- ما العمل الأن يانعيم ؟
- هل ستعود مرة أخرى ؟
- لا أعرف.
- هل تتوقع الجن قتل كرعوب.
- نعم، وهناك شئ لم أخبركم به.
- ماهو ؟
- رايت الخيط الأحمر مرمي على الأرض! وكأن دماً أحمر
كان يخرج ينزف منه.. أنا متأكد إنهم قـتلوه.
- لاحول ولاقوة إلا بالله.
وأنا أنظر في المرآة الأمامية، وإذا بمحفوظ يبكي لكن بدون صوت..
ويداه تطبقان فمه.. كأنه يحاول أن يخرج صرخته ! لكن العبرة واقفة !
- مسكين كرعوب، لقد فقد العم مهبوب الوعي.
- لاتلومه ياطارق.. إنها مفاجأة لم أكن أتوقعها.. والأحداث بدت سريعة.
- هل تصدق ياطارق.
- ....
طارق لايرد من شدة الموقف .
- بالداخل ستشعر وستعرف ماهو الخوف الحقيقي.
- أرجوك لاتصف لي ذلك.. يكفـ..ـي أرجوك.. يكفي إن شعري أقشعر
وقلبي يدق بسرعة.. أحس كأن روحي ستخرج من البرد.
- أبو أحمد !
- ماذا نعيم ؟
- سأدخل معك.
- هل أنت جاد؟
- نعم، لكن عندي سؤال.
- تفضل.
- أتذكر إنك احضرت كمية كبيرة من علب الجل التي توضع على الشعر
وقلت إنك ستستخدمها في دخول الكهف.
- نعم.
- لماذا ؟
- كنت متيقن إنني لن دخل في جوف الكهف في المرة الأولى،
وأني سأعود لكم، والجل مادة سكرية حلوة تعطي البرودة، وقد
قرأت إن بداخل بئر برهوت حرارة لاتحتملها الأجساد، لذا سنقوم
بتغطية أجسادنا بالجل قبل الدخول في عمق البئر.
- هل تفكر بدخول عمق البئر؟
- ربما.
- لقد تذكرت شيئاً، أعطني الحقيبة ياطارق.
- أي حقيبة.
- التي بالخلف، ستجدها خلف محفوظ، افتحها وأعطني الكتاب والقارورة.
- هل هو كتاب كتـ..
- نعم المكتبة التي بعدن.
فناولني طارق الكتاب، فبدأت تصفحه لأجد الصفحة المطلوبة.
- أين.. أين .. نعم أعتقد إنها هنا.. أرجوكم أسمعوا.
وإذا بالعم مهبوب ينتبه من أغمائه ويبكي بهدوء.
- بداخل الكهف الأيمن ستجد النور نحو الغرفة الحمراء،
إنها القوة التي تعلق بها الأنس والجان، هناك لسان الخلد يتدلى كالثلج.
- بسم الله الرحمن الرحيم.
- هل فهمتم شئ ؟
- تقريباً.
- أنا أعتقد يانعيم إنك أستعملت المصباح في المكان المخطئ.
- كيف !
- ربما هم أنزعجوا من نور المصباح، فلذا لن نضيئه.
- نعم أعتقد إنك على حق، فبمجرد أني أضأته، أمسكوا بكرعوب.
- والكهف الأيمن الذي وصفه الكتاب هو الكهف الصغير الذي
أخبرتنا عنه في أتصالك، أي به النور وهو الطريق المؤدي نحو الغرفة الحمراء.
- وماهي الغرفة الحمراء في أعتقادكم ؟
- أعتقد ياطارق إنها الغرفة التي بها الزئبق الأحمر.
- هل تعني إن هناك كمية كبيرة من الزئبق ؟
- نعم أعتقد ذلك، ولربما إنها كالخزانة الكبيرة.
- وما قصة القارورة التي أعطتنا الفتاة ؟ ربما لن نجد قارورة مليئة كما قالت.
- كلام الله أقوى من الجن، سنأخذ المصاحف معنا وسنتلو الأيات وندخل.
- متأكد ؟
- نعم نعيم، وسنعرف كل مايجري بالداخل.
- إذاً بسم الله نتوكل وعليه نستعين.
- ونعم بالله.





رد مع اقتباس

المفضلات