- كيف بدون صورة ؟
- قصدي بدون أنعكاس !
- أين .. أين ياربي .. أين .. أووه !! تذكرت ! بسرعة شباب !! بسرعة !!
- ماذا تريد أبو أحمـ..ــ.
- بسرعة أخرجوا من الماء ! بسرعة !
- والسبب ؟!
- بسرعة ! لاوقت للجدال ! بسرعة عم مهبوب ! أعطني يدك لأساعدك !
فسحبت المعم مهبوب بسرعة رهيبة وخرجنا من النهر،
أما باقي الشباب فخرجوا من جوانبه ماعدا محفوظ وكرعوب.
- أرجوكم !! نعيم !! طارق !! بسرعة ساعدوهم للخروج !!
ركضنا جميعنا حتى وصلنا أمام محفوظ.
- شباب أسحبوا يده اليمنى وأنا الأخرى !
- بوأحمد !! إنه ثقيل !
- محفوظ، أرجوك ساعدنا كي نخرجك !
- لا أستطيع أن أقف !
- أوكي شباب، سنسحبه في وقت واحد.
- أتفقنا !
- يا الله !!!
فسحبنا محفوظ على بطنه وتم أخراجه بجانب النهر.
- واوو !! إنك ثقيل يامحفوظ ! من باقي لم يخرج ؟ أووه كرعوب !
- كرعوب !! كرعوب !!
- إنه لايسمعكم.
- ما العمل عم مهبوب، الوقت ينفذ !
- لم تقل لي ما المخيف في هذا النهر.
- أولاً نسحب كرعوب وأخبرك.
- كرعوب !! كرعوب !!
- نعيم ! أجرى إلي الجهة الأخرى ولوح له بيدك، إنه لايرانا.
نعيم يجري بسرعة نحو كرعوب.. وفجاة !!!!
بدأ محفظ بالأختفاء تدريجيا ً !!!
وملابسه خاوية بدون جسد !!!
- يا الله !! ماهذا !
- هل تصدق هذا ياطارق ؟
- سبحان الله ! أين كرعوب، لقد أختفى !
- لقد تذكرت نصحية شيخ عدن.
- لكن متأخرة !
- صدقت ياعم، تذكرتها بعدما وقع كرعوب ضحية.
- وماذا قال لك ؟
- قال الحذر من الزلال الجميل في أواسط القحل، فأنه خبيث
مسحور، يجعل الغمامة أمام البصر حتى يلج في الوحل،
وقال أبعدوا عن ظل لاظل له.
- وماذا يقصد ؟
- الأولى عرفناها، وهي الماء الزلال في منطقة قاحلة،
لكن ماذا كان يقصد بكلمة يلج في الوحل ؟
- أبوأحمد أنا أعرف قصده.
- تفضل نعيم.
- شيخ عدن يقصد إن الشخص سيختفي إذا أستحم لفترة
معينة في هذا الماء المسحور، ولن يعود إلي سابق عهده إلا تمرغ في الطين.
- أي طين ؟
- هذا لا أعرفه.
- وماذا عن أبتعدوا عن ظل لاظل له ؟
- لحظات وأعرف.
فتركنا نعيم وصار يمشي وسط النخيل، وإذا به يتراقص
يمنة ويسرى وكأنه يتحاشى شئ ما !
- ماذا حدث نعيم ؟
- عرفت الجواب !
- وماهو ؟
- يقول إن هنا أشجار ليس لها ظل، ولقد تأكدت بنفسي،
كل النخيل التي هنا بدون ظل !
- غريب !! والشمس مشرقة ونحن قبل الظهيرة !
وإذا بملابس كرعوب تتحرك وتخرج من النهر،
ولكن بدون كرعوب! فمشت قادمة نحونا !!
إن منظرها مرعب تقشعر له الأبدان !!!
المفضلات