بالقديح
حسين :
هلااا رمزي
رمزي :
هلا حسووون
حسين :
وش الأخبار ؟
رمزي :
ماااش .. ( و يضحك ) ..
سجاد :
سلام عليكم جميعاً
حسين و رمزي :
و عليكم السلام
سجاد :
سمعتوا آخر خبر
حسين :
لا , أتحفنا يا أبو الأخباار
سجاد :
تعرفوا مكتب الـ ...
حسين انقبض قلبه
رمزي :
أي وش فيه ؟!
سجاد :
باص من باصاتهم أحترق في الطريق ..
حسين بصدمة :
الي مشوا الليلة ؟
سجاد : ايه ..
رمزي :
طيب و البنات الي فيه ؟!
سجاد :
الله العالم بحالهم ..
حسين قام يركض لسيارته .. ركبها و توجه لبيتهم ..
ماسك بإيده جواله .. يحاول يدق على ياسمينْ
سجاد :
ويش فيه حسين هج ؟
رمزي :
يالغبي ما تدري ان اخته تبع هالمكتب
سجاد :
ياعلي ..
....
حسين و هو يدق على ياسمينْ .. يطلع له مقفول
وصل بيتهم ..
حسين :
اماااه
ام حسين بخوف طلعت من المطبخ :
وش فيك ؟
حسين :
دقيت عليش ياسمين
ام حسين :
لا , دقيت عليها قبالك و طلع ليي مقفول .. منها ما دقيت
حسين :
لاااااااااااا
( مسك راسه بأيده و صرخ فيها )
ام حسين :
طيحت قلبي ياولدي , صاير شي لأختك ..
حسين :
ياسمين باصهم احترق .. و الله اعلم وش صار فيهم
ام حسين حطت اياديها على راسها و صرخت :
يااااااعلي .. بتي رااااااحت ...
مكان الباص ( المحتَرقْ ) ..
تجمعوا
فرقة الإطفاء و دوريات الشرطـة ..
و سيارات الإسعاف ..
.. بعض العوائل جت تبغى تعرف مصير بناتها ..
حشد هائل من الناس ..
أختلطت أحاسيسهم ما بينْ
قلق , خوف , دموع , دعاء و توسل
الشارع تسكّر .. و الزحمة قامتْ ..!
..
بجهة ثانيةَ :
هشام دق على أخته هاشمية ..
هاشمية :
هلا خوك ..
هشام :
هلا خية , طالعين ؟
هاشمية :
لا والله قاعدين , لاويش ؟
هشام :
لا , بس بامر عليش توصيلتي
هاشمية تحس بنبرة صوت اخوها .. ما تطمنْ ..
هاشمية :
حياك
هشام :
يالله مع السلامة
هاشمية :
الله يحفظك ..ف
اضل ( زوج هاشمية ) :
هشام ؟
هاشمية :
ايه , يقول توصيلته بيمرني مو عادته , ما أدري وش صاير بعد .. صوته ما يطمن
فاضل :
ماصاير الا الخير إن شاء الله
هاشمية :
إن شاء الله يارب ..
...
توقف عِند محطةَ .. يعبي بنزينْ ..
و بعد ما خلّص ..!
توقف عِند البقالةَ .. يشتري شي .. حس بالجوع ..!
نزل من السيارةَ .. و على صوت تسكيرة الباب اوتعتْ ..
مو قادرة ترفع راسها .. من الألم .!
بشوي شوي .. قامتْ .. تحسست راسها .. ملفوف ..!
و مغطى بغترةْ ..
وين أني ؟!
( صدر مِنها هالتساؤل و هي تتلفت حولهـا )
شَويِ و جاءْ .. فتح بابْ السيارةَ و هي لمّت روحها و تغطت ..
انتبه ليها ..
ترّدد ما عرف وش يقول ..
ماتوقع بعمره ينحط بمثل هالموقف ..!
أنتظرها كان هي تتكلم .. بس أبد .. ما ينسمع غير صوت نفسها ..
فتح الكيس أخذ له فطيرة و عصير ..
و من ورى ظهره مد الكيس عليها .. و قال
هشام :
اذا جوعانة .. الكيس فيه فطاير و عصير ..
ثانية , عشر ثواني , خمسطعش ثانية , دقيقة .. و هو مادنه
ما أخذت .. و صعبة يفلته .. بلكت صابها ..
خمّن إنها مستحية .. أو منصدمة بمعنى اصح ..!
لف جسمه شوي بدون ما يلتفت و حطه جنبها ..
جاءه سؤالها ..
ياسمين:
وينَ اني ؟!
هشام :
ماتذكري وش صار ؟
ياسمين بدموع :
لا ..
هشام :
شفتش طايحة في الطريق .. و حالتش حالة .. و الدمان مغرقتنش .. ضمدت الجرح و ركبتش في السيارة
خية تذكري وش صار ؟ وش سبب هالجرح الي في جبينش ؟
ياسمين بدموع زادت :
ما أدري .. ( الصدمة نسّتها .. )
كان يبغى يسئلها من هي ؟ وش اسمها ؟
بس قرّر يوقف اسئلته .. لما سمعها تصيح ..
أنسدتْ نفسه عن الفطيرة و العصير ..
و حرّك سيارته .. وهو يقول
هشام :
خية جرحش نزف واجد , و بعده ينزف .. لازم تاكلي..
..
ياسمينْ تتكلم :
ما كِنتْ بوعيي .. ما أدري ولا أذكر وش صار ..
انصدمتْ لما قال لي إنه شافني مرمية في الطريق و دماني مغرقتنيِ ..
كنت احاول أتذكر وش السبب ؟ بس كلما حاولت زاد الألم براسيِ ..
...
بالقديح ..أ
نهارت أم حسينْ ..
اتصل حسين في خواته فاطمة و إيمان علشان يجوا يقعدوا وياها و يهدوها لبينما يروح للمكتب و يشوف الحالة ..
وصل و كان المكتب .. الضرّابْ يضربْ .. صراخ و مضارب .. و زحمة .. خصوصاً من عرفوا ان نص البنات مفقودينْ .. إما تاهو بالبرور أو جلّلتهم النار و حولتهم رماد ..
دخل وسط الزحمة ..!!
احد الأشخاص يصرّخ على نائب المسئول :
و كيف تمشيه دامك تدري ان به خراب .. هااااه كيفه
النائب المصري حالته حاله من الخوف :
دنا ماليش أي دخل بالموضوع
حسين بصراخ :
عجل منهو الي له دخل .. هااااااه .. اهلنا الله العالم بحالهم الحينْ .. و انت تقول مالك دخل .. الله يلعنكم
و طب عليه .. تجمعوا الناس حواليهم .. يحاولوا يفككوهم ..
باعدوهم ..
المصري يحلف ماله شغل و كل اللوم على المسئول الكبير الي من عرف السالفة هج الله العالم وينْ ..
تسند حسين على الجدار .. طاحت دموعه .. من قلة الحيلة ..
اخته ما يدري وش فيها ولا بأي أرض صارتْ ..
هتف بقلب محروق :
ياسمين لش الله ياخية ..
..
اتصل هشام لباسِم ..
باسم :
هلا هشام
هشام :
هااه وينك ؟ مشيت ؟
باسم :
ايه .. من ساعة كذا , بس الله لا يوريك الزحمة
هشام :
إيلاويش الزحمة ؟
باسم :
حادث , الظاهر باص ما أدري شاحنة
هشام :
ياعلي .. الله يلطف , زين انتبه لعمرك .. سلام
باسم :
إن شاء الله .. سلام
قفل مِنه .. و جلس يفكر .. معقولة الحادِث يكون له علاقة بهالبنت ..!
..
شوي و وقف بِنقطة تفتيش .. طلب مِنه الشرطيِ يوقف على جنب
هشام :
يالله , خذ لك ويا هاللحجي
وقف على جنبْ ..
الشرطي و عيونه على الي جالسة و رى هشام :
الرخصة لو سمحت ..هشام لاحظ نظراته .. و خالجه خوف ..!
خصوصاً أن وضع ياسمين مُلفتْ .. يعني متغطية بغترة ..!
و عباتها مدحنة و كلها ترآب ..
خوفها ما كانْ اقل من خوف هِشام .. و علشان تِحسْ بالأمان
مسكت فالينة هشام من ورى .. و هشام أنفجع .. بس عذرها
البنت بحالة صدمة ..
طلّع الرخصة .. و عطاها و ياه ..
الشرطي تمادى بنظراته .. و هشام وصل حده ..!
هشام بنبرة حادة :
شي ثاني يالأخو ؟!
فهمها الشرطَيِ .. عطاه الرخصة ..
حرّك هشام و هو يقول : (
الله يقلعك )
..
مِتْ من الخوف لما شفت الشرطي جاي بإتجاهنا
كنت اظنه بيسلّمنيِ ليهم ..
مسكت فالينته على طول .. اترجاه ..!
بس طلع الشرطي يبي رخصته .. و إن حنا بنقطة تفتيش ..
استحيت من حركتَيِ .. و على طول شِلتْ ايدي ..
..
بالقديح ..
حسين رجع بيتهم بخيبةْ أمل .. وش بيقول لأمه .. ما يدري عنها ..
فاطمة بدموع :
اماه خلاص , ياسمين إن شاء الله بترجع
ام حسين بإنهيار :
راحت بتي رااااااااااحت .. يااااااااااعلي
إيمان قعدت في زاوية تصيح ..
شوي و جاهم صوت جعفر الصغير .. يصيح ..!
كأنه يحسْ .. بلي فيهم .. من ألم ..
فاطمة :
إيمان غناتي قومي شوفي جعفر
إيمان يالله تقوم :
إن شاء الله
أم حسين بس تأن و تون ..
و فاطمة تقرأ عليها .. و تطلب مِنها تذكر الله .. تحاول تطمنها
و هي فارقها شيء إسمه ( إطمئنان ) ..
دخل حسين مِنهار .. و حالته حاله .. من شافوه ركضوا ليه ...
ام حسين بحال يفتت الصخر :
هااه شفتها أختك ؟ ياسمين شفتها ؟
فاطمة :
اخويي طمنا ..
حسين بدموع :
ما نملك غير الدُعاء .. ياسمين الله العالم وين أرضها ..
طاحت عليهم أم حسين ..
فاطمة :
اماااااه
....
يتواصلُ الألم .. و الأملْ .. و نبقى في في إنتظار ..!
قد تأتي حلقة أخرى بعد قليلْ ..

المفضلات