غصنان داميان - 21
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
(( فانكب الأسود على أقدامهما يقبلهما ويقول : نفسي لنفسكما الفداء ، ووجهي لوجهكما الوقاء ، يا عترة نبي الله المصطفى ، والله لا يكون
محمد( صلى الله عليه وآله )
خصمي في القيامة . ))
من هنا نفهم كيف ان الاسلام لم يفرق في التقوى بين الاسود والابيض والمولى والعبد ؛ فان هذا العبد الاسود فر من المعصية الكبرى وانكب على اقدام ذرية العترة الطاهرة معتذرا لجهله بمكانهما من
رسول الله صلى الله عليه واله ؛
واعلن بصراحة ان طاعة مولاه هي النار الكبرى؛
ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق القهّار مهما كان الامر ومن كان .
((ثم عدا فرمى بالسيف من يده ناحية ، وطرح نفسه في الفرات ، وعبر إلى الجانب الآخر ، فصاح به مولاه : يا غلام عصيتني ! فقال : يا مولاي ، إنما أطعتك ما دمت لا تعصي الله ، فإذا عصيت الله فأنا منك برئ في الدنيا والآخرة .))
ليتنا كنا كهذا الغلام لا نطيع رب العمل؛ ولا اقرب الناس لنا ان امرونا بمعصية الله تعالى مادام الرزق مقدر ومقسوم والموت في حين الاجل محتوم ؛ كما قال الله تعالى في سورة العنكبوت :
يا عِبادِيَ الذينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضي‏ واسِعَة فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ
(56)
كلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ المَوْتِ ثمَّ إِلَيْنا ترْجَعُونَ (57)
وَ الذينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لنبَوِّئنهُمْ مِنَ الجَنةِ غُرفاً تجْري مِن تَحْتِهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلينَ
(58)
الذينَ صَبَرُوا وَ عَلى‏ رَبِّهِمْ يَتوَكلُونَ (59)
و كأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها و إِيَّاكُمْ وَ هُوَ السَّميعُ العَليمُ (60)
وَ لَئِنْ سَأَلتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَ القَمَرَ ليَقولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (61)
اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ يَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَليمٌ (62)
وَ لَئِنْ سَأَلتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولنَّ اللهُ قُلِ الحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (63)
وَ ما هذِهِ الحَياةُ الدُّنْيا إِلا لَهْوٌ وَ لَعِبٌ وَ إِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (64)
فَإِذا رَكِبُوا فِي الفُلكِ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى البَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ (65)
لِيَكفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ و ليَتَمَتعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66)
أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنا جَعَلنا حَرَماً آمِناً وَ يُتخَطفُ الناسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَ فَبِالباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَ بِنِعْمَةِ اللهِ يَكفُرُونَ (67)
وَ مَنْ أَظلَمُ مِمَّنِ افْترى‏ عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالحَقِّ لَمَّا جاءَهُ أَ لَيْسَ في‏ جَهَنمَ مَثْوىً لِلْكافِرينَ (68)
وَ الذينَ جاهَدُوا فينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنينَ (69)
سبحان الله ما اوضح هذه الايات وما اتمها من حجة علينا يوم القيامة فاين تذهبون .