فبدأ محفوظ الصراخ إلي درجة الجنون، يترنح يمينا وشمالاً
وأصبحت السيارة تهتز لحركته ولصراخه.

- إنه بداخلي !! سأموت !! أبو أحمد أرجوك ساعدني !!
- نعيم تصرف.
- ماذا أفعل!.. محفوظ أرجوك أهدأ !!
- إنه يتحرك !
- وما الذي يتحرك ؟
- لا أعرف، ولكن أرجله كالمنشار!
- لا أعرف ماحدث له، هل هو جني !

- السيارة ستسقط بنا في الوادي، أرجوك نعيم لايوجد مكان نقف فيه.
- سأذهب للخلف وأعالج المشكلة.

محفوظ مازال يصرخ من الخوف، فجلس نعيم على ركبتي محفوظ وجهاً لوجه.

- أهدأ محفوظ أهدأ .. قل ماذا يؤلمك أهدأ.
- إنه بداخلي يتحرك في ظهري.. فوق.. لا لا تحت!
- ماهو ؟! هل أنت مجنون.

فدفعه بيديه بقوة إلي الخلف !! حتى كاد ينكسر المقعد .. ثم !

- لا يتحرك !! أعتقد إنه مات، أشكرك نعيم، إنه لايتحرك ! الحمد لله.

محفوظ يحتضن نعيم ويقبله بعنف.

- يكفي يكفي .. ماهذا الذي لايتحرك !
- الذي دخل ظهري.
- وماهو.. جني؟
- أعتقد حشرة دخلت ظهري وأنا في الحمام.
- والله أنت ..ههههه، هههههه.
- أنتم في وادي وأنا في وادي، أنا سأموت من الخوف
من الأرتفاع ومحفوظ يقول حشرة دخلت ظهره.
- هل أنتهت الأزمة أبوأحمد.
- باقي القليل، ولكن لماذا الدنيا ظلام ونحن في النهار !
- ربما من الغيوم.
- ربما.


دخلنا أول العصر حتى أصبحنا في طريق صحراوي مستوي .

- أعتقد شباب إننا بدأنا الطريق الصحراوي، والذي سيأخذنا
إلي شبام، تأكد نعيم هل التالية مدينة شبام الأسطورة.
- أسطورة ! ماذا تقصد أبوأحمد.
- طارق، أنت اليوم أكبر محظوظ في هذا الكون !
- أنا !
- وأنا أبوأحمد ؟
- وأنت كذلك يامحفوظ ونعيم وأنا، كلنا محظوظين.
- ولماذا ؟
- لأننا سنرى شبام العظيمة كما في قصص الف ليلة وليلة.
- كل هذا في شبام ! .. وماهي شبام الأسطورة ؟
- أعزائي هي منهاتن الصحراء، فهل سمعتم عن منهاتن نيويورك ؟
- نيويورك سمعنا عنها أما منهاتن فلا.
- أنا شاهدت برنامجاً عنها.
- ماذا تعرف عنها ياطارق ؟
- منهاتن نيويورك هي التي بها ناطحات السحاب المشهورة،
وهي جزيرة أمام نيويورك، ويربطها بنيويورك جسر كبير.
- أحسنت طارق، تخيلوا شباب في وسط الصحراء
ناطحات سحاب مبنية من الطين الأحمر ويصل بعضها إلي علو عشرة طوابق!
- معقول !!
- نعم محفوظ، هذه هي المعجزة لأهالي شبام حضرموت.
- وكيف بنوها ؟
- سنرى بعيوننا شبام العظيمة، التي عرفت بالزرافة والحسناء،
وحتى الأمريكان والغربيون لايأتون إلي اليمن إلا من
أجل رؤية هذه العمائر.
- سبحان الله.
- ستشهق أنفسكم عند رؤيتها، سنحاول ان نكون في طريق
الجبل حتى نأخذ لها صورة من أعلى ثم ننزل إليها.
- بسرعة أبوأحمد، أريد رؤية هذه العمائر، سؤال شباب هل
عندهم مطاعم أقصد وقت العشاء سنكون عندهم أو لا !
- العشاء !!


فنظر الجميع إلي محفوظ بالتعجب، فأنزل رأسه خجلاً.