- من !
- من ماذا ؟
- أبوأحمد، هل ستدخـ..ـل أولاً.
- لا... لا أعرف.
- الفاتحة والمعوذات شباب !
- بسم الله الرحمن الرحيم، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين،
إياك نعبدُ وإياك نستعين، إهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين
أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الظالي، صدق الله العلي العظيم.
- هل أنتهيتم ؟
- ..
- لماذا لا إجابة ! هل أنتهيتم؟
- نعم.
- فقط نعيم !
- نعم !!
- حسناً سأدخل أنا وكرعوب أولاً، سأجعل كرعوب أمامي
وعلامة لي، لكن عندي طلب عم مهبوب.
- وماهو ؟
- أريد من كرعوب أن يخلع ثيابه!
- لماذا ؟
- كي يختفي نهائياً كما فعلنا عند قبر هود عليه السلام.
- أنت أخرج وأنا سأعطيه أوامر أن يمشي معك.
- أبو أحمد !
- نعم محفوظ.
- كيــ...ف كـ.. كيف ! تعـ.. تـ.. تعـ عرف
إن كر كرع يمشي أما..مكك.
- صدقت إنه مختفي، كيف أعرف أنه أمامي، ربما يكون خلفي.
- أنا عندي أقتراح.
- ماهو نعيم ؟
- أربط خيط صغير في رقبته.. لحظة لحظة خذ هذا الخيط
الأحمر، إنه من قميصي، أعتقد إنه مناسب.



فربط العم مهبوب الخيط في رقبة كرعوب وأخبره بطريقته أن يمشي أمامي.

- أنا سأدخل وسأتصل بكم باللاسلكي، هو هو جاهز ياطارق ؟
- نعم، إنه يعمل، والقاعدة الرئيسية موصولة بالبطارية
مباشرة، لأن مكان الولاعة مخلوع.
- أكيد السيارة قديمة والحمد لله إن بها بطارية.

وفجأة رن موبايلي !

- السلام عليكم !
- الله الله، شباب هذا صوت شاهين، هل أنت حي ؟!
- كيف حالك أبوأحمد!
- الحمد لله، مازلت حياً.
- الحمد لله، أسمع نحن نعرف إنكم عند الجبل، ونحن نراقبكم من
بعيد، فأرجوا أن لاتتهور وتفعل غير المطلوب منك، أريد الكبسولة الزرقاء.
- تقصد كبسولة الزئبق الأحمر.
- نعم، ولاتنسى أن تضع راديو الأتصال على القناة الرابعة، فأنا
أحمل راديو وكذلك مراد أبني.
- أخيراً أعترفت ياشاهين، مراد أبنك !
- نحن نتظرك، وأي طارئ سنحاول مساعدتك.

فأقفل الأتصال في وجهي !

- وقح !! عديم الأخلاق !
- هل هذا الذي أخبرتني عنه يا أبوأحمد ؟
- نعم ياعم، هذا شاهين رأس المصائب.
- بسرعة تلاحقوا الوقت يا أبوأحمد، يجب أن تنجز المهمة قبل
غروب الشمس.
- صدقت ياعم، هيا أأمر كرعوب بالتحرك أمامي.
- لك ذلك.


ترجلت من السيارة، ورأيت الخيط الأحمر أمامي وكأنه مرمي على
الأرض، ياله من موقف مرعب !! خطوات تتبعها خطوات.. فالأرض
مليئة بالأحجار الملساء.. تارة تراها سوداء وتارة بنفسجية لامعة!
وكلما أقتربنا من الكهف، زادت الرائحة النتـنة التي تدخل الجوف
وتصدع الرأس !

ماذا أفعل!! كأن شيئاً يلاحقنا!!
نعم أنا متأكد، فالأحجار التي أخطوها تصدر صوتاً !!
وحفيف من الأنفاس ينفخ أذاني !! يالله رحماك !!

لم أجرأ التفكير فقط على أستراق النظر من شدة خوفي !!
وثقـل جسدي أصبح كالجبل فوق أقدامي، ولساني يهلل
بأسم الله الذي لايخيب من ناداه، وذكر الصلاة على المبعوث فينا مع الآل
.. حتى وقفنا أمامه وجهاً لوجه!! لم اعرف أكنت بنهار أم ليل،
فالدنيا أظلمت في وجهي، ونور الشمس أختفى وغاب
عند مدخل كهف وكنف الشياطين !!!!!!!!