- لكن ماذا نفعل بالمعدات والشنط ؟
- سنستأجر سيارة لنقلهم معنا إلي سيئون.


أستأجرنا سيارة لنقل معداتنا كاملة وأستقلينا سيارة أجرة وساعة وأذا بنا بسيئون.


- أرجوك حاول أن تجد لنا سيارة جيب.
- أخي قلت لك لايوجد إلا هذه، الجيب فقط تجده في عدن وصنعاء.
- والعمل الأن شباب.
- أمرنا لله، نأخذها.
- لكن شكلها قديم ولا أعتقد إنها ستواصل معنا.
- لاتخافوا، أنا أضمنها لكم، الماكنة قوية ولاتحتاجون
في طريقكم إلي سيارة لدخول الرمل على حسب كلامكم.
- نعم، نحن سألنا فقالوا إن الطريق حصوي.
- إذا توكلوا على الله.
- أمرنا لله، أين المفتاح.


أستأجرنا باص صغير لنقل المعلمات والعمال من النوع القديم،
فنقلنا معداتنا وحقائبنا وتوجهنا إلي عمق وادي حضرموت في جنوب سيئون.


- هل سنذهب مباشرة إلي نتعة ؟
- لا ياطارق، سمنر أولاً بتريم ثم عريات وفقمة.
- فقمة !!
- نعم محفوظ، ثم سنتوجه إلي منطقة قبر هود عليه السلام
ثم مراخي حتى وادي المسيلة شرق جنوب.
- واوو !! كل هذه القرى والمدن. أنت قلت فقط ساعات ونصل.
- لا أعتقد ياطارق، أي نعم الطريق معبد حتى المسيلة،
لكن بهذه السيارة التي لاتزيد سرعتها عن سبعين كيلومتر، سنصل في نصف يوم.
- وماذا عن تريم ؟
- طارق عزيزي، أنا دائماً أقول لكم أنتم أسعد ناس في هذه الأرض.
- لماذا ؟
- لأنكم في اليمن ورأيتم وسترون المزيد.
- وماذا عندك أبوأحمد عن تريم.
- سأتكلم عن مدينة تريم حتى نصلها.
- تفضل.
- تريم إخواني مدينة المساجد والعلماء.
- المساجد !
- نعم محفوظ، فيها أكثر من ثلاثمائة وخمسون مسجد،
أي كل خمسين متر مسجد.
- أعتقد إنك خرفت يا أبوأحمد، كل خمسين متر مسجد !
- والله لا أدعي من عندي يانعيم.
- أسف على كلمتي.
- عادي، أعرف إنك تمزح.
- دعوه يكمل شباب.
- أخخ ياطارق، أتمنى كوب شاي أخضر لأكمل.
- تخيل أنك تشرب الشاي.
- المهم شباب مدينة من عواصم سكان الاحقاف والمهرة
وقد أشتق أسمها من أسم ملكها تريم بن حضرموت بن سبأ الأصغر،
ويرجع تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي، وكانت في يوم من
الأيام، عاصمة منطقة حضرموت قاطبة، وكان الوالي عليها لبيد بن زياد الأباضي.
- الأباضي!
- وأهم معلومة أشتهرت بها تريم مأذنة مسجد المحضار.
- وماذا الغريب في هذه المأذنة.
- ياطارق، تخيل المساجد التي قلت لكم إنها تغرف مدينة تريم.
- نعم.
- تخيل مأذنة مسجد المحضار بأرتفاع ثلاثمائة وثمانين متر.
- واووو !!
- وتطل على كل المدينة وترى كل المآذن حتى يراها الناظر كالشموع.
- ماشاء الله، أتمنى أن أصعد تلك المأذنة.
- هل سهل الصعود إلي تلك المأذنة أبوأحمد.
- حبيبي محفوظ، الصراحة .. أتوقع إنها قديمة وسلالم
المأذنة ستكون صعبة وعالية، إذا الجواب صعب الصعود إلي القمة.
- ماذا تقصد محفوظ، هله تنوي أن تصعدها.
- والمانع ياطارق.
- والله إن صعدت المأذنة ستسقط، أخبره أبوأحمد أن لديهم وزن محدد.
- نعم محفوظ، كلام طارق صحيح.
- من أخبرك ياطارق ؟
- يوماً كنت أنتظر دوري في حلاق بالقطيف وقرأت المعلومة من مجلة.
- وكم الوزن المطلوب.
- عندي لك حل يامحفوظ، أعمل ريجيم حاد، وإذا نزل وزن تصعد.
- ههههه، ههههه، أتخيل محفوظ سيعيش في تريم لعدة سنين.
- هههه، صدقت يانعيم.
- أوكي شباب، دعوني اكمل الحديث عن تريم.
- أسف، تفضل أبوأحمد.
- أشتهرت مدينة تريم بالمكتباب القديمة والقيمة، وأشهرها
مكتبة الأحقاف التي تحتوي على أكثر من خمسة الاف مخطوطة قديمة ومهمة.
- ماشاء الله ، كل هذا في تريم.
- وأزيدكم معلومة، تريم مشهورة بمرابط العلماء الصوفية
الشافعية، وتعتبر من معاقل الصوفية وأشهر رباط بها هو
رباط دار المصطفى، والاف الطلبة من شتى بقاع العالم
يحضرون إلي هنا لتلقي العلم.
- صراحة اليمن كنز لم يكتشف.
- صدقت نعيم كنز لم يكتشف.