- أبو أحمد، ولله تعبت
- أين..أين أختفيت يانعيم ؟
- أنا.. أنا كـنـ..
- شباب .. بسرعة تعالوا وأنظروا !
- ماذا لديك ياطارق ؟
- أعتقد إننا دخلنا غرفة مراد دون أن
نشعر، أنظروا، الكمبيوتر والمكتبة والطاولة، وصناديق
كثيرة.. أنظروا هذا جواله كما قال أبوه.
- نعم صدقت، إنها غرفته.
- أبو أحمد، محفوظ مازال فاقداً الوعي! ماذا أفعل ؟
- نعيم، حاول أن تحك خلف رأسه عند المخيخ، هل تعرف ذلك.
- لا.
- أنظر، ضع يدك خلف رقبته ومن فوق
قليلاً وحكها بسرعة وأضربها قليلاً، أنظر، أو
أجعله يشتم رائحة نفاثة كالعطر أو البصل.
- نعم، أنظر إليه.

وإذا بمحفوظ يتحرك ببطئ، وهو يئن من الخوف والبكاء
، وإذا بنا نسمع صوت النجاة، إنها أصوات صفير سيارات الشرطة !!

- الحمد لله.. الحمدلله..أبو أحمد،
أنظر من النافذة !! ما أكثر سيارات الشرطة !
إنهم يحاصرون المبنى من كل جانب، الحمد لله.

- واوو.. ما أكثرهم، أعتقد إنهم أكثر من
عشرين سيارة، أنظروا يوجد معهم قوات خاصة.
- لاتسنوا شباب، إنهم قدموا من أجل القبض على سفاح الأطفال.
- صحيح نسيت.

وإذا بصوت رجال الأمن يسمع في الدور العلوي، ثم
سمعنا خطواتهم الكثيرة والقوية في السلم ، وإذا
بهم يخطون الخطوات نحونا.. وإذا بالباب يفتح، فرأينا
ضابط محاصر بعدة رجال من الأمن، وفجأة ظهر
من بين أوساطهم أبومراد وشاهين.

- هؤلاء هم أصدقاء أبني مراد، إن هذا منزل
عمي وأب زوجتي، وقد جئنا لأخذ بعض الحاجيات
لمراد، وتفاجأنا عندما رأينا أشياء غريبة تحدث
بداخله وأتصلنا بكم، مارأيك أبو أحمد.
- نعم صحيح.
- لكن المتصل قال إنه رأى السفاح، من منكم المتصل؟
- نعم حضرة الضابط، أنا من أتصل بكم.
- هل قلت إن السفاح كان مختبئاً هنا.
- نعم حضرة الضابط، كنا نهم بدخول منزل
مراد، وإذا بشخص وجدنا بالقرب، فقال لنا
إن السفاح يختبيء هنا فلا تدخلوا، فأتصلنا بكم.
- وأين مراد هذا ؟
- يا أخي الضابط، مراد أبني ...
- نعم إن مراد يرقد بالسعودية بمستشفى
خاص، ولقد أتينا بمعية والده لأخذ بعض الحاجيات، وتفاجأنـ...

وإذا بصوت أحد أفراد الشرطة يصرخ بداخل المنزل !
وفجأة أشتعلت إضاءة المنزل كاملة ! غريبة !
كيف حدث ذلك !! وسمعنا صوت رجل الأمن مرة أخرى

- ألم نحذرك أيتها العجوز أن ترحلي من هذا البيت.
- أين أذهب ؟
- إلي أي مكان، أذهبي إلي دار العجزة.
- أترك خالتي !! والله سوفـ.. !!



فنظرنا لما يجري، وإذا بها العجوز التي أرعبتنا
قبل قليل، والصوت الصادر من الأسفل هو صوت فتاة، فنزلنا لنلقي نظرة.

- أنظر أبو أحمد!
- ماذا أرى ياطارق !! إنها نفس الفتاة صاحبة الشعر المبعثر، والكحل.
- أنظر.. أنظر للأسفل .. إنه الرضيع المتسخ.. إنهم هم !!
- نعيم .. تعال.. هل ترى مانرى ؟
- نعم !! أين نحن ؟ من هؤلاء ؟