1-10 عريات ... بوابة الشر
أمضينا وقتا ًجميلاً في مدينة تريم، حيث أدينا الصلاة في مسجد
المحضار المشهور، وتناولنا وجبة المضبي بالطريقة الحضرمية
الأصيلة، ثم جرى حوار قوي وجرئ مع أحد الشيوخ أعتذر
عن البوح به، وأخيراً وقبيل المساء بدأنا مشوار عريات.
- ماشاء الله، الطريق مليئ بالنخيل، هل التمر اليماني لذيذ مثل تمرنا.
- أكيد طارق، كل تمور الدنيا لذيذة، وهذه ميزة أعطاها الله النخلة.
- أنا عندي معلومة.
- ماشاء الله، تفضل محفوظ.
- أنا أتوقع أن النخلة التي أكلت منها مريم بنت عمران ليست
كنخيلنا بالسعودية، الخلاص أو البرحي، صح طارق ؟
- نعم أعتقد ذلك.
- إذاً يوجد نخيل نحن لانعرفها في الدول العربية مثل اليمن
وليبيا وفلسطين ومصر، ونفكر إن تخلينا هي الأحلى.
- ماشاء الله عليك محفوظ.
- شكراً نعيم.
- ألتفاتة جيدة منك يامحفوظ ! كلامك ينطبق مع المثل الأجنبي
فراج إن ذا ويل، أي بالعربية ضفدع في البئر أو البحيرة.
- وماقصته يا نعيم.
- يقال إن ضفدعاً يعيش في بئر مهجورة، وكل يومه سعادة
ونعيق إنه أسعد ضفدع، ولا يوجد بئر إلا بئره في
الوجود، وكل ماحولة صحراء.
- مثل ماذا ؟
- بعدما كبر جسمه وقويت عضلاته، قفز خارج البئر ومشى خطوات،
حتى وجد إن حوله بحيرات وأنهار وإن تفكيرة كان مخطئاً.
- ماشاء الله نعيم، قصتك بها عبر عظيمة أن فكرت وتعمقت بها.
- أشكرك أبوأحمد.
- الله الله بدأ الحكيم نثر الددر.
- هذه القصة أخبرني بها أبي يا طارق.
- أنت محظوظ يانعيم.
- لماذا تقولها وأنت حزين يامحفوظ.
- أنا لم أتذوق طعم الأبوة.
وفجأة !! العجلة الخلفية أنفجرت وتوقفنا بالسيارة في جانب الطريق !
- أنظروا شباب! لقد أنسلخ جلد العجلة.
- ماذا تريد من سيارة قديمة وعجلات عديمة الفائدة.
- وما الحل الأن؟
- نركب عجلة الأحتياط.
أستخرجنا العجلة الموجودة أسفل السيارة، والمفاجأة الأخرى كانت بأنتظارنا !!
- يالله، كيف لم نتأكد إن العجلة الأحتياط مثقوبة.
- هذا خطأ كبير لم نفكر فيه.
- والعمل نعيم.
- أبوأحمد، ليس لنا إلا الأنتظار لطلب مساعدة من السيارات المارة.
- سندخل في وقت الليل إذا بقينا هنا.
- ماباليد حيلة.
كل السيارات ترفض الوقوف لنا حتى جن الليل وأظلمت الدنيا في وجوهنا.
- دعونا نصلي شباب وسيفرجها الله.
- أحسنت طارق، هذا أفضل حل.
صلينا المساء والعشاء قصراً ثم أنتظرنا بداخل السيارة.
- أنظروا شباب، أعتقد هناك نور داخل هذه المزرعة، يمكن
أن نذهب ونطلب المساعدة.
- لكن من سيبقى في السيارة.
- محفوظ !
- أنا لن أبقى، هل أنت مجنون طارق !
- أفضل من المشي في الظلام بين النخيل والأشجار.
- ماذا قلت يانعيم.
- أبو أحمد، أرجوك أخاف البقاء لوحدي.
- إذا الحل شباب أن نمشي في خط واحد ومحفوظ بيننا.
- الأن ؟
- أكيد نعيم الأن، ليأخذ كلاً منكما جوازين في جيبه، وأنا
سأضع أنبوبة الزئبق في جيبي.
- وماذا سيأخذ محفوظ ؟
- أحمد الله ياطارق أن قدماي ستحمل جسمي وهذا يكفي.
- لاحول ولاقوة إلا بالله !
- هيا شباب، لنبدأ.
- توكلنا على الله، بسم الله الرحمن الرحيم.





رد مع اقتباس

المفضلات