قالت لي بخجل ورأسها في الأرض ولم ترفع عينيها لتلتقي بعيني:هل تتزوجني؟
قلت في نفسي..مال هذه الفتاة..تطلب مني الزواج..ما بها؟..ماذا جرى لها؟
لكن لم أستطع أن أقول نعم،كررت كلامها:هل تتزوجني؟
لا أستطيع التحدث ماذا أقول لها نعم أم لا..أنا لا أعرفها من تكون؟؟ فكيف سأتزوجها؟
وإذا بثلاث شبان يقتربون مني..والفتاة تختبئ خلفي..وصلوا عندي فقال أحدهم بصوت مرتفع:تعالي لن يحميك هذا.
قلت له:ماذا تريد منها؟
قال آخر:لا يعنيك.
قلت بدون شعور ولم أحس إلا وأنا أنطق هذه الكلمات:هذه خطيبتي،ماذا تريدون؟
قالوا بصوت واحد والمفاجأة تصطحبها:خطيبتك!!!!!!!!!
قلت:هل لديكم اعتراض؟
وجدت الثلاثة يهربون،التفت للفتاة وقلت لها:هل تتزوجيني؟
ابتسمت والدموع في عينيها:نعم.
طلبت منها الركوب في السيارة خافت مني وقالت:لا أستطيع
قلت لها:أن المحكمة بعيدة.
قبل أن تصعد قالت لي:أحلفك بعلي أمير المؤمنين لا تلمس ولا شعرة مني.
قلت لها:طلبتك لزواج ولن ألمسك حتى أتزوج.
صعدت الفتاة في الخلف وأنا أقود وكانت عيناي على المرآة أراقب جمالها..كل هذا جمال سبحان الله لقد أبدع الصنع..أول مرة التفت لفتاة ربما لأنها متحجبة وجمالها يلفت الانتباه..لا بل لم أرى مثلها في الوجود..هل سأتزوجها وأنا لا أعرف من هي؟ ولماذا عرضت عليَّ الزواج؟ أسئلة وأسئلة إلى أن وصلنا إلى المحكمة..ولكن قبل أن نصل اتصلت بصديقين ليكونا شهود..لم يصدقا حتى أتوا لي..ثم التفت للفتاة وقلت لها:لقد وصلنا.
قالت لي:إلا تريد أن تنسحب.
تفاجئت من كلامها..ماذا بهذه الفتاة؟ أعادة السؤال وأنا أنظر إليها متعجب منها..ظننت بأن طلب الزواج مني كذبة أو لعبة أرادت أن تلعبها معي..أو مزحة ثقيلة من فتاة لا أعرفها..ماذا يحدث؟ وإذا بها تكرر السؤال وعينيها ممتلئة بالدموع..انتبهت من أوهامي وقلت لها:ما بكِ؟
قالت:هل تراجعت عن قراراك؟
قلت لها:أي قرار؟
بكت الفتاة..ماذا حدث لها؟
قلت لها:لماذا تبكي؟
قالت ليَّ:هل تراجعت؟
قلت لها:عن الزواج بكِ؟


هل تراجع عن قرار أتخذه؟