قالت زينب:لم يعش بعد من يفعل ذلك بكِ..أنتِ أمه وسيحترمك ويقدرك طوال حياته.
أنا أعجبت بكلامها نعم هذه هي زينب التي كانت تتحدث معي في السيارة،لكن أمي استمرت وكأنها لم تسمع وقالت:أنتِ كاذبة.
وقف أبي وقال:يكفي، علي خذ زوجتك وأصعد إلى غرفتك أنتما متعبان.
نظرت أمي إلى والدي بغضب وقالت:ماذا؟ هل أنت راضً؟
قال أبي:علي اصعد إلى الغرفة انتهى النقاش الذي لم يبدأ.
قلت لأبي:حاضر يا أبتي.
وجهت كلامي لزينب زوجتي:هيا بنا لنخلد إلى النوم.
وبينما نحن نصعد على الدرج رأيت زينب ودموعها التي لم تتوقف..لم أعرف ماذا أقول لها؟ تركتها تواجه الأمر لوحدها..أنه صعبا.. الكلام الذي قيل لا يقال لفتاة مثل زينب..صحيح أنني الليلة رأيتها..لكن قلبي يقول بأنها فتاة رائعة ذات أخلاق عالية..فتمالكت نفسي واستجمعت قوتي..ونظرت لزينب وقلت لها:آسف.
نظرت لي وقالت:على ماذا تعتذر يا علي؟
طأطأت رأسي إلى الأرض وقلت:لأنني لم أقل ولا كلمة.
قالت لي:علي، أنهم أخواتك الأكبر وأمك، ماذا ستقول لهم؟ هل ستصرخ في وجهم؟ لا لن تفعل هذا طبيعي وكل الكلام الذي قيل كان سيقال .
يا إلهي أي مدرسة علمت هذه الفتاة..أنها رائعة وأخلاقها لا مثيل لها..كل المدارس لن تخرج فتاة مثلها..مؤدبة متعلمة..ذات أخلاق عالية..مبتسمة في أصعب المواقف..لا تجدها ترفع صوتها على من هو أكبر منها..تحترم من أمامها وتقدره..ولو اخطأ بمليون خطأ سواء كان صغيراً أم كبيراً..وكل هذه الأخلاق تزين..جمالها الخارجي..الذي لا يراه إنسان إلا وفتن به..حقاً هي كالحورية..فعينها الزرقاوات كالبحر الغامض..وبياض وجهه كنور القمر..وخدودها كوردتين حمراوين تتوسط وجهه..قطعت تأملي وقلت:زينب وصلنا.
خجلت إن تدخل غرفتي،فهي غرفة شاب مراهق بدرجة الأولى.. لن تجد فيها شيء صحيح..كل ما فيها صور لمطربين وفنانين غربيين وعربيين..وأشرطة وأغاني وأشياء لا يمكنني أن اذكرها..لم أرد إن تدخلها زينب لكن هذا ولا بد منه.. دخلنا وأشعلت الضوء..ابتسمت زينب عندما رأت الغرفة..أنها مكركبة وغير مرتبة وليست نظيفة..طلبت من زينب أن تنام على السرير قائلاً لها:زينب أنتِ نامي على سرير.
ابتسمت وقالت:هذه الغرفة غرفتك وأنا ضيفة فيها سأنام على الأرض.
قلت:لماذا يا زينب؟
قالت:علي خذ راحتك فهذه غرفتك.
حاولت أن أقنعها بدون فائدة فاستسلمت، وفرشت لها في الأرض، ألقيت بجسدي المتعب على السرير، لأراجع ما حدث اليوم، هل هو حقيقة؟ أم خيال؟ أنظر إلى زينب لا ليس خيال، ما هذا؟ زينب لم تخلع حجابها، لماذا يا ترى؟ لا أستطيع أن أجبرها على شيء لا تريده، لا أعرف هل تشعر بأني لا أرغب بها كزوجة، لا أنا أحسد عليها، أنها رائعة، ونسيت أن أسأل نفسي من هي زينب؟ غطيت في نوم عميق بعد كل تلك المتاعب.


هل يعقل أن يكون ما حدث لعلي مجرد حلم؟

وأن يهتدي بهذا الحلم؟؟

كل شيء يجوز بهذه الدنيا؟؟