غصنان داميان -13
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
مقتطف من نص الرواية:
: فمن أنتما يا حبيبي ، فقد شممت الروائح كلها ، فما شممت رائحة أطيب من رائحتكما ؟!
، فقالا لها : يا عجوز ،
نحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل .
وقفة الم ونحيب:
وبعد ان اعترفت بانها عرفت ان لهما شانا غير شان الناس؛ وان فيهما رائحة النبوة وعطر العترة عليهم السلام ؛ وليس كل احد ينال هذا التوفيق بتشخيص الحق من الباطل ولابد انها ذات جوهر يلمس شيئا من نجابة وكرم في الاصل؛ وعسى ان يكون هذا سبب لان يطمئنا بها ؛ ولذلك اعترفا لها بحقيقتهما وببطاقتهما الشخصية فقالا لها :
(نحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل ).
وعند الاعتراف بحقيقة الحال بدئت العجوز باظاهر حقيقة مرّة؛ قد تكون سببا لمرارة الضيافة لهذين الحبيبين المعطرين بعطر السماء؛ وان عسل الطعام قد يختلط لهما بفتات من الحنظل؛ فحينها ما تصنع ان قابلت رسول الله جدهما وعلي عمهما وابوهما
مسلم بن عقيل عليهم السلام .
انا لله وانا اليه راجعون
يارب ارحمنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به؛ فان الامتحان للاولياء صعب عسير ؛ ليالي ننام باتم الراحة على السرير الناعم ولا ندرك كم من المؤمنين من هم اعز عند الله تعالى تنام اعناقهم على حبل ما ارفعه وهم معلقين تحت رحمة السياط
ليلة يريدان هذان النوران يناما ليهربا الصبح من عبيد الله لعنه الله وجنده ويعز عليهما النوم وفي تلك الليلة كم من الثملين بالخمور ناموا قريري العين لا لانهم اعزاء عند الله تعالى بل لانهم باعوا الاخرة بالدنيا والاخرة خير وابقى ؛ كما قال الامام موسى بنجعفر عليه السلام :
الكافي 1 17 كتاب العقل و الجهل ..... ص : 10
إِنَّ العَاقِلَ نظَرَ إِلى الدُنيَا وَ إِلَى أَهلِهَا فعَلِمَ أَنهَا لا تنالُ إِلا بِالمَشَقةِ و نظرَ إِلى الآخِرَةِ فَعَلِمَ أَنهَا لا تنَالُ إِلا بِالمَشَقةِ فَطلَبَ بِالمَشَقةِ أَبقَاهُمَا.(انتهى)
ومهما كان التصريح شاقا وعسيرا لكن لابد من اخبارهما لان الامر يخصهما فقالت :
قالت العجوز : يا حبيبي ، إن لي ختنا فاسقا ، قد شهد الواقعة مع عبيد الله بن زياد ، أتخوف أن يصيبكما هاهنا فيقتلكما......
آه ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا ومنسيا ولا اسمع بمصاب آل محمد عليهم السلام
قالا:.....
المفضلات