- ضربني وأخذ النقود، والجواز.
- أنت بجسمك الضخم وكأنك الرجل الأخضر
تخاف من زوج أمك.
- صدقني أبو أحمد هذا ماحصل، أنا عندي
عقدة منه منذ كنت صغيراً، والله أنا أخاف منه، ويومياً
أتدرب كي أضربه وآخذ بثأر أمي وأخوتي، لكن
بمجرد أن يقف أمامي ترتعد فرائصي وتخر
قواي، والله هذا ماحصل.
- وما العمل الأن.

فرجعت إلي سيارة الفريق.

- شباب أصبحنا ثلاثة.
- أعتقد إنه يكذب.
- لاتحكم عليه ياطارق، ربما هو صادق، لقد
أخبرني بقصته.

وإذا بخالد، يصطحب شاباً سميناً كان معه بالليموزين، حيث
وجد صعـوبة في الخروج من السيارة، وأمام أعين
الجميع مسك بيده وسار به حتى وصل إلينا.

- كأني أعرف هذا الشاب.
- أبو أحمد، هذا سيقوم بالمهمة بدلاً عني.
- أه عرفته.
- نعم هو محفوظ ! الذي كان بالنادي، أنا أدربه كي يخفف وزنه.
- لكن زاد وزنه ! أعتقد إنه لن يصلح ليأخذ مكانك.
- أنت جربه، لن تخسر شيئاً.
- خالد، هل تمزح، أعذرني على هذا، وزنه ثقيل
ووجههه كبير جداً، أعتقد إننا سنلاقي المتاعب معه.
- أنت أبو أحمد صح .
- نعم.
- أنا سأفعل مابوسعي كي أكون عضواً في فريقكم.
- أسمع محفوظ ، نحن لن نذهب للنزهة، نحن في
مهمة صعبة وخطرة.
- أعرف، أخبرني خالد بكل شئ، أرجوك أختبرني إذا أحببت.
- أبو أحمد !!
- نعم طارق.
- لقد تأخرنا، الساعة الأن السادسة والنصف، وأمامنا
طريق الجسر والجوازات ، ودخول مطار البحرين.
- ماذا قلت أبو أحمد، أعطه فرصة ليثبت وجوده.
- أرجوك، أرجوك أبو أحمد، فأنا مثل خالد، يتيم.
- لاحول ولاقوة إلا بالله.. وليس لدي وقت للتفكير.
- أنظر، حتى جوازي أحضرته معي.
- وماذا بيدك ؟
- هذا كيس.
- أعرف كيس، ماذا به ؟
- فقط فـطيرتين وعصير وكاكاو.. للطريق.
- للطريق.. أووفف..كان الله بعوننا.. أركب .
- صحيح !! الحمد لله أشكرك.
- إذا رجعنا أنا من سيحصل على الألفين دينار.
- نعم.
- يالله !! الحمد لله .. الحمد لله.

ووقع علي يدي يقبلهما، وعيونه تدمع.

- لا.. لا، لاتفعل هذا.
- أشكرك أبو أحمد والله أشكرك.
- لكنك تبدوا صغيراً، هل مسموح لك بالسفر.
- أنا بلغت الحادية والعشرون قبل شهرين.
- هيا بنا إلي البحرين، حرك أيها السائق.

طارق ونعيم بعيون واسعة، وكأن الماء البارد قد صب على رأسيهما.

- توقف أيها السائق، هل أنت متأكد مما تفعل؟
- ماذا قلت نعيم.
- نعم ، لاترتكب حماقة، هذه ليست رحلة صيد سمك.
- شباب، من هو الرئيس هنا.
- أنت !!