وإذا بنا أمام جمع غفير حول صرح عرش بلقيس،
وكأن صوتاً عربياً يلوح بين مجموعة من السياح المتجمهرين.
- هل هؤلاء عرب يانعيم.
- أعتقد ذلك، وكان المتحدث مصري الجنسية.
فأقتربنا وإذا كلام نعيم صحيح، إنهم طلاب مصريين، وكان
عددهم بالعشرات وأستاذهم يتحدث من علو فوق صرح
بلقيس، حتى أنضم لهم عدد من السياح والمرشدين السياحيين اليمانيين :
- كان النبي سليمان عليه السلام يتحدى الملكة بلقيس بعظمتها
وقوتها وشهرتها في ممكلتها بحضرموت، فأمر من حوله
من يأتيه بعرشها أي كرسيها، فقال له العفريت أي الجني
الذي كان بجواره : انا أحضره لك قبل ان تقوم من كرسيك،
وكان العرض الأخر من الوزير الأنسي على ما أعتقد أسمه
أصف : سأحضره قبل أن يرتد إليك طرف عينك، فأحضر
العرش وأستسلمت الملكة بلقيس بعد هزيمتها.
فسأله أحد تلاميذه الموجودين حوله.
- أوكي بروفسور محمود، كيف تم نقل العرش وهو يزن
مئات الكيلومترات أو ربما طن لمسافة بعيدة في هذه السرعة،
هل العملية علمية أو بالسحر ؟
- يا أبني أنا اعتقد إن عملية النقل تمت بالسحر، وهو نوع من القوة .
فسألت إحـد الطلبة.
- لوسمحت ؟
- نعم تفضل.
- هل أنتم في بعثة علمية.
- نعم.
- وهذا أستاذكم ؟
- نعم، هو البروفسور محمود، هو إستاذ علم الأثار والاحافير.
- أشكرك.
فخرجت من التجمهر ورجعت إلي أصحابي.
- شباب ؟
- نعم أبو أحمد.
- كل المرشدين السياحيين مجتمعين حول هذا البروفسور.
- إذا وجد الماء بطل التيمم.
- أنا معك طارق، لكن هل تصدقوني إذا قلت لكم إنه معلوماته خطأ.
- خطأ !
- نعم محفوظ، وأعتقد أني سأوضح لهم الأمر.
- لاداعي أبوأحمد، ماذا سنستفيد من إضاعة الوقت.
- نعيم ! تخيل مائة شخص أو أكثر يحصلون على معلمة
خطأ، ثم يرجعون إلي أهلهم وينشرون المعلومة.
- إذاً !
- سترون بأعينكم.
- نعيم !
- نعم طارق.
- مع أحترامي لأبو أحمد، هو فضولي جداً، وأعتقد إن
الفضول يؤدي إلي التهلكة والمغالطة.
- لنرى ماذا سيفعل.
وصلت قرب الأستاذ المتحدث وصعدت المسرح الحجري لبلقيس
وكان الجميع يراقبني بدهشة، وخاصة أصحابي !
- السلام عليكم.
- وعليكم السلام.
- كيف حالك بروفسور محمود.
- الحمد لله، هل أنت أحد الطلبة ؟
- أنا سائح عربي وكنت موجود بالصدفة وسمعت بعض
كلامك عن نبي الله سليمان عليه السلام.
- حياك الله أبني.
- عندي بعض الأستفسارات إذا لم تمانع.
- تفضل.
- أنا عندي رأي آخر مع احترامي لما قلته.
- تقصد كيفية نقل العرش.
- وأكثر من ذلك.
- شئ جميل، أنا أحب أن اسمع الرأي الأخر، تفضل.
- أرجوا أن يسمعني كل الحاضرين هنا، هل يسمعني الجميع.
- نعم تفضل.






رد مع اقتباس

المفضلات