غصنان داميان -15
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
مقتطف من النص الروائي:
((فلما ولجا الفراش قال الصغير للكبير : يا أخي ، إنا نرجو أن نكون قد أمنا ليلتنا هذه ، فتعال حتى أعانقك وتعانقني وأشم رائحتك وتشم رائحتي قبل أن يفرق الموت بيننا . ففعل الغلامان ذلك ، واعتنقا وناما . فلما كان في بعض الليل أقبل ختن العجوز الفاسق حتى قرع الباب قرعا خفيفا ، فقالت العجوز : من هذا ؟ قال : أنا فلان . قالت : ما الذي أطرقك هذه الساعة ، وليس هذا))
اما الختن لقد جاء في كتب اللغة عنه :
كتابالعين ج : 4 ص : 238
و الختن: الصهر،
وفي كتاب مجمع البحرين ج 6 ص 241:
و أما العامة (فتقول) فختن الرجل عندهم: زوج ابنته، كذا قاله الجوهري.
ان صهر العجوز طرق الباب طرقا خفيفا مع ما به من جهد عظيم وتعب شاق الظاهر؛ لانه احتمل ولو احتمالا ضعيفا ان يكون اولاد المظلوم البطل مسلم بن عقيل عليه السلام عند العجوز لكي لاتشك من طريقة طرقه الباب بعنف فتغير مكانهما ؛ حيث لم يكن مجيئه مثل تلك الساعة معتادا للعجوز كما هي تعجبت وسالته عن امره المريب .
النص:
(( قال :
ويحك افتحي الباب قبل أن يطير عقلي وتنشق مرارتي في جوفي ، جهد البلاء قد نزل بي . قالت : ويحك ما الذي نزل بك ؟ قال : هرب غلامان صغيران من عسكر عبيد الله بن زياد ، فنادى الأمير في معسكره : من جاء برأس واحد منهما فله ألف درهم ، ومن جاء برأسيهما فله ألفا درهم ، فقد أتعبت وتعبت ولم يصل في يدي شئ .))
سبحان الله لدراهم معدودة ؛ الخبيث اللعين ختن العجوز لاجل ان ينفقها في معاصي الله تعالى؛ ياخذها من يد نجسة غارقة بدماء ريحانة رسول الله صلى الله عليه واله واهله واخوته وصحبه ومحبيه؛ قد جهد كل هذا الجهد؛ ليته جهد هذا الجهد لنجاة الطفلين الصغيرين الخائفين المتعانقين بعمق الحنان في ظلام الليل؛ لكان الآن خالدا في نعيم لا زوال له ؛ ونور عمله كان يضيئ مدى الزمن وكتب التاريخ تمدحه مادام للكتاب معنى ؛ولكن نعوذ بالله من الغفلة والطمع والحرص والشره الذي يعمي الانسان ويصم ؛ وهذا معنى تاكيد اهل البيت عليهم السلام لمحاسبة النفس محاسبة الند للند .
فقالت العجوز :
المفضلات