- أبو أحمد !
- نعم أبو مراد.
- أفضل وقت للذهاب الي البيت، هو بعد منتصف الليل.
- لماذا ؟
- لأن حركة الناس والجيران تـقل، وحتى
دوريات الشرطة، قلما تأتي في ذلك الوقت، لذا
لن يشك فينا أحد.
- حسناً، الأن سنذهب للراحة وقبل منتصف الليل
سنكون مستعدين، ولاتنسى وجبة العشاء وإحضار
أربعة مصابيح كهربائية.
- هل سمعت ياشاهين، أحضر مايريده أبو أحمد.
- إن شاء الله أبومراد، طلبات أبوأحمد أوامر.
- أشكرك..لحظة شاهين، ماهو لون السيارة التي قدمنا بها.
- أخضر عشبي.
- جيد.
- لماذا ؟
- كي لايراها ليلاً.

عدنا إلي غرفتنا، وعـقدنا إجتماع طارئ.

- شباب.
- نعم.
- هل تذكرون كلمة السر التي أتفـقنا عليها في بلادنا.
- نعم.
- ماهي ؟
- طاغور.
- هل سمعت يامحفوظ، ممكن تعيد الكلمة ؟
- ط.. طا.. غــور.
- ماذا بك، هل أنت مريض؟
- لا.
- طارق تحسس جبينه، هل حرارته مرتفعه.
- لاداعي أبو أحمد، أنا بخير، لكني خائف.
- من ماذا ؟
- من هذا المنزل الذي سنذهب إليه !
- ولماذا تخاف، هل تعرف إن معظم الخوف وهـم.
- وهـم ! أنا سأموت من الخوف وتقول لي وهـم.
- حبيبي، تعال بقربي.

فدنى مني حتى صرنا وجها ً لوجه.

- أسمع محفوظ، نحن من يصنع الخوف، نحن
نتخيل أشياء ونركبها في عقولنا وتتحول إلي خوف.
- هذه هي المشكلة، إنها تتحول إلي خوف.
- أوكي، خطوة خطوة، وسأزيل عنك الخوف، موافق..أجب موافق.
- تـ..تـ تفضل.
- أسمع عزيزي، عـقلنا يبرمج صور وتخيلات
كنا نخاف منها، أو هي أصلاً مخزونة في ذاكرة
عقلنا، وعند وقوع شئ يذكرنا بها، تخرج في مقدمة
ذهننا، فتـفرز غدة الخوف أو النجدة كما تسمى، هل سمعت عنها ؟
- أبو أحمد، لاتقنعني، لاغدة نجدة أو أسعاف سيجعلني لا أخاف.
- أبو أحمد !
- أكمل، نريد أن نستفيد نحن أيضاً، لنحارب الخوف.
- إن شاء الله نعيم.
- أسمع حبيبي، جسم الإنسان زود بعدة غدد، وكل
غدة لها وضيفة في إفراز هرمون أو أنزيم معين
له وظيفته، ومن هذه الغدد هرمون النجدة
أو الخوف، أي الشخص الخائف يرسل إشارات
دون علم منه، فيفرز هرمون الاردنالين ...
- أرجوك أبو أحمد ! يكفي !
- محفوظ، لماذا تأتي معنا وأنت جبان إلي هذا الحد.
- أنا جبان، طيب إذهب للشارع وأوقف أي إنسان
يمر بالشارع وقل له، تعال وأدخل هذا المنزل، وأخبره
بإن فيه جن، ماذا تضن إنه فاعل.
- أوكي طارق، أنتهي الأن نحن في خط ألا عودة، سيحضرون
لكم عشاء ثم موعدنا قبل الحادية عشر والنصف
للخروج، أنا تعب سأذهب لأنام قليلاً.
- هل قلت عشاء ؟