غصنان داميان -10
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
نفسي لنفسكما الفداء ، ووجهي لوجهكما الوقاء ،
يا عترة نبي الله المصطفى ،
هذا باب السجن بين يديكما مفتوح ، فخذا أي طريق شئتما ، فلما جنهما الليل أتاهما بقرصين من شعير وكوز من الماء القراح ووقفهما على الطريق ، وقال لهما : سيرا - يا حبيبي - الليل ، واكمنا النهار حتى يجعل الله عز وجل لكما من أمركما فرجا ومخرجا . ففعل الغلامان ذلك . فلما جنهما الليل ، انتهيا إلى
واخيرا والحمد لله خرج النوران من السجن وجعل الله تعالى من امرهما فرجا ومخرجا؛ ولم يحق لغلامين صغيريين ان يمشيا نهارا ؛ واعظم جناية منعتهما من السير نهارا انهما من تعترة خاتم النبيين محمد رسول الله صلى الله عليه واله .
وانهما سارا وفق ما رسم لهما الشيخ الطريق حيث مشيا ليلا وكمنا نهارا .
باقي الرواية :
. فلما جنهما الليل ، انتهيا إلى
عجوز على باب ، فقالا لها : يا عجوز ، إنا غلامان صغيران غريبان حدثان غير خبيرين بالطريق ، وهذا الليل قد جننا أضيفينا سواد ليلتنا هذه ، فإذا أصبحنا لزمنا الطريق . فقالت لهما : فمن أنتما يا حبيبي ، فقد شممت الروائح كلها ، فما شممت رائحة أطيب من رائحتكما ، فقالا لها : يا عجوز ،
نحن من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، هربنا من سجن عبيد الله بن زياد من القتل قالت العجوز :
يا حبيبي ، إن لي ختنا فاسقا ، قد شهد الواقعة مع عبيد الله بن زياد ، أتخوف أن يصيبكما هاهنا فيقتلكما . قالا : سواد ليلتنا هذه ، فإذا أصبحنا لزمنا الطريق . فقالت :
سآتيكما بطعام ، ثم أتتهما بطعام فأكلا وشربا . فلما ولجا الفراش قال الصغير للكبير :
يا أخي ، إنا نرجو أن نكون قد أمنا ليلتنا هذه ، فتعال حتى أعانقك وتعانقني وأشم رائحتك وتشم رائحتي قبل أن يفرق الموت بيننا .
ففعل الغلامان ذلك ، واعتنقا وناما . فلما كان في بعض الليل أقبل ختن العجوز الفاسق حتى قرع الباب قرعا خفيفا ، فقالت العجوز : من هذا ؟
قال : أنا فلان . قالت : ما الذي أطرقك هذه الساعة ، وليس هذا
لك بوقت ؟
قال :
المفضلات