- هاا.. لقد رجعت لمحفوظ القوة عن ذكر
العشاء، أرأيت أبو أحمد، أصبح قوياً الأن.
- محفوظ، تذكر إن بنهاية مغامرتنا
هذه، ستحصل على خمسة الأف دينار!
- كم بالسعودي ؟
- يمكن أكثر من خمسة وستين ألفاً.
- واو.. صحيح ؟
- نعم محفوظ.
- أشكرك نعيم، سأصبر حتى نرى
ماهي النهاية مع أبومراد.
وعندما حانت ساعة الصفر، وذهب الجميع
إلي منطقة الرميثية، كان الجميع مطبقاً صمته
دون تعليق، وكانهم خشب مسندة، حتى وصلنا
الموقع المطلوب.
- وصلنا أبو أحمد، هذا هو البيت.
فإذا هو بيت عربي قديم مكون من دورين به
نوافذ كثيرة، وباب خشبي قديم لم أعرفه لونه!
- أبو مراد؟
- نعم أبو أحمد.
- لماذا الحي مظلم بدون أعمدة إنارة.
- لا أعرف، مع إن باقي الرميثية إنارتها جيدة.
كان محفوظ جالساً بالخلف، وكان يحاول أن
يلقي نظرة بالسجود حتى يرى البيت من الزجاج الأمامي للسيارة.
- أسمعوا جيدا ًشباب، عندي بعض
التعليمات، من عليه جنابه لايخرج، ومن
بثيابه نجاسة لايخرج، ولنقرأ سورة الحمد
والأخلاص والمعوذات، ولاتنسوا آية
الكرسي، وأكثروا الصلاة على محمد وآل محمد.
شاهين ينظر إليَ بدون أي تعليق.
- هل هناك أمر أخر أبو أحمد.
- هل ستذهبوا معنا.
- أنا وشاهين سنبقى بالسيارة.
- حسناً، شباب أسمعوا، إذا دخلنا
البيت، لاتلمسوا أي شئ، ولا تصرخوا
أو تعلقوا، وإذا وصلتم إلي درجة عظيمة
من الخوف، أغلقوا عيونكم مع ذكر الله، نحن
سنسير في خط واحد، مفهوم.
محفوظ يتمتم بكلمات لاتسمع في أذن شاهين.
- عمي شاهين، تأخذ أنت الخمسة ألاف وتدخل بدلاً عني.
- ماذا تقول ! أغرب عني !!
- محفوظ هيا بنا سنذهب.
- طارق، والله أنا خائف، سأموت من الخوف.
مشينا بهدوء، كان البيت مظلماً بدون إنارة، ولا
يوجد أي جار حوله، فالبيوت بعيدة عنه ، فمشينا
ومشينا حتى أصبحنا على بعد عشر خطوات فقط من الباب.
- أبو أحمد !
- ماذا بك يامحفوظ.
- قدماي لاتستطيع أن تحملان جسمي، أحس أني ثـقيل جداً.
- أنا قلت لك لاتخاف الله معنا.
- هانحن وصلنا عند الباب، قولوا بسم الله الرحمن الرحيم.
وفجأة رأينا نور سيارتنا يشتعل ويطفئ عدة
مرات، وكأن شاهين يعطينا إشارة، فنظرت
إلي الأعلى، وإذا بنور إحدى الغرف تشتعل!
وبعد دقيقة أنطفأت ! فهرب رفاقي بسرعة إلي
السيارة وهم يصرخون بأعلى صوتهم، وتركوني
لوحدي عند الباب، فتراجعت للخلف، وإذا
بالباب ينفتح لوحده، حينها أحسست بإن شعر
جلدي قد كش للأعلى، وجسمي بارد، وضربات
قلبي تدق بسرعة، فرجعت أدراجي
للمجموعة، وما إن وصلت حتى أصيب محفوظ
بالهستيريا وصرخ في وجهي:
- أنظر أيها الزعيم ! حتى أنت خـفت ورجعت إلينا !!
أرجعونا للسعودية لانريد هذا المال ! لانريد هذا المال !
أرجعوني لأمي ! أريد الدمام !
المفضلات