛
    هو الصغير روحي فداه .
    قد يكون نام اقرب الى الباب لكي يحنن ويلين ختن العجوز المحتمل وروده للغرفة لصغره ولانه سيكون هو المتكلم بطبيعة الحال ان عثر عليه وهذا يكون داعية لتركهم ولكن من لمسة هذا الشيخ المتعصب على قساوته؛ الثمل في عشق انتظار دراهمه التي هي حتفه المحتوم من لمسة هذا القاسي فهم الصغير انها كف الموت الاشنع لانه لمسة مجرم لا مسحة حنان وشفقة ؛
    لذلك قال لاخيه الاكبر منه :
    ((، فقال له : من هذا ؟ قال : أما أنا فصاحب المنزل ، فمن أنتما ؟ فأقبل الصغير يحرك الكبير ويقول : قم يا حبيبي ، فقد والله وقعنا فيما كنا نحاذره .))
    لاحظ لم يجب الشيخ وانما ايقض اخوه ونبهه بنزول المحتوم واستعمل ارق عبارة مع اخيه لكي لا يستيقض مرعوبا حيث قال له :
    ((: قم يا حبيبي))
    ثم قال له ان هذه اللمسة اللئيمة بينت حقيقة اللؤم في اللامس
    ((فقد والله وقعنا فيما كنا نحاذره))
    كل هذا قاله لاخيه قبل ان يعرف اي شيئ عن هذا الشيخ الا لمسته وانه صاحب الدار ولكن من هذا الصغير؟؟
    انه قطعة من مسلم بن عقيل ؛ انه نور من
    رسول الله صلى الله عليه واله ؛ انه اشعاع من شيبة الحمد ؛ انه من الشرف الشامخ سادات البطحاء فلا يحتاج لمعرفة هذا القاسي اكثر من لمسته ولهجته في قوله ليعرف حقيقته وما انطوى عليه خبث سريرته لذلك قال ما قاله لاخيه من وقوعهما فيما كانا يحذران منه وصدقته الاحداث القادمة التي اقدم عليها هذا اللعين .
    فلم يلتفت لخوف هذا الصغير فيحن عليه وانما عاد لسؤاله مرة اخرى حيث قال.........

  7. #22
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,842
    شكراً
    0
    تم شكره 23 مرة في 21 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    629

    رد: غصنان داميان

    غصنان داميان -18
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
    ((قال لهما : من أنتما ؟ قالا له : يا شيخ ، إن نحن صدقناك فلنا الأمان ؟ قال : نعم . قالا : أمان الله وأمان رسوله ، وذمة الله وذمة رسوله ؟ قال : نعم . قالا : ومحمد بن عبد الله على ذلك من الشاهدين ؟ قال : نعم . قالا : والله على ما نقول وكيل وشهيد ؟ قال : نعم . قالا له : يا شيخ ، فنحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل . ))
    وعند سؤاله منهما لم يجب هنا الصغير لوحده لانهما عرفا القساوة منه ولا ينفع ان يستعطفاه بل احسا بالحتف المحتوم؛ لذلك فهما يتسابقان نحو الموت فاجابه كلاهما ولم يجبه احدهما :
    ((قال لهما : من أنتما ؟ قالا له : يا شيخ ، إن نحن صدقناك فلنا الأمان))
    هل لاحظت قارئي العزيز:
    انهما لم يطلبا الامان من السجان سابقا وانما اخبراه بعد استدراجه ؛ ولكن لما عرفا من هذا الخبيث خبثه وقبح سريرته فلم يخبراه قبل ان يطلبا منه الامان ؛ وليته كان ينفع اخذ الامان من هذا الخائن لربه ولضميره وليته كان يعرف لرسول الله صلى الله عليه واله حقه :
    ((قال : نعم . قالا : أمان الله وأمان رسوله ، وذمة الله وذمة رسوله ؟ قال : نعم . قالا : ومحمد بن عبد الله على ذلك من الشاهدين ؟ قال : نعم . قالا : والله على ما نقول وكيل وشهيد ؟ قال : نعم . قالا له : يا شيخ ، فنحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل . ))
    لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
    واضح كم هذين الصغيرين خائفان من قساوة هذا الخبيث؛ لذلك اكدوا المواثيق منه اشد التاكيد ؛ وبعد ان اكد لهما العهد؛ قالا له اننا من عترة نبيك ونسبوا النبي صلى الله عليه واله اليه وجاؤا باسمه المبارك لكي لا يشتبه عليه الامر ويتصور انهما من عترة عيسى وليس لعيسى ذرية ؛ ولا من نسل موسى بل محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وهو نبيك ونسبة النبي اليه فيه اشد الاستعطاف وتليين قلبه؛ لكن انّا ينفع الماء الزلال مع صم الصفا ؛ ثم بعد كل هذه المواثيق التي قبلها وعاهد على ان يتمسك بها؛ اخبراه بالمصيبة وبالطامة الكبرى فقالا:
    ((هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل . ))
    فلما اخبراه انهما هربا من القتل فاشارا اليه ان لا يقتلهما لانهما من القتل هربا .
    وهل نفعهما ان شرفاه بهذه النسبة العظيمة له ان قالا له من عترة نبيك صلى الله عليه واله؛ ثم هل نفع معه ان اخبراه انما هربا من القتل ولجئا لليلة واحدة الى هذه العجوز؛ وحلا ضيفا عليها و هما في ذمته الان فلابد له ان يرعى قواعد الضيافه معهما ولكنه كشف فورا عن خبثه وحقيقة قساوته التي استقبحها حتى شيخ القساة عبيدالله بن زياد لعنة الله عليهما– كما سياتي - وتعجب من قساوة هذا الشيخ الخبيث فقال لهما مسرعا :
    ((فقال لهما : من الموت هربتما ، وإلى الموت وقعتما ، الحمد لله الذي أظفرني بكما .))

  8. #23
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,842
    شكراً
    0
    تم شكره 23 مرة في 21 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    629

    رد: غصنان داميان

    غصنان داميان -19
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
    سبحان الله ما تفعل الدراهم بالانسان كم اخذوا منه العهود والمواثيق لكنه اعرض عن كل هذا وجعله تحت قدمي اطماعه وجشعه ؛ نسال الله تعالى ان يخرج حب الدنيا عن قلوبنا فانها راس كل خطيئة ولا تعمينا الدراهم والدنانير عن عهدنا لله ولرسوله صلی الله علیه واله في حب اله وذوي قرابته والمودة لهما وان نقدم انفسنا فداء لهما ونقدمهم على انفسنا واهلينا وما خولنا ربنا ولذلك نرى هذا الشيخ اخبث الخبثاء :
    ((فقام إلى الغلامين فشد أكتافهما ، فبات الغلامان ليلتهما مكتفين .))
    سبحان الله وما ضره لو لم يكتفهما وتركهما ينامان اخر ليلة من عمرهما حرين من التكتيف والتعذيب ثم كان يكفيه ان يغلق الباب عليهما او يسهر في حراستهما لكن القساوة لا تفهم لغة الرحمة والعطف والحنان ؛ السلام عليك يا رسول الله هذه ذريتك تذبح كما تذبح الشاة ولم تسق شربة من الماء وتكتف كما تكتف الشاة صغار ذريتك وهل كان هذا اجر اتعابك وما تحملت من الاذى الذي لم يتحمله نبي قبلك حتى اسست لهم ما صنعوا منه عرش حكمهم على جماجم الابرياء
    فلما اشرق الصباح بحزنه وطلعت الشمس بصفيرها للموت واسودت الدنيا من ظلم یجل الحيوان الكاسر منه اشرق الصباح واي شروق ليته بات في سبات ولم تخرج الشمس من مكنون الافق :
    ((فلما انفجر عمود الصبح ، دعا غلاما له أسود ، يقال له : فليح ، فقال : خذ هذين الغلامين ، فانطلق بهما إلى شاطئ الفرات ، واضرب عنقيهما ، وائتني برأسيهما لأنطلق بهما إلى عبيد الله بن زياد ، وآخذ جائزة ألفي درهم . ))
    ان الشيخ الخبيث اراد ان يلوث يدي غلامه بالجريمة ولكن الغلام لم يكن يعرف عن الغلامين شيئا لذلك اخذهما ليحقق الخبيث هدفه الذي اعمى بصيرته وطمسها وهي الدراهم المعدودة لايام محسوبه انفاسها ؛ ان محاسبة النفس من اهداف خلق الوجود كما اشار الیه في القران الكريم وروايات اهل البيت عليهم السلام لذلك يجب ان نحاسب انفسنا بدقة محاسبة الند للند هل اننا نعرض عن الدين في نيل المال في العمل والسوق وفي كل زاوية من حياتنا فان وجدنا اننا لا نراعي حق الله وحق الناس ولم نهتم للمال الحلال ومن اين اكتسبنا دراهمنا فهذا تحذير لنا باننا سنقع يوما في ابتلاء الله تعالى بارتكاب افضع الجرائم لان اللقمة من الحرام تعمي بصيرة الانسان فتنقلب عنده المقائيس فلا يفهم معنى للانسانية الفطرية المنورة بل يجد الظلام نورا والتخبط في بئر الخبث كنزا ..
    ولكن سجية الرسول الكريم صلى الله عليه واله الذي بعث رحمة للعالمين سرت في عترته عليهم السلام ؛ فان هذين الصغيرين احسا ان هذا الغلام لم يعرفهما فلم يتركاه ليحترق في نار جهم مادام هما قادران على نجاته لذلك التفتا اليه يرققان قلبه :
    ((فحمل الغلام السيف ، ومشى أمام الغلامين ، فما مضى إلا غير بعيد حتى قال أحد الغلامين : يا أسود ، ما أشبه سوادك بسواد بلال مؤذن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) !
    قال : إن مولاي قد أمرني بقتلكما ، فمن أنتما ؟ قالا له : يا أسود ، نحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل : أضافتنا عجوزكم هذه ، ويريد مولاك قتلنا .))

  9. #24
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,842
    شكراً
    0
    تم شكره 23 مرة في 21 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    629

    رد: غصنان داميان

    غصنان داميان -15
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
    مقتطف من النص الروائي:
    ((فلما ولجا الفراش قال الصغير للكبير : يا أخي ، إنا نرجو أن نكون قد أمنا ليلتنا هذه ، فتعال حتى أعانقك وتعانقني وأشم رائحتك وتشم رائحتي قبل أن يفرق الموت بيننا . ففعل الغلامان ذلك ، واعتنقا وناما . فلما كان في بعض الليل أقبل ختن العجوز الفاسق حتى قرع الباب قرعا خفيفا ، فقالت العجوز : من هذا ؟ قال : أنا فلان . قالت : ما الذي أطرقك هذه الساعة ، وليس هذا))
    اما الختن لقد جاء في كتب اللغة عنه :

    كتاب‏العين ج : 4 ص : 238
    و الختن: الصهر،
    وفي كتاب مجمع البحرين ج 6 ص 241:
    و أما العامة (فتقول) فختن الرجل عندهم: زوج ابنته، كذا قاله الجوهري.
    ان صهر العجوز طرق الباب طرقا خفيفا مع ما به من جهد عظيم وتعب شاق الظاهر؛ لانه احتمل ولو احتمالا ضعيفا ان يكون اولاد المظلوم البطل مسلم بن عقيل عليه السلام عند العجوز لكي لاتشك من طريقة طرقه الباب بعنف فتغير مكانهما ؛ حيث لم يكن مجيئه مثل تلك الساعة معتادا للعجوز كما هي تعجبت وسالته عن امره المريب .
    النص:
    (( قال :
    ويحك افتحي الباب قبل أن يطير عقلي وتنشق مرارتي في جوفي ، جهد البلاء قد نزل بي . قالت : ويحك ما الذي نزل بك ؟ قال : هرب غلامان صغيران من عسكر عبيد الله بن زياد ، فنادى الأمير في معسكره : من جاء برأس واحد منهما فله ألف درهم ، ومن جاء برأسيهما فله ألفا درهم ، فقد أتعبت وتعبت ولم يصل في يدي شئ .))
    سبحان الله لدراهم معدودة ؛ الخبيث اللعين ختن العجوز لاجل ان ينفقها في معاصي الله تعالى؛ ياخذها من يد نجسة غارقة بدماء ريحانة رسول الله صلى الله عليه واله واهله واخوته وصحبه ومحبيه؛ قد جهد كل هذا الجهد؛ ليته جهد هذا الجهد لنجاة الطفلين الصغيرين الخائفين المتعانقين بعمق الحنان في ظلام الليل؛ لكان الآن خالدا في نعيم لا زوال له ؛ ونور عمله كان يضيئ مدى الزمن وكتب التاريخ تمدحه مادام للكتاب معنى ؛ولكن نعوذ بالله من الغفلة والطمع والحرص والشره الذي يعمي الانسان ويصم ؛ وهذا معنى تاكيد اهل البيت عليهم السلام لمحاسبة النفس محاسبة الند للند .
    فقالت العجوز :


  10. #25
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,842
    شكراً
    0
    تم شكره 23 مرة في 21 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    629

    رد: غصنان داميان

    غصنان داميان -16
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
    فقالت العجوز :
    ((يا ختني ، احذر أن يكون محمد خصمك في يوم القيامة . قال لها : ويحك إن الدنيا محرص عليها . فقالت : وما تصنع بالدنيا ، وليس معها آخرة ؟ قال : إني لأراك تحامين عنهما ، كأن عندك من طلب الأمير شيئا ، فقومي فإن الأمير يدعوك . قالت : وما يصنع الأمير بي ، وإنما أنا عجوز في هذه البرية ؟ قال : إنما لي طلب ، افتحي لي الباب حتى أريح وأستريح ، فإذا أصبحت بكرت في أي الطريق آخذ في طلبهما . ففتحت له الباب ،
    وأتته بطعام وشراب فأكل وشرب . فلما كان في بعض الليل.....))
    ان العجوز بدئت تعظ الختن الخبيث قبل ان تفتح الباب ؛ لانها ان فتحته سوف يعرف كل شيئ ؛ وهو مجهود في البحث عن المظلومين في البراري والقفار واذا به يجدهما في كفيه القاسيتين فأنها لنفسه تجارة مربحة؛ ومحرقة لدنياه واخرتهِ
    وَ لا يَحيقُ المَكرُ السيئُ إِلاَ بِأَهْلِهِ (فاطر) ؛
    ثم نبهته بان هذين الصبيين انما ينتميان لمن بيده الحساب يوم القيامة؛ انهما ينتسبان
    لرسول الله صلى الله عليه واله
    وهو المطالب بهما يوم القيامة .
    ولكنه اجاب بجواب فيه الحكمة لكل مريد للآخرة ويخاف الله رب العالمين ليُعلمه
    ان حب الدنيا رأس كل خطيئة ؛
    ولم ياتي بصفة الحرص والشره الا لان حب الدنيا تولد هذين الصفتين شاء ام ابى فحذاري حذاري من الحرص والشره التي توقع الانسان يوما ما فيما وقع فيه ختن العجوز ......
    فلما قال قوله ذاك نبهته بان الدنيا ستزول ويزول ما حرصت عليه ؛ فعلى العاقل ان يحرص على دنيا تكون مزرعة لآخرته لكي ينعم بكلاهما ؛ بينما عملك هذا سيهدم آخرتك ويزيل كل نعمة عنك بموتك المحتوم .
    الظالم هكذا ونجدهم في كل يوم هنا وهناك حيث لما يسمع الحق بدل ان يتدبر بما يسمع ويفكر بعاقبة امره ليتجنب الندم ؛ بدل كل هذا يهجم على الناصح بما يروم الوصول اليه والى الحطام الزائل لذلك قال للعجوز :
    (: إني لأراك تحامين عنهما)
    ولما اتهمها بهذه التهمة المخيفة بدء يهددها باشد التهديد وهو ان ياخذها الى اميره ليكشف امرها بانها تحامي عن المظلومين فينزل اشد عذابه بها .
    ومن هذه عبارته الخبيثة :
    ((كأن عندك من طلب الأمير شيئا ، فقومي فإن الأمير يدعوك . قالت : وما يصنع الأمير بي ، وإنما أنا عجوز في هذه البرية ؟))
    بينت مدى قساوته حيث انه لم يرحم عجوز في البرية وهو ختنها ؛ فكيف اِن اَضفر بهذين الصغيرين؟؟!!
    انا لله وانا اليه راجعون
    اللهم نسالك ان لا تزيل الرحمة من قلوبنا لِدنيا سريع زوالها قليل فيؤها ..
    ولما شك في امرها بدء يحتال ويراوغ لتفتح الباب حيث اخبرها انه تعب وسينام ثم يخرج من الصباح ليواصل الجريمة الشنعاء المرعبة المخيفة في البحث عن طائرين متعانقين في كهف برائتهما وصباهما الحلو الجميل ..
    آه يا رسول الله ما فعلوا بذريتك لو كنت قد اوصيتهم بتعذيبهم وتمزيقهم لما فعلوا بهم اكثر مما فعلوا بهم فكيف وقد جعلت اجر رسالتك مودتهم وجعلت الشفاعة فيهم وجعلهم الله تعالى الوسيلة الى رضوانه ؛ لعن الله من مهد لهم كل هذا ولعن من حمل الناس على اكتاف
    آل محمد عليهم السلام .
    فلما اكل الخبيث وشرب وهو منتبه لكل حركة وسكنة في البيت ليصل الى ماربه واذا به يسمع ........




    غصنان داميان -17
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
    فلما اكل الخبيث وشرب وهو منتبه لكل حركة وسكنة في البيت ليصل الى ماربه واذا به يسمع ........
    ((سمع غطيط الغلامين في جوف البيت ، فأقبل يهيج كما يهيج البعير الهائج ، ويخور كما يخور الثور ، ويلمس بكفه جدار البيت حتى وقعت يده على جنب الغلام الصغير ، فقال له : من هذا ؟ قال : أما أنا فصاحب المنزل ، فمن أنتما ؟ فأقبل الصغير يحرك الكبير ويقول : قم يا حبيبي ، فقد والله وقعنا فيما كنا نحاذره . قال لهما : من أنتما ؟ قالا له : يا شيخ ، إن نحن صدقناك فلنا الأمان ؟ قال : نعم . قالا : أمان الله وأمان رسوله ، وذمة الله وذمة رسوله ؟ قال : نعم . قالا : ومحمد بن عبد الله على ذلك من الشاهدين ؟ قال : نعم . قالا : والله على ما نقول وكيل وشهيد ؟ قال : نعم . قالا له : يا شيخ ، فنحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل . ))
    بيان غطيط النائم نخيره
    معاذ الله ان مسخت الفطرة وقسى القلب فتجد هذا الانسان الممسوخ يفعل مالايفعله الحيوان الوحش الكاسر .
    يسمع غطيط صبي صغير وعادة يصدر الغطيط حينما يكون الانسان تعب مهموم وهو غارق في النوم ولم يُليّن قلب هذا الختن الخبيث غطيط نوم الصبي ؛ وانما احس بسبب ممانعة العجوز من دخوله البيت وتحذيره بمخاصمة الرسول الكريم صلى الله عليه واله له لذلك :
    ((يهيج كما يهيج البعير الهائج ، ويخور كما يخور الثور ، ويلمس بكفه جدار البيت))
    من العبارة يفهم ان الغرفة كانت مظلمة فلم يصبر حتى يكشف الصباح ما ستره الليل بل استعان بلمس الجدار مستعجلا للوثوب على الدراهم التي خال انها تنتظره ؛ بينما كانت تلك الدراهم حفرته وقبره الملتهب نارا وحقا ما قيل ان الدرهم اصله من دار هم والدينار اصله دار نار ؛ واخيرا و
    انا لله وانا اليه راجعون:
    ((حتى وقعت يده على جنب الغلام الصغير ، فقال له : من هذا ؟))
    نفهم من العبارة هذه بان الصغير نام اقرب الى الباب للداخل للغرفة ؛ لانه لما دخل ختن العجوز الثائر على الابرياء اول من عثر عليه ؛
    هو الصغير روحي فداه .
    قد يكون نام اقرب الى الباب لكي يحنن ويلين ختن العجوز المحتمل وروده للغرفة لصغره ولانه سيكون هو المتكلم بطبيعة الحال ان عثر عليه وهذا يكون داعية لتركهم ولكن من لمسة هذا الشيخ المتعصب على قساوته؛ الثمل في عشق انتظار دراهمه التي هي حتفه المحتوم من لمسة هذا القاسي فهم الصغير انها كف الموت الاشنع لانه لمسة مجرم لا مسحة حنان وشفقة ؛
    لذلك قال لاخيه الاكبر منه :
    ((، فقال له : من هذا ؟ قال : أما أنا فصاحب المنزل ، فمن أنتما ؟ فأقبل الصغير يحرك الكبير ويقول : قم يا حبيبي ، فقد والله وقعنا فيما كنا نحاذره .))
    لاحظ لم يجب الشيخ وانما ايقض اخوه ونبهه بنزول المحتوم واستعمل ارق عبارة مع اخيه لكي لا يستيقض مرعوبا حيث قال له :
    ((: قم يا حبيبي))
    ثم قال له ان هذه اللمسة اللئيمة بينت حقيقة اللؤم في اللامس
    ((فقد والله وقعنا فيما كنا نحاذره))
    كل هذا قاله لاخيه قبل ان يعرف اي شيئ عن هذا الشيخ الا لمسته وانه صاحب الدار ولكن من هذا الصغير؟؟
    انه قطعة من مسلم بن عقيل ؛ انه نور من
    رسول الله صلى الله عليه واله ؛ انه اشعاع من شيبة الحمد ؛ انه من الشرف الشامخ سادات البطحاء فلا يحتاج لمعرفة هذا القاسي اكثر من لمسته ولهجته في قوله ليعرف حقيقته وما انطوى عليه خبث سريرته لذلك قال ما قاله لاخيه من وقوعهما فيما كانا يحذران منه وصدقته الاحداث القادمة التي اقدم عليها هذا اللعين .
    فلم يلتفت لخوف هذا الصغير فيحن عليه وانما عاد لسؤاله مرة اخرى حيث قال.........

  11. #26
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,842
    شكراً
    0
    تم شكره 23 مرة في 21 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    629

    رد: غصنان داميان

    غصنان داميان -18
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
    ((قال لهما : من أنتما ؟ قالا له : يا شيخ ، إن نحن صدقناك فلنا الأمان ؟ قال : نعم . قالا : أمان الله وأمان رسوله ، وذمة الله وذمة رسوله ؟ قال : نعم . قالا : ومحمد بن عبد الله على ذلك من الشاهدين ؟ قال : نعم . قالا : والله على ما نقول وكيل وشهيد ؟ قال : نعم . قالا له : يا شيخ ، فنحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل . ))
    وعند سؤاله منهما لم يجب هنا الصغير لوحده لانهما عرفا القساوة منه ولا ينفع ان يستعطفاه بل احسا بالحتف المحتوم؛ لذلك فهما يتسابقان نحو الموت فاجابه كلاهما ولم يجبه احدهما :
    ((قال لهما : من أنتما ؟ قالا له : يا شيخ ، إن نحن صدقناك فلنا الأمان))
    هل لاحظت قارئي العزيز:
    انهما لم يطلبا الامان من السجان سابقا وانما اخبراه بعد استدراجه ؛ ولكن لما عرفا من هذا الخبيث خبثه وقبح سريرته فلم يخبراه قبل ان يطلبا منه الامان ؛ وليته كان ينفع اخذ الامان من هذا الخائن لربه ولضميره وليته كان يعرف لرسول الله صلى الله عليه واله حقه :
    ((قال : نعم . قالا : أمان الله وأمان رسوله ، وذمة الله وذمة رسوله ؟ قال : نعم . قالا : ومحمد بن عبد الله على ذلك من الشاهدين ؟ قال : نعم . قالا : والله على ما نقول وكيل وشهيد ؟ قال : نعم . قالا له : يا شيخ ، فنحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل . ))
    لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
    واضح كم هذين الصغيرين خائفان من قساوة هذا الخبيث؛ لذلك اكدوا المواثيق منه اشد التاكيد ؛ وبعد ان اكد لهما العهد؛ قالا له اننا من عترة نبيك ونسبوا النبي صلى الله عليه واله اليه وجاؤا باسمه المبارك لكي لا يشتبه عليه الامر ويتصور انهما من عترة عيسى وليس لعيسى ذرية ؛ ولا من نسل موسى بل محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وهو نبيك ونسبة النبي اليه فيه اشد الاستعطاف وتليين قلبه؛ لكن انّا ينفع الماء الزلال مع صم الصفا ؛ ثم بعد كل هذه المواثيق التي قبلها وعاهد على ان يتمسك بها؛ اخبراه بالمصيبة وبالطامة الكبرى فقالا:
    ((هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل . ))
    فلما اخبراه انهما هربا من القتل فاشارا اليه ان لا يقتلهما لانهما من القتل هربا .
    وهل نفعهما ان شرفاه بهذه النسبة العظيمة له ان قالا له من عترة نبيك صلى الله عليه واله؛ ثم هل نفع معه ان اخبراه انما هربا من القتل ولجئا لليلة واحدة الى هذه العجوز؛ وحلا ضيفا عليها و هما في ذمته الان فلابد له ان يرعى قواعد الضيافه معهما ولكنه كشف فورا عن خبثه وحقيقة قساوته التي استقبحها حتى شيخ القساة عبيدالله بن زياد لعنة الله عليهما– كما سياتي - وتعجب من قساوة هذا الشيخ الخبيث فقال لهما مسرعا :
    ((فقال لهما : من الموت هربتما ، وإلى الموت وقعتما ، الحمد لله الذي أظفرني بكما .))


  12. #27
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,842
    شكراً
    0
    تم شكره 23 مرة في 21 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    629

    رد: غصنان داميان

    غصنان داميان -19
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
    سبحان الله ما تفعل الدراهم بالانسان كم اخذوا منه العهود والمواثيق لكنه اعرض عن كل هذا وجعله تحت قدمي اطماعه وجشعه ؛ نسال الله تعالى ان يخرج حب الدنيا عن قلوبنا فانها راس كل خطيئة ولا تعمينا الدراهم والدنانير عن عهدنا لله ولرسوله صلی الله علیه واله في حب اله وذوي قرابته والمودة لهما وان نقدم انفسنا فداء لهما ونقدمهم على انفسنا واهلينا وما خولنا ربنا ولذلك نرى هذا الشيخ اخبث الخبثاء :
    ((فقام إلى الغلامين فشد أكتافهما ، فبات الغلامان ليلتهما مكتفين .))
    سبحان الله وما ضره لو لم يكتفهما وتركهما ينامان اخر ليلة من عمرهما حرين من التكتيف والتعذيب ثم كان يكفيه ان يغلق الباب عليهما او يسهر في حراستهما لكن القساوة لا تفهم لغة الرحمة والعطف والحنان ؛ السلام عليك يا رسول الله هذه ذريتك تذبح كما تذبح الشاة ولم تسق شربة من الماء وتكتف كما تكتف الشاة صغار ذريتك وهل كان هذا اجر اتعابك وما تحملت من الاذى الذي لم يتحمله نبي قبلك حتى اسست لهم ما صنعوا منه عرش حكمهم على جماجم الابرياء
    فلما اشرق الصباح بحزنه وطلعت الشمس بصفيرها للموت واسودت الدنيا من ظلم یجل الحيوان الكاسر منه اشرق الصباح واي شروق ليته بات في سبات ولم تخرج الشمس من مكنون الافق :
    ((فلما انفجر عمود الصبح ، دعا غلاما له أسود ، يقال له : فليح ، فقال : خذ هذين الغلامين ، فانطلق بهما إلى شاطئ الفرات ، واضرب عنقيهما ، وائتني برأسيهما لأنطلق بهما إلى عبيد الله بن زياد ، وآخذ جائزة ألفي درهم . ))
    ان الشيخ الخبيث اراد ان يلوث يدي غلامه بالجريمة ولكن الغلام لم يكن يعرف عن الغلامين شيئا لذلك اخذهما ليحقق الخبيث هدفه الذي اعمى بصيرته وطمسها وهي الدراهم المعدودة لايام محسوبه انفاسها ؛ ان محاسبة النفس من اهداف خلق الوجود كما اشار الیه في القران الكريم وروايات اهل البيت عليهم السلام لذلك يجب ان نحاسب انفسنا بدقة محاسبة الند للند هل اننا نعرض عن الدين في نيل المال في العمل والسوق وفي كل زاوية من حياتنا فان وجدنا اننا لا نراعي حق الله وحق الناس ولم نهتم للمال الحلال ومن اين اكتسبنا دراهمنا فهذا تحذير لنا باننا سنقع يوما في ابتلاء الله تعالى بارتكاب افضع الجرائم لان اللقمة من الحرام تعمي بصيرة الانسان فتنقلب عنده المقائيس فلا يفهم معنى للانسانية الفطرية المنورة بل يجد الظلام نورا والتخبط في بئر الخبث كنزا ..
    ولكن سجية الرسول الكريم صلى الله عليه واله الذي بعث رحمة للعالمين سرت في عترته عليهم السلام ؛ فان هذين الصغيرين احسا ان هذا الغلام لم يعرفهما فلم يتركاه ليحترق في نار جهم مادام هما قادران على نجاته لذلك التفتا اليه يرققان قلبه :
    ((فحمل الغلام السيف ، ومشى أمام الغلامين ، فما مضى إلا غير بعيد حتى قال أحد الغلامين : يا أسود ، ما أشبه سوادك بسواد بلال مؤذن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) !
    قال : إن مولاي قد أمرني بقتلكما ، فمن أنتما ؟ قالا له : يا أسود ، نحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل : أضافتنا عجوزكم هذه ، ويريد مولاك قتلنا .))






    غصنان داميان -20
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
    وما اجمل اسلوبهما في ايقاض ضمير هذا الغلام الاسود حيث انهما من بيت النبوة وعترة
    الرسول الكريم صلى الله عليه واله ؛
    معدن العلم وساسة العباد وقادة الامم فقال احدهما له :
    ((قال أحد الغلامين : يا أسود ، ما أشبه سوادك بسواد بلال مؤذن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ! ))
    فنبهاه بانك اسود وان جدنا صلى الله عليه واله هو الذي اعطى للاسود مقامه العظيم ورفع شأنه الى ارفع مقام بقبوله الاسلام فان الاسلام جاء به جدنا وبه نال الاسود الشرف كل الشرف؛ ودليلنا على ما نقول ؛ الشرف الذي نال بلال بقبوله اسلام جدنا محمد صلى الله عليه واله؛ فكيف لا تعرف لجدنا حقه وما اسداه لك من معروف؟!
    ولكن الغلام الاسود المحظوظ بالنجاة من لهيب جهنم؛ اقر بما قال له قرت عين مسلم بن عقيل عليه السلام ؛ وعرف للنبي صلى الله عليه واله حقه لذلك اجاب الغلام الاسود بقوله :
    ((قال : إن مولاي قد أمرني بقتلكما ، فمن أنتما ؟ قالا له : يا أسود ، نحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل : أضافتنا عجوزكم هذه ، ويريد مولاك قتلنا))
    لاحظت قارئي العزيز :
    هنا لم ياخذا المواثيق من الغلام الاسود للكشف عن هويتهما لان الموت قد نزل بهما
    ثم
    عرفا ان هذا الغلام الفليح اسمه ليس للخبث فيه علامة ؛ ثم
    اشارا له لنقطة جدا مهمة للعرب في تلك الايام وهو انهما ضيفان على العجوز؛ فان مولاك لم يرع حتى قوانين الضيافة فينا ؛ فلما عرف حقيقتهما وانهما من بيت العترة الربانية المختارة للامامة بعد رسول الله صلى الله عليه واله وهما من تلك العترة اسرع الغلام الاسود :

  13. #28
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,842
    شكراً
    0
    تم شكره 23 مرة في 21 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    629

    رد: غصنان داميان

    غصنان داميان - 21
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
    (( فانكب الأسود على أقدامهما يقبلهما ويقول : نفسي لنفسكما الفداء ، ووجهي لوجهكما الوقاء ، يا عترة نبي الله المصطفى ، والله لا يكون
    محمد( صلى الله عليه وآله )
    خصمي في القيامة . ))
    من هنا نفهم كيف ان الاسلام لم يفرق في التقوى بين الاسود والابيض والمولى والعبد ؛ فان هذا العبد الاسود فر من المعصية الكبرى وانكب على اقدام ذرية العترة الطاهرة معتذرا لجهله بمكانهما من
    رسول الله صلى الله عليه واله ؛
    واعلن بصراحة ان طاعة مولاه هي النار الكبرى؛
    ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق القهّار مهما كان الامر ومن كان .
    ((ثم عدا فرمى بالسيف من يده ناحية ، وطرح نفسه في الفرات ، وعبر إلى الجانب الآخر ، فصاح به مولاه : يا غلام عصيتني ! فقال : يا مولاي ، إنما أطعتك ما دمت لا تعصي الله ، فإذا عصيت الله فأنا منك برئ في الدنيا والآخرة .))
    ليتنا كنا كهذا الغلام لا نطيع رب العمل؛ ولا اقرب الناس لنا ان امرونا بمعصية الله تعالى مادام الرزق مقدر ومقسوم والموت في حين الاجل محتوم ؛ كما قال الله تعالى في سورة العنكبوت :
    يا عِبادِيَ الذينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضي‏ واسِعَة فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ
    (56)
    كلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ المَوْتِ ثمَّ إِلَيْنا ترْجَعُونَ (57)
    وَ الذينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لنبَوِّئنهُمْ مِنَ الجَنةِ غُرفاً تجْري مِن تَحْتِهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلينَ
    (58)
    الذينَ صَبَرُوا وَ عَلى‏ رَبِّهِمْ يَتوَكلُونَ (59)
    و كأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها و إِيَّاكُمْ وَ هُوَ السَّميعُ العَليمُ (60)
    وَ لَئِنْ سَأَلتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَ القَمَرَ ليَقولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (61)
    اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ يَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَليمٌ (62)
    وَ لَئِنْ سَأَلتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولنَّ اللهُ قُلِ الحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (63)
    وَ ما هذِهِ الحَياةُ الدُّنْيا إِلا لَهْوٌ وَ لَعِبٌ وَ إِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (64)
    فَإِذا رَكِبُوا فِي الفُلكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى البَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ (65)
    لِيَكفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ و ليَتَمَتعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66)
    أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنا جَعَلنا حَرَماً آمِناً وَ يُتخَطفُ الناسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَ فَبِالباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَ بِنِعْمَةِ اللهِ يَكفُرُونَ (67)
    وَ مَنْ أَظلَمُ مِمَّنِ افْترى‏ عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالحَقِّ لَمَّا جاءَهُ أَ لَيْسَ في‏ جَهَنمَ مَثْوىً لِلْكافِرينَ (68)
    وَ الذينَ جاهَدُوا فينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنينَ (69)
    سبحان الله ما اوضح هذه الايات وما اتمها من حجة علينا يوم القيامة فاين تذهبون .

  14. #29
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,842
    شكراً
    0
    تم شكره 23 مرة في 21 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    629

    رد: غصنان داميان

    غصنان داميان - 22
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
    فلما يأس من غلامه وعلم ان الغلام خاف
    الله رب العالمين
    ولم يعينه في طيرانه الى تلك الدراهم المشؤمة ؛
    امر ولده :
    ((فدعا ابنه ، فقال : يا بني ، إنما أجمع الدنيا حلالها وحرامها لك ، والدنيا محرص عليها ، ))


    نعوذ بالله من عمى البصيرة :

    الكافي ج : 8 ص : 215

    260- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ عَنْ
    أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام مِثلَهُ وَ زَادَ فِيهِ أَلا وَ إِنَّ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ جَوْهَراً وَ جَوْهَرُ وُلدِ آدَمَ
    مُحَمَّدٌ صلى الله عليه واله
    وَ نَحْنُ
    وَ شِيعَتنَا
    بَعْدَنَا حَبَّذَا شِيعَتنَا مَا أَقرَبَهُمْ مِنْ عَرْشِ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَحْسَنَ صُنْعَ اللهِ إِلَيْهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وَ اللهِ لَوْ لا أَنْ يَتَعَاظَمَ الناسُ ذَلِكَ أَوْ يَدْخُلَهُمْ زَهْوٌ لَسَلمَتْ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ قُبُلا وَ اللهِ مَا مِنْ عَبْدٍ مِنْ شِيعَتِنَا يَتْلو القرْآنَ فِي صَلاتِهِ قَائِماً إِلا وَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ مِائَة حَسَنَةٍ وَ لا قَرَأَ فِي صَلَوَاتِهِ جَالِساً إِلا وَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ خَمْسُونَ حَسَنَةً وَ لا فِي غَيْرِ صَلاةٍ إِلا وَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَ إِنَّ لِلصَّامِتِ مِنْ شِيعَتِنَا لأَجْرُ مَنْ قَرَأَ القرْآنَ مِمَّنْ خَالَفَهُ أَنتمْ وَ اللهِ عَلَى فُرُشِكُمْ نِيَامٌ لَكُمْ أَجْرُ المُجَاهِدِينَ وَ أَنتمْ وَ اللهِ فِي صَلاتِكُمْ لَكُمْ أَجْرُ الصَّافِّينَ فِي سَبِيلِهِ أَنتمْ وَ اللهِ الذِينَ قَالَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ نَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى ‏سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ
    إِنَّمَا شِيعَتُنَا
    أَصْحَابُ الأَرْبَعَةِ الأَعْيُنِ
    عَينَانِ فِي الرَّأسِ وَ عَينَانِ فِي القَلبِ أَلا وَ الخَلائِقُ كُلهُمْ كَذَلِكَ إِلا أَنَّ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَتَحَ أَبْصَارَكُمْ وَ أَعْمَى أَبْصَارَهُمْ .
    نعوذ بالله من عمى عيون القلب ان هذا اللعين يعترف بنفسه انه يجمع المال من حرام لولده لانه شيخ كبير؛ ويعترف اخرى بانه حريص على الدنيا؛ بينما الولد نفسه يبرء الى الله تعالى من شناعة فعل ابيه ؛ اذن اي حجة بقيت له في قتل انوار رسول الله صلى الله عليه واله طفلين بريئين ؛
    ولماذا هذا التهافة للحضيض ؟؟!!؛
    فقال لولده الذي احرق اخرته من اجله :
    ((فخذ هذين الغلامين إليك ، فانطلق بهما إلى شاطئ الفرات ، فاضرب عنقيهما وائتني برأسيهما ، لأنطلق بهما إلى عبيد الله بن زياد وآخذ جائزة ألفي درهم .))
    التعديل الأخير تم بواسطة سيد جلال الحسيني ; 07-28-2009 الساعة 05:32 PM

  15. #30
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    2,842
    شكراً
    0
    تم شكره 23 مرة في 21 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    629

    رد: غصنان داميان

    غصنان داميان - 23
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
    ((فخذ هذين الغلامين إليك ، فانطلق بهما إلى شاطئ الفرات ، فاضرب عنقيهما وائتني برأسيهما ، لأنطلق بهما إلى عبيد الله بن زياد وآخذ جائزة ألفي درهم .))
    (( فأخذ الغلام السيف ، ومشى أمام الغلامين ، فما مضى إلا غير بعيد حتى قال أحد الغلامين : يا شاب ، ما أخوفني على شبابك هذا من نار جهنم ! فقال : يا حبيبي ، فمن أنتما ؟ قالا : من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، يريد والدك قتلنا .))
    ان قبول الغلام وهو ابن شيخ القساة كالغلام الاسود لم يعرف حقيقة الامر لذلك قَبل من ابوه طائعا ؛ ولكن كيف يسكت منبع العين الفوارة بالحنان والرحمة عن نجاة من هو بريئ من الجريمة فان
    عترة النبي الاكرم صلى الله عليه واله؛ الطفلين الحبيبين ؛ عرفا سلام الله عليهما ان الغلام لم يكن يعرف حقيقتهما ومادام هناك بصيص من الامل في نجاته فكيف يسكتا عنه ؛ وان كان الوقت وقت الذبح والقتل ؛ لكن آل محمد وهذه سجيتهم الرحمة لآخر لحظة كما نقل لي اخي السيد علي الخطيب والمؤلف المتخصص في قضايا كربلاء الحزينة قال لي:
    في اللحظات الاخيرة لشهادة الامام الحسين عليه السلام وهو ساقط على الارض والقوم يتنازعون فيمن سيذبحه شاهد روحي فداه بان احد اعدائه الذين سقطوا قريبا منه لازال فيه رمق ؛ فقال له الامام الحسين عليه السلام: لازال فيك رمق من الحياة تنح عني واجهد ان تبتعد عني لان القوم ان ذبحوني فسيدوسوا صدري بخيولهم فاخشى عليك ان تدوسك الخيل معي وانت حي
    ياحسين ياحسين ياحسين
    رحمتك شملت حتى لعدوك ؛ ومِن هذا الخلق الكريم وهذه السجية الحسينية قال الطفلان لولد شيخ القساة :
    ((يا شاب ، ما أخوفني على شبابك هذا من نار جهنم !))
    فانهما بيّنا للشاب شفقتهما عليه من ان يتبوء مقعده من النار بقتلهما ؛ وان هذه الشفقة اثرت في الشاب كثيرا حيث قال لهما :
    ((فقال : يا حبيبي ، فمن أنتما ؟))
    ومن اسلوب كلام ابن الشيخ القاسي تَعرفْ تاثر الشاب بكلامهما الرقيق والمخلص في تخليص الشاب وانقاذه من نار جهنم ولذلك سالهما من انتما؟
    لان من قول ابن مسلم بن عقيل عليه السلام عرف ان لهما شأن من الشان في يوم القيامة بحيث يتكلمان بيقين عما سيكون مصيره ان قتلهما في الاخرة .
    فقالا له :

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •