- وهل تعرفهم كلهم ؟
- نعم.
- إذا أريد منك أن تساعدني وتخبرني من أشجع الصيادين عندك.
- أشجعهم ؟
- نعم أشجعهم وأكثرهم جرأة في دخول البحر.
- عندي لك واحد.
- من هو ؟
- نعيم .
- نعيم.
- هل هو سعودي ؟
- لا.
- إذاً من أي جنسية.
- هو هندي.
- هندي !!
- نعم هندي، ماذا حدث لك، الا تحب الهنود.
- أنت لاتعرف، والقصة طويلة ولاحاجة لك أن تعرف.
- صدقني أني لم أعرف شيئ مما قلته.
- أشكرك، والله صعبة، كيف آخذ هندي معي
إلي الكويت وربما إلي عمان.
وما إن غادر الصياد الأسكندراني، حتى أشار لي بيده من بعيد.
- أنت يا أخ، هذا هو نعيم.
ونظرت خلفي، وإذا هو شاب ثلاثيني، شديد الإسمرار، قوي البنية، وحاذق الرؤيا.
- أخ.. أنت نعيم، لو سمحت.
- نعم، تناديني أنا.
- هل في غيرك أسمه نعيم.
- لا.
- ماشاء الله، وتتكلم العربية بطلاقة !
- نعم.
- ممكن كم سؤال نعيم.
- آسف أنا مشغول.
فتركني متجهاً إلي مركبه، الذي للتو أخرجه أصحابه من البحر، فجريت خلفه.
- نعيم، توقف، أنا أريدك في شئ مهم.
فتوقف وقابلني وجهاً لوجه.
- نعم، أعرف ،أنت تريد أن أزودك بالسمك لمطعمك الجديد.
- لا، أرجوك فقط.. فقط أعطني من وقتك عشر دقائق.
- نعم ماذا تريد.
- أنت تعال معي عند سيارتي لعدة دقائق وستذهب لعملك.
- الأمر ضروري.
- نعم.
- هل يتعلق بوالدي أو عمي.
- لا.. لا.. أنا لا أعرف والدك أو عمك.
- طيب، أنت أذهب وأنا سأعود إليك بعد دقائق، أين هي سيارتك.
- الـ شروكي الرمادية تلك.
- حسناً عرفتها، أمهلني دقيقتين.
فمشيت حتى وصلت عند سيارتي، ودقيقتين حتى رأيته قادماً نحوي.
- أهلاً نعيم، كيف حالك.
- الحمد لله.
- هل نركب السيارة كي نأخذ راحتنا في الكلام.
- لاداعي، فثيابي متسخة برائحة السمك.
- أوكي، لنتكلم هنا.
- كيف عرفت اللغة العربية بهذه الفصاحة ؟
- أنا مولود هنا.
المفضلات